
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَنــي أُمّنــا أيــن الخَميــس المــدرَّب
وأيـــن العــوالي والحســام المــذرَّبُ
إذا اهــتزّ فــي نصـر الحنيـف تسـاقطت
نفـــوس العـــدا مـــن حَــدّه تتحلّــب
وأيـــن النفــوس اللاء كــنّ إذا دعــا
إلـــى اللَـــه داعــي المــوت ترغــب
وأيـن الجيـاد اللاء كـانت إذا دعـا ال
مثـــوِّب خيـــلَ اللَـــه للَـــه تُركــب
وأيــن الليــوث الغُلـب فـي كـل مرقَـب
يهـــول العــدا منهــا رُبــوض ووُثّــب
وأيـــن بنـــو الغــارات يبتــدرونها
وجنـــد المنايـــا حولهـــا يتكــوكب
وأيـــن قلــوب يشــهد الصــخر أنهــا
غَـــداةَ الـــوغى منــه أشــدّ وأصــلبُ
وأيــن الحُلــوم الراجحــات إذا عــرا
ســنى الرشـد مـن ليـل الحـوادث غيهـب
وأيــن الوجــوه الصـبح والـدهر سـاهمٌ
وبيــض الظــبى بالهــام تلهـو وتلعـب
وأيــن العطــاء الجــمّ فـي كـل عُسـرةٍ
يمــر بهــا عــام مــن المَحــل أشـهب
جــزى اللَــه بالرضـوان والخيـر عصـبةً
لخيــر بنــي الــدنيا جميعـاً تعصـّبوا
جــزى اللضـه فـرداً قـام بـالأمر وحـدَه
ومــــا النـــاس إلّا كـــافر ومكـــذب
عَموا إذا دعاهم واستحبوا العمى على ال
هــدى فــتردَّوا فــي الضــلال وكُبكبـوا
وكــم حــاولوا أن يطفئوا نــوره وقـد
أبــى اللَــه إلّا أن يَخيبــوا فخُيِّبــوا
وكــم أرَّثــوا بالحقــد نــار صـدورهم
وكــم أوضــعوا فــي فتنــة وتقلّبــوا
وكـم حـاربوا المختـار فـي الـدين ضِلّةًً
ومــن حــارب الرحمــن يخــزي ويُحــرَب
فلمــــا رأوا تأييــــده واعـــتزازَه
وســـلطانه فـــي الأرض يعلــو ويَغلــب
أرادوا بـــه كيـــد الخئون فـــبيَّتوا
علــى قتلــه غــدراً ونــادَوا وألَّبـوا
فلــم يفلحــوا كيــداً وضــلّوا طريقـةً
كــــذلك كيــــد الخـــائنين مخيَّـــب
فللَـــه يــوم الغــار والغــار جَنَّــه
وجنــد العــدا يغــدوا إليــه ويـذهب
ونعــم رفيــقُ الغــار يلقــى برجلــه
ســـِمامَ الأفــاعي دونــه حيــن يُلســَب
يســيرون باســم اللَــه تِلقــاءَ يـثرب
فيـــا حبـــذوا ركــبٌ تلقّتــه يــثرب
بروحـــي بنــوا الأقيــال يســتقبلونه
فهـــم حـــولَه جمـــع كــثيف وكــوكب
لهــــم جلَبـــات بالبَشـــائر حـــوله
وملهـــىً بـــأطراف العــوالي وملعــب
فيـــومئذ لا تســـأل الشــِّرك مــا رأى
وإن قيـــل أولــى بالســؤال المجــرِّب
وســائل ســيوفَ اللَــه مــا فعلـت بـه
تُجِبـــك الظُّـــبي والزاعــبيّ المحــرَّب
فكــم طحَنــت فـي سـاحة المـوت فيلقـاً
لصـــولتها الأســـد الضـــراغم ترهَــب
وســل صــهَوات الخيــل كـم وطئوا بهـا
نواصــــيَ حِصــــنٍ للضـــلال وخرّبـــوا
وســل عنهــم بــدراً وســل أُحُـدا وسـل
بهـــم عُضــَب الأحــزاب يــوم تحزّبــوا
ســل الخيــل إذ جــالت ببطحــاء مكـة
ووَدّ العــدا لــو أنهــم لــم يُكـذِّبوا
ويـــوم حُنَيـــن إذ تركـــن هَوازنـــاً
لأشـــلائها الطيـــرُ الحواجـــل تنهــب
بكــلّ كمــيّ يشـتهي المـوتَ فـي الـوغى
يلــــذّ لعينيـــه الحِمـــام ويعـــذُب
كـــأن لـــه عنـــد المنيـــة حاجــةً
يطاردهــــا مستبســـلاً وهـــي تهـــرُب
أولئك حـــزب اللَـــه آســـاد دينـــه
بهــم عصــب الطــاغوت تشــقى وتعطُــب
أولئك أنصـــــار النــــبي ورهطُــــه
لهـــم يتنـــاهى كـــل فخــر ويُنســب
أولئك أقــــوام إذا مــــا ذكرتُهُـــم
جـــرت عبـــارت الــدين حَــرّى تَصــبّب
جــزى اللَــه خيــراً شـيخَ تَيـم وجنـده
ورايــاتُه فــي الشــرق والغـرب تضـرب
كـــأني بركــن الــدين يهــتز خِيفــةً
عشــــيّةَ مـــات الهاشـــميّ المحبَّـــب
فقـــام بأعبـــاء الخلافـــة شـــيخُها
وأصـــحابه مـــن شــدة الخطــب غُيَّــب
فمـــا شـــهد الإســلام رأيــاً كرأيــه
وقــد قــام فــي يـوم السـقيفة يخطـب
كــأني بــه يـدعوو إلـى الرشـد وحـدَه
وللغــــدر جنــــد حــــوله يتـــوثَّبُ
كـــأني بــه تُزجــى البعــوثُ بــأمره
إلـــى كـــل أرض والكتـــائب تُكتَـــب
يســير علـى اسـم اللَـه بـالجيش خالـدٌ
فيُنجِـــد غـــزوا فـــي البلاد ويُــدرِب
عشــــيةَ وافــــى عَقربـــاء بجحفـــل
عليــه العــوالي والحديــدُ المعقــرب
فــألقى عليهــم بــالبَراء بــن مالـك
أخـــا عزَمـــات بأســـُه ليــس يغــرُب
فلـــم يبــقَ فــي الأعــداء إلا مُصــَرَّعِ
وآخـــرُ بـــاليبض العـــوالي مُقضـــَّب
ويـــومَ رمـــى أرضَ العـــراق تـــؤمّه
طلائعُ مــــن نصــــر الإلـــه وتصـــحَب
تــرى الفتــح يجـري قبلَـه فـي خلالهـا
مســــيرة عشــــر والهـــدى يتغلّـــب
نَعـــم وبــأرض الــروم كــان لخالــد
علـى الـروم فـي اليرمـوك يـومٌ عَصبصـَب
كـــذلك ســـيف اللَـــه أمّــا نضــيتَه
علــى الكفــر لا ينبــو لحــدّيه مضـرب
وللــدين بالفــاروق مِــن بعــدُ صـولةٌ
تَثُــــل عـــروش الـــدولتين وتَقلِـــب
فـــإن كــان لليرمــوك يرهــب قيصــر
فكســـرى ليـــوم القادســـيّة أرهـــب
هنالــك وافــى رُســتمَ الفــرس حتفُــه
فأمســـى تُبكّيـــه العـــذارى وتنــدُب
فللَـــه ســـعدٌ يـــوم يزحَـــف جيشــه
علـــى الفـــرس لا يُلـــوي ولا يتهيّــب
يشـــق عُبـــابَ المــاء فــوق ســوابح
لهـــا فــوقه نحــوَ المــدائن مَقــرَب
بيـــوم يــروع الشــمسَ لمــعُ ســيوفه
ويُنـــذرها ليـــلَ العَجـــاج فتغـــرُب
هنالـــك يهــوى عــرش كســرى وبعــده
عــن الــروم ســلطانُ القياصــر يـذهب
يمزقهــــم عثمــــان كُــــلَّ ممــــزَّق
فيعلــو منــار الحــق والحــق أغلــبُ
كتـــائب تُصــليها المنايــا ســيوفُنا
فتصـــلى وتَســـقيها الفنــاء فتشــرب
وأضــحت حصــون الشــرك بعـد اعتلالهـا
يَصـــيح بهــا طيــر الخــراب وينعَــب
فأعلامنــــا فـــي كـــل أرض خوافـــق
يَـــدين لهـــا شـــرق ويخضــع مغــرب
إذا مـا علـت فـي الصـين أنـوار كـوكب
مـــن الـــدين حيّــاه بُبرقَــةَ كــوكب
خليلـــيّ مــا لــي إذ تــذكّرت برقــة
بجنــــبيّ نيــــرانُ الأســـى تتلَهّـــب
نعــم راعنــي مــن نحــو بُرقـةَ صـارخ
يُهيـــب بأنصـــار الهلال ألا اركبـــوا
دعــا صــارخُ الإســلام يــالبني الهـدى
أغــار العــدا أيــن الحسـامُ المشـطَّب
كـــأني بــه يــدعو الخلافــة مُســمِعا
كـــأني بـــه فــي المســلمين يُثــوِّب
أرادت حمـــى الإســلام رومــا فــأقبلت
زعانفهــــا فـــي بَغيهـــا تتثعلـــب
ثعــــالب لاقــــت خِلســـةً فـــتزاءرت
فيـــا عجبــاً مــن زائر وهــو ثعلــب
يخــال ســكوتَ الليــث وَهنــا فيعتـدي
غـــروراً وينســى بأســَه حيــن يغضــب
أفـــي ســكَتات الليــث للهِــرِّ مطمــع
وهــل فــي عَريـن الصـِّيد للسـِّيد مـأرب
هــو الحتـف يـا أبنـاء رومـا رويـدكم
فهــذا الــردى يرنــو إليكــم وَيرقُـب
فـــإن يـــك أغراكـــم ســفينٌ مــدرّع
فمــا لســفين البحـر فـي الـبر مـذهب
وإن غركــــم أن الخطــــوب تنكّــــرت
زمانــاً لنــا فالــدهر بالنــاس قُلّـب
علــى رِســلكم إن الليــاليَ لــم تـزل
علـــى حكمنـــا تَجــري بمــا نتطلّــب
ســلوا الـدهر مـن آبائنـا فـي وقـائع
صــــوادقَ فــــي آبـــائكم لا تُكـــذَّب
أولئك هـــــم آباؤنـــــا ولأنتـــــم
كآبـــائكم والفـــرع للأصـــل يُنســـب
كلانـــا علــى مــا ســنّ آبــاؤه لــه
يســـــير فلا يُلـــــوي ولا يتنكّـــــب
تركنــا لكــم عُــرضَ البحـار فـأقبِلوا
علــى ظهرهــا أو أدبِـروا أو تذبـذبوا
كلـوا مـا اشـتهيتم فوقهـا مـن سِماكَها
وغنّـوا بمـا شـئتم وصـيحوا أوِ اطرَبـوا
فأمّــا إذا مــالت إلــى الــبر نَـزوة
بكـــم فـــالردى وِرد وَخيـــمٌ ومَشــرب
أذُؤبــانَ رومــا ليســت الحـرب مرقصـا
بغــــاداته يلهـــو خليـــع ويلعـــب
ولكنهـــا ســـوق المنيـــا تُقيمهـــا
نفـــوس علــى وَقــع الصــوارم تلعــب
إذا وقـــف البـــاب يبـــارك جنــدكم
فمـــا كـــل بـــاب للمســـيح مقــرَّب
ســـلوه أفــي الإنجيــل للحــرب آيــةٌ
إذا كــان فــي إنجيلــه ليــس يكــذب
لكـــم جنـــة البـــاب مــآبٌ وإنمــا
مفاتحهـــا مـــن أرض بُرقـــة تُطلَـــب
وإنّ لـــــدى أســــيافنا ورماحنــــا
بأبوابهـــا عِلمـــاً هلمــوا فجربــوا
ســلوا جنــة البــاب بمــاذا تزيّنــت
لتلقــى الألـى فـي لجَـة البحـر غُيِّبـوا
هلمـــوا نقرِّبكـــم إليهـــا فإِنمـــا
صــــورمنا تُــــدني لهــــا وتقـــرب
أأضــــيافَنا إن التحيــــة عنــــدنا
قلــــوب تُفــــرّى أو رقـــاب تُقضـــَّب
هــي الحـرب حـتى يحكـم السـيف بيننـا
فلا ترتَجــــوا ســــِلماً ولا تـــترقَّبوا
وهبنـــا لهـــا أموالنـــا ونفوســنا
فلا افقـــة نخشـــى ولا مـــوت نرهـــب
حـــذار فللإســـلام فـــي كـــل بقعــة
ســَراة إذا مــا أجـدب النـاس أخصـبوا
حـــذارِ فللإســـلام فـــي كـــل أمـــةٍ
حُمــاة إذا مــا شــزَّر الــدهرُ قَطّبـوا
حَـــذارِ فللإِســـلام فـــي كـــل بلــدةٍ
دُهــاة إذا مــا أظلـم الـرأيُ أثقبـوا
حِــراصٌ علــى مُلــك الرشــاد إذا هفـا
بـــه حـــادث ثــاروا لــه وتحزّبــوا
بنـي مصـر هـذا الـدين يـدعو فـأقبلوا
علــى اللَــه فــي تأييــده وتقرّبــوا
بَنــي مصــر قــد رام الخلافــة معشــر
تنــادوا علــى غَــدر بهــا وتــألّبوا
فــذاقوا وبــالُ الغـدر واشـتجرت بهـم
مواقـــفُ خِـــزي فــي طرابلــسَ تكتَــب
بَنـى مصـر هـذا موقـف العـزم فانهضـوا
ســـراعاً إلـــى إحـــرازه وتـــألبوا
إذا مـــا تنــادى المســلمون فإنمــا
لنجــــدتنا كـــل الممالـــك ترقُـــب
وكــم فــي ســبيل اللَــه مـن أريحيّـة
لمصـــرَ بهـــا رُأُبُ الخلافـــة يُشـــعَب
تَفيــض علــى الإســلام بــالجود أنعُمـاً
غـــزاراً إذا مـــا أخلــف الأرضَ صــيِّب
ويـــا لَبنـــى الهيجــاء لا تفزَعنكــم
كلابٌ تعـــــــادت باغيـــــــات وأذؤب
فـــأنتم جنـــود الحــق وهــو مظفّــر
قـــديماً وجنـــد الظـــالمين مغلَّـــب
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.