
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
آخِـرُ مـا المَلـكُ مُعَـزّى بِهِ
هَـذا الَّـذي أَثَّـرَ فـي قَلبِهِ
لا جَزَعــاً بَـل أَنَفـاً شـابَهُ
أَن يَقـدِرَ الـدَهرُ عَلى غَصبِهِ
لَـو دَرَتِ الـدُنيا بِما عِندَهُ
لَاِسـتَحيَتِ الأَيّـامُ مِـن عَتبِـهِ
لَعَلَّهــا تَحســَبُ أَنَّ الَّــذي
لَيـسَ لَـدَيهِ لَيـسَ مِـن حِزبِهِ
وَأَنَّ مَــن بَغــدادُ دارٌ لَـهُ
لَيـسَ مُقيمـاً فـي ذَرى عَضبِهِ
وَأَنَّ جَــدَّ المَــرءِ أَوطـانُهُ
مَـن لَيسَ مِنها لَيسَ مِن صُلبِهِ
أَخــافُ أَن تَفطُــنَ أَعـداؤُهُ
فَيُجفِلـوا خَوفـاً إِلـى قُربِهِ
لا بُــدَّ لِلإِنسـانِ مِـن ضـَجعَةٍ
لا تَقلِـبُ المُضـجَعَ عَـن جَنبِهِ
يَنسـى بِها ما كانَ مِن عُجبِهِ
وَمـا أَذاقَ المَـوتُ مِن كَربِهِ
نَحنُ بَنو المَوتى فَما بالُنا
نَعـافُ مـالا بُـدَّ مِـن شـُربِهِ
تَبخَــلُ أَيـدينا بِأَرواحِنـا
عَلـى زَمـانٍ هِـيَ مِـن كَسـبِهِ
فَهَــذِهِ الأَرواحُ مِــن جَــوِّهِ
وَهَــذِهِ الأَجسـامُ مِـن تُربِـهِ
لَـو فَكَّـرَ العاشِقُ في مُنتَهى
حُسـنِ الَّـذي يَسبيهِ لَم يَسبِهِ
لَـم يُرَ قَرنُ الشَمسِ في شَرقِهِ
فَشــَكَّتِ الأَنفُــسُ فـي غَربِـهِ
يَمـوتُ راعي الضَأنِ في جَهلِهِ
مَوتَــةَ جـالينوسَ فـي طِبِّـهِ
وَرُبَّمــا زادَ عَلــى عُمــرِهِ
وَزادَ فـي الأَمـنِ عَلـى سِربِهِ
وَغايَـةُ المُفـرِطِ فـي سـِلمِهِ
كَغايَـةِ المُفـرِطِ فـي حَربِـهِ
فَلا قَضـــى حــاجَتَهُ طــالِبٌ
فُــؤادُهُ يَخفِــقُ مِـن رُعبِـهِ
أَسـتَغفِرُ اللَـهَ لِشـَخصٍ مَضـى
كــانَ نَـداهُ مُنتَهـى ذَنبِـهِ
وَكــانَ مَــن عَـدَّدَ إِحسـانَهُ
كَــأَنَّهُ أَفــرَطَ فــي ســَبِّهِ
يُريـدُ مِـن حُـبِّ العُلى عَيشَهُ
وَلا يُريـدُ العَيـشَ مِـن حُبِّـهِ
يَحســـَبُهُ دافِنُـــهُ وَحــدَهُ
وَمَجـدُهُ فـي القَبرِ مِن صَحبِهِ
وَيُظهَـرُ التَـذكيرُ فـي ذِكرِهِ
وَيُسـتَرُ التَـأنيثُ فـي حُجبِهِ
أُخـتُ أَبـي خَيـرٍ أَميـرٍ دَعا
فَقــالَ جَيــشٌ لِلقَنـا لَبِّـهِ
يـا عَضـُدَ الدَولَةِ مَن رُكنُها
أَبــوهُ وَالقَلـبُ أَبـو لُبِّـهِ
وَمَــن بَنــوهُ زَيـنُ آبـائِهِ
كَأَنَّهـا النـورُ عَلـى قُضـبِهِ
فَخـراً لِـدَهرٍ أَنـتَ مِن أَهلِهِ
وَمُنجِــبٍ أَصـبَحتَ مِـن عَقبِـهِ
إِنَّ الأَسـى القِـرنُ فَلا تُحيِـهِ
وَســَيفُكَ الصــَبرُ فَلا تُنبِـهِ
ما كانَ عِندي أَنَّ بَدرَ الدُجى
يوحِشـُهُ المَفقـودُ مِـن شُهبِهِ
حاشـاكَ أَن تَضعُفَ عَن حَملِ ما
تَحَمَّــلَ السـائِرُ فـي كُتبِـهِ
وَقَـد حَمَلـتَ الثِقلَ مِن قَبلِهِ
فَــأَغنَتِ الشـِدَّةُ عَـن سـَحبِهِ
يَـدخُلُ صـَبرُ المَرءِ في مَدحِهِ
وَيَـدخُلُ الإِشـفاقُ فـي ثَلبِـهِ
مِثلُـكَ يَثني الحُزنَ عَن صَوبِهِ
وَيَسـتَرِدُّ الـدَمعَ عَـن غَربِـهِ
إيمــا لِإِبقـاءٍ عَلـى فَضـلِهِ
إيمــا لِتَسـليمٍ إِلـى رَبِّـهِ
وَلَـم أَقُـل مِثلُـكَ أَعنـي بِهِ
سـِواكَ يـا فَـرداً بِلا مُشـبِهِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.