
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علَّقـتُ عُـودي علـى صَفصـافةِ اليأسِ
ورُحـتُ فـي وَحدَتي أبكي على الناسِ
كــأنَّ فـي داخلـي قَـبراً بوَحشـَتِهِ
دفنــتُ كــلَّ بشاشــاتي وإيناسـي
مـا قـبرُ حـربٍ ولا دربُ المُنخّلِ أو
دَفـائنُ الجِـنِّ شـيئاً عنـد أرماسي
فيهـــا وأَدتُ بُنَيَّـــاتٍ وأغلِمَــةً
صــُبحَ الوُجـوهِ عليهـم نَضـرَةُ الآسِ
حفرتُ بالفأسِ في قلبي الضريحَ لهم
وكنـتُ أبكي ويبكي الصخرُ من فاسي
خيـرٌ لهـم وأدُهـم من موتِهم سَغباً
أو أن يُبيحوا مياهَ الوجهِ للحاسي
يـا قـبرَ آمالِ نفسي في ثَرى كَبِدي
يسـقيكَ صضـوبُ دَمٍ من قَلبيَ القاسي
زرعـــتُ فوقَــكَ أزهــاراً بلا أرَجٍ
سـَوداءَ مـرَّت عليهـا نـارُ أنفاسي
ما أروعَ الزَهرةَ السوداءَ قد سُقِيَت
بدمعـةِ القلـبِ تَحميهـا يَدُ الياسِ
يـا يـأسُ صُنها فإِني قَد قَنِعتُ بها
ولســـتُ أبــدُلُها بــالوَردِ والآسِ
إِنــي جَعلتُــكَ نـاطُوراً لرَوضـَتِها
إِيَّـاكَ أن تَجتَلِيهـا أعيُـنُ النـاسِ
وأنتَ والحُزنُ كونا في الضُلُوعِ معي
إِنــي عَهِــدتُكُما مـن خَيـرِ جُلاسـي
كتَمـتُ أمرَكُمـا دَهـراً فضـاقَ بنـا
ذَرعـاً فُـؤادي وأفشى السرَّ أنفاسي
فـإِن أَسـِر فـي ظَلام الليلِ مُستَتِراً
فـالحُزن يَسـطَعُ مـن عَينـي كنِبراسِ
حُزنــي غنــاي فلـو فرَّقتُـهُ هِبَـةً
علـى النُفـوسِ لأثـرَت أنفُـسُ الناسِ
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).