
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـدَّثَ الشـاعرُ عـن نُـورِ القَمَر
وافتِـرارِ الليلِ عن ثغرِ السَحَر
عــن شــُمُوسٍ ســَطَعت أنوارُهـا
تَملأ الأرضَ ســـُروراً والبَشـــَر
عــن رِيــاضٍ فَتَحــت أحضـانَها
لعِنـاقِ الصـَبِّ فـي ظِـلِّ الشـجَر
عـن جمـالِ الغيـدِ فـي فِتنَتِـهِ
عـافَ هـاروتُ الخُلُـودَ المُنتَظَر
عـن عُيـونٍ حَلَّهـا سـِحرُ الحَـوَر
وخُــدودٍ مَســَّها لُطــفُ الخَفَـر
وقُـدودٍ قـد طَغـى الحُسـنُ بهـا
جــائراً جَــورَ اقتِـدارٍ وظَفَـر
ينظُــرُ الصــَبُّ إِليهــا كَلِفـاً
حَسـبُهُ مـن نَظـرَةٍ بعـضُ الـوَطَر
عــن نُفـوسٍ ظَفِـرَت فـي عَيشـِها
بالــذي يرجـو مُحـبّ قـد صـَبَر
عــن ليـالٍ عَبَـرَت مـا عابَهـا
فـي التَلاقـي والرِضى إِلّا القِصَر
عــن أمــانٍ لألأت فــي لَيلِهـا
فـاز راجِيهـا بهـا قبلَ السَحَر
عـن حيـاةِ المَجـدِ والحـبِّ كما
يَشـتَهيها رَهـطُ فرسـانِ السـَمَر
عــن جِنـانٍ وُعِـدَ الخَلـقُ بهـا
وعلــى كَوثَرِهــا نِعـمَ المَقَـرّ
كـــلُّ هـــذا مُطــرِبٌ تَســمَعُهُ
نفـسُ مَحـزونٍ فيُنسـِيها الكَـدَر
وأنــا أَحســِبُ نفســي شـاعراً
جـاشَ فـي قلـبي عزِيـفٌ من وَتَر
وَتَـــرٌ واهٍ علـــى ألحـــانِهِ
يَسـكَرُ القَلـب ويُفشـِي مـا سَتَر
ضــاقَ ذَرعــاً بالأســى لكنَّــهُ
ظَـلَّ فـي كِتمـانِهِ حـتى انفَجَـر
فاســمَعُوا أنـاتِهِ تَـروي لَكـم
رَجــعَ مــا رَدَّدَهُ صـوتُ الغِيَـر
عـن ظلامِ العَيـشِ عن سجنِ البقا
عن فَيافي التيهِ عن ظُلمِ القَدَر
عن ليالي الوَيلِ عن قَطعِ الرَجا
عـن دنـوِّ البَينِ عن بُعدِ المَفّر
عـن خِـداعٍ عـن شـَقاءٍ عـن شَجا
عـن فِـراقٍ عـن دُمـوعٍ عـن سَهَر
عــن شــَقيٍّ عــن أبــيٍّ عـاثِرٍ
عــن شــَرِيدٍ عـن نَـبيٍّ مُحتَقَـر
عـن فقيـرٍ حاسـدٍ طَيـرَ السـَما
عـن طَريـدٍ مـا لَـهُ العُمرَ مَقَرّ
عــن عَــذاري بَـذَلت أعراضـَها
فـي سـَبيلِ العَيـش بِئسَ المُتَّجَر
عــن ديــارٍ بعـدَ مجـدٍ خَمَلَـت
وبَنُوها الصِيدُ صاروا في النَفَر
مـا بَقـى مـن عِـزٍّ أجـدادٍ لهم
غيـرُ ذِكـرى مَن غَدا ضِمن الحُفَر
عـن وكـم مـن أنَّـةٍ فـي وَتَـري
فـي صـَداها عَنعَنـاتٌ عـن خَبَـر
بــاطلاً تَرجُــونَ لَحنـاً مُفرِحـاً
قَطَّعَــت أطـرَبَ أوتـاري العِبَـر
فَـدعُوا قلـبي مـعَ الباكِينَ في
مـأتَمِ العَيـشِ علـى حالِ البَشَر
نسيب بن أسعد عريضة.شاعر أديب، من مؤسسي (الرابطة القلمية) في المهجر الأميركي.ولد في حمص، وتعلم بها، ثم بالمدرسة الروسية بالناصرة، وهاجر إلى نيويورك (سنة 1905) فأنشأ مجلة (الفنون) سنة 1913 وأغلقها ثم أعادها، وأضاع في سبيلها ما يملك.وعمل في التجارة، ثم تولى تحرير (مرآة الغرب) الجريدة اليومية، فجريدة (الهدى) وتوفى في مدينة بروكلن.له: (الأرواح الحائرة - ط) ديوان شعره، و(أسرار البلاط الروسي - ط) قصة مترجمة، و(ديك الجن الحمصي - ط) قصة نشرها في (مجموعة الرابطة القلمية).