
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجــدَّك هــل قبـل القيامـة ملتقـى
فقـد هـام في فقدانك العلم والتقى
وأرَّقــت جفـن الـدين حزنـاً لكافـل
لـه كـان يـولي الليـل جفناً مؤرقا
وأذويــت أعــواد المنـابر بعـدما
بعلمـك منهـا اليـابس اخضـَّر مورقا
وكــاد مــن الأشــواق يحمـرُّ دمعـه
لفقــدك محــراب لــه كنــت شـيِّقا
وخـوف لقـاء اللـه كـم قمـت باكياً
حزينـاً فهـذا اليـوم بشراك باللقا
وأنفقت غالي العمر في الله فارتبح
بأضـعاف مـا قد كنت في الله منفقا
ســكنت ببطــن الأرض أوســع منــزل
فعـاد الفضـاء الرحـب بعـدك ضـيّقا
وجــددت بالأكفــان أثــواب ســندس
ولكــن ثــوب الصـبر بعـدك أخلقـا
وأبـدلت أزواجـاً مـن الحـور كنَّسـاً
بـدنيا لهـا مـن قبـل كنـت مطلقـا
وصـبح الهـدى قـد عـاد بعدك مظلماً
وبطـن الـثرى مـن نـور وجهك مشرقا
عـذرت الردى حيث انتقاك وما ارتضى
ســواك فـأنت الـدر والـدر ينتقـى
لعمــرك مــا أدري وأنــت فقيـدنا
بمــن أتسـلى أو أقـول لـك البقـا
خلقـت مـن التقـوى فهـل عنـك سلوة
لنـا بالـذي يبـدي التقـى متخلقـا
سـأبكيك مـا أبقـى لي الحزن ناظراً
وأرثيـك لـو أبقـى لي الخطب منطقا
وأبكــي جبينــاً بالســجود معفَّـراً
ولكنــه أبهــى مـن البـدر رونقـا
وأبكــي لســاناً بالصــواب مقيـداً
ولكنــه أجــرى مـن السـيل مطلقـا
مضـيت سـليم القلـب مـا فيـك مغمز
سـوى كثرة الإسراف في العلم والتقى
مضـيت عـديم المثـل قـد حـزت غاية
يطـأطىء عـن إدراكهـا الوهم مطرقا
مضــيت كريـم النفـس فـرداً مجمعـا
مـن المجـد ما في الناس كان مفرَّقا
مضـيت مقيـم الـذكر والمسـك طبعـه
إذا مـا مضـى أبقـى النسـيم معبقا
ونــار الأســى لــولا الأسـى بمحمـد
لأضــرم ذاكيهــا القلــوب وأحرقـا
كريــم الـى طـه انتمـى وهـو جـده
فشــابهه خَلقــاً وخُلقــاً ومنطقــا
فـــتى كـــأبيه لا يـــزال وجــده
إلــى الخيـر مهـدياً وفيـه موفقـا
إلــى أن نــرى إرشــاده لشــرايع
بهـــا يغتـــدي علاّمـــةً ومحققــا
فإنّـا نـرى بالجـد والسـعي يرتقـي
إلـى موضـع الفـرزان ما كان بيدقا
الســت تــرى فــرع النـبيّ محمـدا
الـى ذروة الآبـاء فـي جـدّه ارتقـى
ســحاب أغــاث المعتفيــن بــوبله
فـــدام علينـــا برقــه متألقــا
طمــى بحـره بـالعلم يمتـد مزبـداً
كمــا غيثـه بـالجود ينهـلُّ مغـدقا
لــه قــدم أرسـت علـى ذروة العلا
وداسـت مـن العليـاء هامـاً ومفرقا
لــه راحــة فيهــا لنـا أي راحـة
غــدا كـل جيـد فـي نـداها مطوقـا
فــدام لنــا حصــناً وكهفـاً وجُنّـةً
لــه يُلتَجَــا مـن كـل خطـب ويُتقـى
وأحــدق ريحــان الجنــان وروحهـا
بمثـوى بـه الإيمـان والعلـم أحدقا
أبو أحمد السيد رضا بن محمد بن هاشم بن مير شجاعة علي النقوي الرضوي الموسوي الهندي.عالم كبير وأديب مشهور، وشاعر مجيد.ولد في النجف ونشأ بها على أبيه، ثم انتقل إلى سامراء مع والده، فمكث فيها ثلاث عشرة سنة، إلى أن عاد إلى النجف مرة أخرى، حيث أخذ العلم عن كبار مشايخها.وشعره من الطبقة العالية قوة ورقة وانسجاماً.توفي في الفيصلية من توابع لواء الديوانية بالسكتة القلبية ودفن في النجف.له ديوان شعر في مدح آل البيت ورثائهم.وله: (الميزان العادل بين الحق والباطل - ط)، (سبيكة العسجد في تاريخ أبجد)، (شرح الطهارة)، (كتاب في العروض مفقود).