
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وحــقُّ عينيــكِ ومـا فيهمـا
مـن غـزل نـور الأُفـق الأزرق
وحاجبيــك اختــطَّ قوسـيهما
نــورُ يــراع مظلــمٍ مـبرق
ومـــارنٍ مبتـــدع شـــكله
منسـم عطـر الهـوى المنشـق
ووجنتيك اشتفَّتا حمرة التفا
ح فـي الـوجه الصبوح النقي
وشـعرك المرفـوع تاجـاً كما
ينعقـد التـاج علـى المفرق
ووجهـكِ الطافـح نـوراً كمـا
يطفـح نورُ الشمس في المشرق
وجيــدك المفـزع فـي قـالبٍ
للحسـن لـم يُعـرف ولم يُسبق
وصــدرك العـاجيِّ قـد زانـه
نهـدان كنـزُ الناظر المملق
وخصـرك المعطـوف لينـاً كما
يعطــف لينـاً غُصـُنُ الزنبـق
وردفــك الرابــي جلالاً بــه
ينــم حســن الغُصـُنُ الأرشـق
ولفتــةِ الريـم ومـا لطَّفـت
لهـا معـاني حسـنك المُطلـق
أهـواكِ حـتى ليـس لـي مهجةٌ
بهـا أوالـي حسـنك المُطلـق
ولا بجســمي قطـرةٌ مـن دمـي
لـم تختمـر حبّـاً ولـم تعشق
ولا أرى غيــرك فـي مـن أرى
كأنمــا غيــرك لــم يخلـق
يـا فتنة العين التي سحرها
لا رقيـةٌ فـي الحـب منه تقي
وبهجـة العيـش الـتي حسنها
صــفاءُ نــورٍ باســمٍ مشـرق
وشـرعة الحـب الـتي ماؤهـا
منـه حياتي في الهوى أستقي
وكـوكب العمـر الـذي نـوره
يـروي فؤادي الظامئ المعرق
وروضـة الإنـس الـتي نشـرها
لغيـر نشـر الحـب لـم يعبق
وراحـة القلـب الـتي بردها
يسـكب لي السعد الذي أنتقي
ومنيــةً للــروح تحقيقهــا
غايـة عمـري الضائع المنفق
لـم يبـق منـي غيـرُ رسمٍ به
دلَّ علـى مـا راح ما قد بقي
أيَّ غمـار الحـب لـم يقتحـم
لـوائي العـالي ولـم يخفـق
بـل أي بـؤسٍ منـك لم أحتمل
بـل أي سـعيٍ فيـك لـم يخفق
كـذاك قلـبي فـي الهوى أنه
فيـه الرزايـا كلهـا تلتقي
لغيــر مـا ذنـبٍ سـوى أنـه
أســير حــب ظــاهر موثِــقِ
فلا تغــالي فــي مجافــاته
وقــد تحكَّمــتِ بـه فـارفقي
وعـــامليه بالرضــى أنــه
يكفيـه مـن حبـكِ ما قد لقي
وإننـي مـا زلـت عبـداً وقد
خــبرتِ إخلاصــي فلا تعتقــي
بــي غيــرة تشـعرني أنهـا
مـوت فـؤادي الكاظم المحنَقِ
كأنمـا قلـبي فـي بحرها ال
غريـقُ لـم ينـجُ ولـم يغـرق
مــرارةٌ جاريــةٌ فــي دمـي
وغُصــَّةٌ فــي صـدري المطبـق
ونزعــةٌ فـي النفـس وثّابـة
إلــى حـبيب لـي لـم يشـتق
فقــدتُ عزمــي أنـه خـانني
ومـن سـوى الغيـرة لم أفرق
يلــجُّ بــي اليـأسُ ولكننـي
أثـوي ثـواءَ الصابر المشفق
أروح بــالبؤس وأغــدو بـه
وبالمحيـا العـابس المطـرق
ولسـتُ أشـكو فالشـكايات لا
تفيـد غيـر المزعـج المقلق
خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب.شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس.سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية.له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان شعره.له: (المعجم القضائي - ط) عربي فرنسي، و(عبد الرحمن الجبرتي - ط) رسالة، و(قبس من الشرق-ط) مقتطفات من شعر تاغور وغيره.