
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عواطــف هــذا القلــب مختلفــاتُ
ولكنهـــا فــي الحــب مؤتلفــات
إذا بـرزت شـتى المذاهب في الورى
فليــس لهـا يـا هنـد فيـك شـتات
يُوحِّــدُها الــوجه الوضــيءُ كـأنه
سـنا الفجـر منـه تهـرب الظلمـات
تبـاين إلّا فـي الهـوى الخلـقُ أنه
عليـــه نفــوسُ الخلــق متفقــات
ومـا هـو إلا الشـمسُ والناس حولها
أَشــعتها فــي الكــون منفرعــات
إلا أن حــــبي روضـــة مســـتقلة
معـاني الهـوى أزهارُهـا النضـرات
وأنَّ شــذاها مــا أقــول عـواطفي
وهـنَّ المنـى تسـري بهـا النفحـات
وتشـرب مـن دمعـي وتشـرب مـن دمي
فـــتروي بهـــا الأغصــانُ والأثلات
وفــي كــل يــوم زهــرةٌ وخميلـةٌ
فحــتى مــتى لا تُعقــدُ الثمــرات
أَشــادية تلــك الطيــورُ ســعادةً
فــإن الأمــاني تلكــم النغمــات
بلــى هتفــت حزنـاً أَثـار شـجونَه
جــوىً لــم تُــبرِّد نــاره عـبرات
وأَتقلُ ما في الحزن أن يعصي البكا
وتزدحـــم الأشـــجانُ والزفـــرات
بهنـدٍ وحبيهـا إذا الـذكر عـادني
تكــاد بقلــبي تــذهب الخفقــات
وكنـــا حفيلاً إنســـنا بتجـــاور
ولهـــو بـــه ســاعاتنا بركــات
إذا مــا تواقفنـا يسـارق لحظنـا
أحـــاديث حـــبٍ كلهـــا ســرقات
ونلبــث مــذعورَين نحســب أننــا
ضـــللنا وأن العـــالمين هــداة
ومــا النــاس إلا مفسـدون وكلمـا
تولّـوا بـأن يحيوا الصواب أماتوا
وكـم موعـدٍ وافيـتُ يـا هند وافياً
تنــمُّ علــى حــبي بــه الخطـوات
تلاقيننــي ملــءَ الجوانــح لهفـةً
وتملأُ قلـــب النـــاظر اللهفــات
وتنســين أن النـاس ترقبنـا لـذا
نمــر فــتىً تمشــي إليــه فتـاة
نســير لهوينــا غــافلينِ وإنمـا
تحلّـــي أمـــانيَّ الصــبى الغفلات
وكــم شـهدت تلـك المسـالكُ حبنـا
وتكــل القصـور الـبيضُ والنزهـات
وجـار مـن النيـل المبـارك ضـاحكٌ
تمـــد عليـــه ظلهــا العربــات
تخـــفُّ لـــديه راكضـــاتٍ كــأنه
ســـرابٌ عليــه تركــض الظبيــات
ونحــن بإحــداهنَّ طــار فؤادُنــا
غرامــاً وقــد طـارت بهـا العجلات
جــرت فكأَنّــا فـي الفضـاء وهـذه
هـــي الأرضُ تجـــري والهــوءُ فلاة
وحبّــيَ دنيــا أنـتِ فيهـا سـعيدةٌ
وحبــكِ لــي دنيــا بهــا حظـوات
شــكوتُ إليــكِ البـث وهـو محبـتي
فاشــكيتني كيمــا تــزول شــكاة
وأدنيتنــي حــتى اتحـدنا صـبابةً
وذاب فؤادانـــــا ولا شـــــبهات
حــديثٌ كنشــر الـروض غـب سـمائه
وألفاظُـــكِ الأنـــداءُ منتـــثرات
إذا نظــرت عينــاكِ همــتُ صـبابةً
فللَـــه ممـــا تفعــل النظــرات
وارشــف مـن فيـكِ الحيـاة وإننـي
تطيـــلُ حيــاتي هــذه الرشــفات
ويُثنــى علـى كتفـي ذراعـكِ ليِّنـاً
هـو العـاجُ لـولم تجـرِ فيـه حياة
يضـــرج خــديك الحيــاءُ طهــارةً
وتســحرني مــن ثغــرك البســمات
تفـوحين طيبـاً نـادر العرف منعشاً
إذا عبثــت فــي شــَعركِ النسـمات
فـالثم مـا اسـترخى علـيَّ وأنثنـي
وبــي مــن غــوالي نشـره سـكرات
كــذلك كنــا ثــم نرجـع والحشـا
بــه للتلاقــي فــي غــدٍ حســرات
طـوى ذلـك العهـد الزمـانُ وباغتت
حـــوادثُ دنيـــا كلهــا نكبــات
كـأَن لـم يكـن شـيءٌ هنـاك وهكـذا
تبـــدد أَحلامَ الـــدجى اليقظــات
أطــاول أيــامي لعلـي أرى الـتي
مضـــت وأناديهـــا وفــيَّ خُفــاتُ
أجيــبي أحقّـاً لا تعـودين وانظـري
ففينــا تمــادت بعــدك العـثرات
ألا أحســني بــل لا تسـيئي وإنمـا
أنلــتِ وإن قَّلــت لــك الحســنات
أتمـي صـنيعاً واغنمـي أجـره فقـد
مـــررت ولمــا تنقــض الرغبــات
محــالٌ رجـوع العمـر بعـد زوالـه
ومــا حَييــتِ بعـد الممـات رفـات
إلـى مَ إلى مَ العيشُ والحب قد مضى
وفيــمَ وفيــمَ البــؤسُ والحسـرات
خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب.شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس.سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية.له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان شعره.له: (المعجم القضائي - ط) عربي فرنسي، و(عبد الرحمن الجبرتي - ط) رسالة، و(قبس من الشرق-ط) مقتطفات من شعر تاغور وغيره.