
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــو أن لـي الأرض والسـماءَ
عفتُهــا فــي ســبيل نظـره
أرضـى بهـا فـي الهوى رجاءَ
أحيــا بـه والحيـاة فـتره
لـو كنـتُ أرضـاً نفحـتُ طيبا
ينعشـــه نائيـــاً قريبــا
وكــل مــا شــاءَه عجيبــا
وأخرجتُــه زاهيــاً ليرضــى
لـــــو كنـــــت أرضــــا
لـو كنـت روضـاً زدتُ زهـورا
يحسـبها فـي الجنـان حـورا
وسـلتُ مـاءً يـروي الطيـورا
وهــي تـروض الألحـان روضـا
لـــــو كنـــــت روضــــا
لـو كنـتُ زهـراً نظمـتُ تاجاً
لرأســـه يشــرق ابتهاجــا
ولحــتُ تــبراً ولحـتُ عاجـا
أنفـثُ فـي النـاظرين سـحرا
لـــــو كنـــــت زهــــرا
لـو كنـتُ غصـناً رقصـتُ تيها
حــتى يرانــي غـراً نزيهـا
عســاه يــدنو منـي بـديها
يبصــر أنــي رقصــتُ حزنـا
لـــــو كنـــــت غصــــنا
لـو كنـتُ طيـراً أَنشدتُ لحنا
يهــزُ منــه شــوقاً وحزنـا
لعلَّـــه إن صـــبا وحنـــا
أصــيب منــه غنمـاً وخيـرا
لـــــو كنـــــت طيــــرا
لــو كنـتُ حقلاً فرشـتُ عشـباً
يليـــن وطئاً لــه وعجبــا
وزدتُ كــلَّ النبــات خصــبا
فيـــه يلاقــي أهلاً وســهلا
لـــــــو كنـــــــت حقلا
لـو كنـت طـوداً صـدَّع رأسـي
ســقمي منــه وهــدَّ باســي
نننلو كان يدري الذي أقاسي
لعـادني فـي السـقام عـودا
لـــــو كنـــــت طــــودا
لــو كنــتُ مـاءً لمعـتُ آلا
أســقيه سلســالي الــزلالا
إن انتشـــى ينثنـــي دلالا
يزيــدني فـي الهـوى ظمـاءَ
لـــــو كنـــــت مـــــاءَ
لـو كنـتُ نهـراً جريـتُ أبهى
مــن كـل نـورٍ مـاءً وأزهـى
إذا أتــاني قبَّلــت وجهــا
يــراه فـي المـاءِ مسـتقرّا
لـــــو كنـــــت نهــــرا
لـو كنـتُ بحـراً ثُـرتُ حزينا
أُســـمعه البــثَّ والأنينــا
مجــــاملاً رقـــة ولينـــا
وكيــف لـي أن اليـن صـخرا
لـــــو كنـــــتُ بحــــرا
لـو كنـتُ ريحـاً ضـممتُ قـدّا
لــــه وداعبتـــه مُجِـــدّاً
مــبرِّداً مــن هــواي وقـدا
عســـاي أُشـــفى لأســتريحا
لـــــو كنـــــت ريحــــا
لـو كنـتُ أُفقـاً لحـتُ عقيقا
شـــعاعه يســكب الرحيقــا
وهــو دمــي عنــده أُريقـا
عســى يـوالي عطفـاً ورفقـا
لـــــو كنـــــت أُفقــــا
لـو كنـت برجـاً لكـان شمسي
ونجــمَ ســعدي وبـدر أنسـي
وكــان يــومي وكـان أمسـي
فهــل غــدي عنــده يرجّــى
لـــــو كنـــــت برجــــا
لـو كنـتُ شمسـاً أضرمتُ نارا
تبعــثُ فــي قلبــه الأوارا
مخالســـاً روحَـــه ســَرارا
أُنبــتُ فيهــا للحـب غرسـا
لـــــو كنـــــتُ شمســــا
لـو كنـتُ بـدراً بقيـتُ تَمّـاً
حــتى يُســَرّي مــرآي غمّــا
عنــه وأحنــو عليــه أمّـا
أُلبســـه النــور مُســبطِرّا
لـــــو كنـــــت بــــدرا
لـو كنـت نجمـاً ثبـتُّ لحظـا
يحرســه فـي الـدجى ويحظـى
بحســـنه والعيــون يقظــى
غَيـرى بكحـل السـهاد تـدمى
لـــــو كنـــــتُ نجمــــا
لـو كنـتُ لـو كنـتُ والأماني
خــــوادع كلهـــا يفـــوتُ
نعيــش فـي الخـوف والأمـان
وإنمـــا فــي غــدٍ نمــوتُ
خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب.شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس.سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية.له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان شعره.له: (المعجم القضائي - ط) عربي فرنسي، و(عبد الرحمن الجبرتي - ط) رسالة، و(قبس من الشرق-ط) مقتطفات من شعر تاغور وغيره.