
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَمـــداً لِـــرَبٍّ قـــاهِرٍ مَنّــانِ
يُعطِـي وَيَمنَـع مـا لَـهُ مِـن ثـانِ
وَهَـبَ الحَيـاةَ لِقَلـبِ عَبـدٍ مُـؤمنٍ
وَأَمــاتَ قلــبَ مُنــافِقٍ بِـالرّانِ
وَلَقَــد بُلِينـا وَهـوَ وَعـدٌ ثـابِتٌ
بِــأَراهِطٍ فــي ســائِرِ البُلـدانِ
حَلُّـوا البِلادَ وَأَفسـَدوا فـي حَيِّها
لِمَجــالِهِم فــي ســاحَةِ الأَديـانِ
إِمّـــا مَســِيحِيٌّ عَرَفنــا حــالَهُ
أَو جاهِــلٌ جــاراهُ فِـي الإِفتـانِ
وَإِذا الفَسـَادُ أَلَـمَّ فِـي أَجنـادِهِ
وَجَـبَ الـدِّفاعُ عَلـى ذَوي العِرفانِ
وَلَقَــد أَبــانَ كِتـابُ رَبِّـي أَنَّـهُ
أَخَــذَ العُهــودَ عَلَيهِــمُ لِبَيـانِ
فَلِــذا أَقُـولُ مُحَـذِّراً لأخِـي نُهـىً
قَبِــلَ النَّصــيحَة غايَـةَ الإِمكـانِ
عُــذ بِـالمُهَيمِن مِـن هَـوىً فَتّـانِ
مــا تِلــكَ إِلا فِتنَــةٌ الشـَّيطانِ
مِــن كُــلِّ عَصــرِيٍّ هَــواهُ مُرسـَلٌ
مـــا قَيَّــدتهُ رِبقَــةُ الإِيمــانِ
نَعَقَــت شــَياطينٌ فَلَبَّــت صـَوتَها
بِســـــَخافَةِ الأَحلامِ وَالأذهــــانِ
نَبَـذُوا كِتـابَ اللَّـهِ خَلفَ ظُهُورِهِم
وَلِســُنَّةِ المُختــارِ مِــن عَـدنانِ
وَلِســائِرِ النُّجَبَـاء مِـن أَصـحابِهِ
البـــالِغِينَ مَراتِـــبَ الإِحســانِ
وَالـذَّاكِرِ الـرَّبُّ العَظيـمُ صِفاتِهِم
فــي ســابِقِ الإِنجيـلِ والفُرقـانِ
وَالتَّــابِعِينَ نَبِيَّهُــم فِـي هَـديِهِ
مُتَبَتِّلِيـــنَ بِطَاعَـــةِ الرَّحمـــنِ
المُكثِريـــنَ صــِيامَهُم وَصــَلاتَهُم
لَمّــا دَعــاهُم واعِــظُ القُــرآنِ
لَمّــا رَأَوا أَنَّ النَّبِـيَّ المُصـطَفَى
مُتَــوَرِّمُ الأَقـدامِ فـي ذا الشـَّانِ
النَّاصـِرينَ الشـَّرعَ فيمَـا بَينَهُـم
إِذ نَصــرُهُم فــي نُصـرَةِ الـدَّيانِ
لَكِنَّمــا هَــذِي المَراتِــبُ صـَعبَةٌ
تَبغِـي كِرامـاً مِـن بَنِـي الإِنسـانِ
لَمَّـا رَأَى حَمقَـى الوَرَى في عَصِرِنا
فِــي طَبعِهِـم عَنهـا نُفُـورَ تَـوَانِ
صـَدُّوا صـُدُودَ المُعجَبِيـنَ بِرَأيِهِـم
وَتَكَبَّـــرُوا كَتَكَبُّـــرِ الســَّكرانِ
هُـم شـابَهُوا فِـي حالِهِم جُعلاً إِذا
أَردَاهُ طِيـــبٌ عـــاشَ بِالإِنتــانِ
وَحَكَــوا خَفافِيشـاً تَطِيـرُ بِظُلمَـةٍ
إِذ كَـانَ يُعشـيها سـَنا النِّيـرانِ
فَاسـتَبدَلُوا عَنهـا لِسـُوءِ حُظُوظِهِم
بِمُؤَلَّفـــاتٍ مِــن ذَوي الطُّغيــانِ
قَـومٌ هُـمُ عجـمُ القُلُوبِ وَإِن دَعَوا
أَتبـــاعَهُم بِفَصـــاحَةٍ وَبَيـــانِ
مُتَجَبِّرِيــنَ عَلَـى الكِـرامِ بِأَلسـُنٍ
أَبـذَى وَأَخبَـثَ مِـن أَذَى الثُّعبـانِ
مُتَلَبِّســــِينَ بِـــدَعوَةٍ مَرضـــِيَّةٍ
لَكِنَّهــــا مَرضـــِيَّة الشـــَّيطانِ
هُـم يَحمِلُـونَ عَلَى الجَميلِ بِزَعمِهِم
لَكِنَّمــا حَمَلُــوا عَلَـى الحِرمَـانِ
يـا فِرقَـةً لَعِبَـت بِغَيـرِ عقُـولِهِم
أَعــداءُ دِيــنِ اللَّـهِ بِالعُـدوانِ
هُـم حَسـَّنُوا لَكُـم الفَسـادَ فَقُلتُم
هَــذَا الصـَّلاحُ المُسـتَجِدُّ الـدَّانِي
وَاللَّــه يَــدعُوكُم إِلــى جَنَّـاتِهِ
وَبِمـا أَتَـى فِـي مُحكَـمِ التِّبيـانِ
وَهُــمُ دَعــوكُم لِلهَــوَى فَـأَجَبتُمُ
أَيـنَ الهُـدى يـا مُـدَّعِي الإِيمـانِ
هُـم أَورَثُـوا تُبّـاعَهُم فـي دِينِهِم
كَســـَلاً يُــؤَدِّيهِم إِلــى خُســرانِ
هُـم زَنـدَقُوهُم شـكَّكوهُم في الهُدى
هُـم أُولِعُـوا بِـالزُّورِ وَالبُهتـانِ
هُـم سـَدَّدُوا طُـرُقَ الصـَّلاحِ عَلَيهِـمُ
هُـم رَغَّبُـوهُم فِـي الحَقِيرِ الفانِي
وَاللَّــهُ لَـم يَمنَـع تَطَلُّـبَ عِيشـَةٍ
لَكِـــن مَـــعَ الإِجمــال وَالتُّكلانِ
مَلأُوا المَسـامِعَ وَالـدَّفاتِرَ دَعـوَةً
لِصـــَنائِعِ الــدُّنيا وَلِلعُمــرانِ
أَوَ مــا دَعَونــا مَــرَّةً لِرِعايَـةٍ
لِحُــدُودِ دِيــنِ اللَّــهِ وَالإِيمـانِ
أَحكـامُ رَبِّـي قَـد أُضـِيعَت بَينَهُـم
وَهُــمُ عَلَيهــا جامِـدُوا الأَذهـانِ
لَكِنَّمـــا يَـــدعُونَنا لِهَـــواهُم
حُــــبٌّ لِـــدُنياهُم بِلا بُرهـــانِ
وَهُــمُ عَلَــى ذَا زاعِمُـونَ بِـأنَّهُم
رامُـوا نُهُـوضَ الدِّينِ في البُلدانِ
فَهُـمُ كَـذِي سـتٍّ سـَمَت فـي زَبلِهـا
وَدَعَــت لِمَــسٍّ أَيُّهــا القَمَــرانِ
وَفَخامَـــةُ الآلاتِ لَيســَت وَحــدَها
تُغنِــي مَــعَ التَفرِيـطِ وَالخِـذلانِ
بَـل كُـلُّ قُـوَّةِ دافِـعٍ مِـن غَيرِ ما
حِفـظَ الشَّريعَةِ في الحَضيضِ الدَّانِي
اللَّــهُ أَخبَــرَ إِن نَصـَرَنا دِينَـهُ
يَنصـُر لَنـا بِـالنَّصِّ فـي القُـرآنِ
أَنتُــم تَنَــوَّرتُم بِقَــولٍ باطِــل
لا بَــل تَــدَمَّرتُم عَلَــى خُســرانِ
صـِرتُم إِذاً أُضـحُوكَةً بَيـنَ الـوَرى
تَتَقَلَّـــدُونَ الفَخــرَ بِالهَــذَيانِ
أَتُــرَى أُرُبّــا عَلَّمَــت أَمثـالَكُم
آلاتِ حَـــرب أَم عُلُـــوم هَـــوانِ
إِنِّــي أَخافُـكَ إِن بُلِيـت بِعِلمِهِـم
أَن تَخــدِمَ الــدَّهرِيَّ وَالنَّصـرانِي
وَتُمَــدِّحَ الكُفّــارَ تَفخِيمـاً لَهُـم
لَمّــا بُلِيــتَ مِـنَ الضـَلالِ بِـرانِ
فَتَــبينُ عَـن حِـزبِ الفَلاحِ وَأَهلِـهِ
وَتَكُـونُ مـن حِـزبِ الفَريقِ الثانِي
مــا بـالُكُم لا تَعقِلُـون رَشـَادَكُم
تُلقُـــونَ لِلأَعــداءِ كُــلَّ عِنــانِ
هَــل مِثـلُ أَصـحابِ النَّبِـيِّ مُقَلَّـدٌ
صـــِدِّيقٍ أو فــارُوقٍ أو عُثمــانِ
وأَبي الحُسَينِ وَتابِعِيهم فِي الهُدى
وَالتــابِعِي الأتبــاعِ بِالإِحســانِ
هَـل مِثـلُ أحمَـدَ والمُقَـدَّمِ مالِـكٍ
وَالشــافِعِيِّ الشــَّهمِ وَالنُّعمــانِ
هَـل فيكُـمُ مِمَّـن تَبِعتُـم عَـن هُدىً
مِــن جهبــذٍ جــالٍ عَـنِ الأَذهـانِ
كالعَســـقَلانِي أَو فَــتى تَيمِيَّــةٍ
أَعنِـي أَبـا العَبّـاسِ عالِي الشانِ
أَو كَعيــاضِ الحَـبرِ فـي تَحقيقِـهِ
وَالناقِـدِ العَينِـي لَـدى الإِتقـانِ
هَــذا وكَـم أمثـالُهُم مِـن جهبـذٍ
مَلأ البَســيطَةَ بِالهُــدى رَبّــاني
مَـن يَبـغِ مِنكُم غَيرَ أربابِ الهُدى
يَـردِ الضـَّلالَةَ فـي عَمَـى الحَيرانِ
هَــديُ المُشـَفَّعِ هَـديُنا وَشـِعارُنا
حَمــدُ الإِلــه وَعلمُنــا رَحمـانِي
إِن حَصـَّلُوا سـرجَ السِّياسـَةِ قبلَنا
وَاللَّـهِ لَـو قُمنـا بِهـا كَكِرامِنا
خَضـــَعَت لِهَيبَــةِ عِزِّنــا الثَّقلانِ
لَكِنَّنــا جُرنــا اتِّباعـاً لِلهَـوَى
وَلِمُتبِــعِ الأَهــواءِ كُــلّ هَــوانِ
يا حامِلِينَ عَلَى الشَّريعَةِ فَاحمِلُوا
مِـن قَبـل أَن تَـدعُوا لِعِلـمٍ ثـانِ
فَهُنــاكَ نَعلَــمُ صـِدقَكُم وَنَراكُـم
أَهلاً بِــأَن تَـدعُوا إِلَـى الإِحسـانِ
أَولا فكُفُّــوا أَلســُناً مـا عُلِّمَـت
إِلا خُرافـــاتٍ عَـــنِ العُميـــانِ
وَدَعُوا السَّفاهَةَ وَاترُكُوا أَربابَها
وَجــدِي فَرِيــداً نـاعِقَ الشـَّيطانِ
مَــع كُــلِّ عَصــرِيٍّ يُضـاهِي عِلمُـهُ
مَدَنِيّــةَ الإِفرِنــجِ عَــن عُــدوانِ
يـا أَيُّهـا المِسكِينُ نَفسَكَ فارعَها
لا تُلقِهــا فــي هُــوَّةِ الخُسـرانِ
فــالعِلمُ يُؤخَـذُ عَـن تَقِـيٍّ تـابِعٍ
لِلشــَّرعِ لا عَــن ذِي هَـوىً بَطـرانِ
قَـد قـالَ رَبُّ العـالَمينَ وَسارِعُوا
فــأَجِب وَجَنِّــب حالَــةَ الكَســلانِ
وَاســمَع مَـواعِظَ عَـن إِلهِـكَ جَمَّـةً
تُتلَــى عَلَيــكَ بِمُحكَـم التِّبيـانِ
وَخُـذِ الصـِّفاتِ المُنجِيـاتِ جَميعَها
عِنـدَ التَهَجُّـدِ عَـن سـَنا القُـرآنِ
وَاتــرُك سـَفاهاتِ الأَسـافِلِ إِنَّهـا
تَرميــكَ يَـومَ البَعـثِ بِالحرمـانِ
وَاعمَــل لِـدارٍ لا يَـزُولُ نَعِيمُهـا
قَـد خـابَ مَـن باعَ المُقِيمَ بِفانِي
أَتُحِـبُّ أَن تُعطـى الفَخامَـةَ هَهُنـا
وَتُصـِيبَ يَـومَ الحَشـرِ حـالَ هَـوانِ
وَاحـرِص عَلَـى عِلـمِ الشَّريعَةِ إِنَّها
حِفـظُ البَرِيَّـةِ عَـن هَـوى الشَّيطانِ
أَصــحابُها هُــم وارِثُـونَ نَبِيَّهـم
أَنعِـــم بِـــذاكَ الإِرثِ لِلإِنســانِ
هَـذا وَخُـذ نُـوراً أَتَـى عَـن حِكمَةٍ
يَمحُــو ظَلامَ الجَهــلِ وَالطُّغيــانِ
الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي، وأصل نسبه من قريش.حفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة والقراءة ومبادئ العربية والفقه، واشتغل في التجارة بين الكويت والأحساء، ولكنه تركها واتجه إلى طلب العلم فأخذ عن عدد كبير من علماء الأحساء.توفي في الصالحية.مدح الملك عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن جلوي، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة.له: نظم كبير في الفقه ( فقه الإمام مالك)، (مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني).