
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــَرِيخَ الهَـوى لبَّيـكَ فِيـمَ تُشـِيرُ
كِلانــا خَــبيرٌ بِــالغَرامِ بَصــِيرُ
دَعَــوتَ ســَميعاً واسـتَعَنتَ بِناصـِرٍ
فلبّـــاكَ مِنّـــا مُنجِــدٌ وَنَصــِيرُ
هَتفــتَ بِنـا حتّـى هَمَمنـا تَسـرُّعاً
إِلَيــكَ عَلــى حُكـمِ الـولاءِ نَطِيـرُ
هتَفــتَ بِنـا عَمـداً وحَولَـكَ أُسـرَةٌ
لُيــوثٌ لَهـا عنـدَ الهيـاجِ زَئيـرُ
فـإِن كُنـتَ قَد أَصبَحتَ مُستَنصِراً بِنا
فَقصـــدُكَ بــادٍ عِنــدَنا وشــَهيرُ
تفرَّسـتَ فينـا مـا اقتَضَتهُ سِمَاتُنا
وَقـد عـزَّ قَبـلَ اليَـومِ مِنـهُ ظهُورُ
وَأَنــتَ كَمـا شـاءَ الصـِّبا مُتَهَتِّـكٌ
لَــديكَ زَجاجــاتُ الوِصــالِ تَـدُورُ
فشـِئتَ بِنـا خلـعَ الأَعِنَّةِ في الهَوى
وكَـم تـمَّ فـي خَلـعِ العِنـانِ سرُورُ
لِكَيمــا نُـرى فيـهِ سـواءً وَإِنَّ ذا
لَنَصـرٌ لِـذي اللـبِّ العقـولِ كـبيرُ
فخُذ في التَصابي كيفَ ما شِئتَهُ بِنا
فكــلُّ عســيرٍ فــي رِضــاكَ يَسـِيرُ
وَيـا طالَما أَعرَضتَ عَن هاتِفِ الصِّبا
وفيــكَ لعِــزِّ المُلـكِ عنـهُ نفُـورُ
فَلِلَّـهِ ظَـبيٌ أنـتَ مِـن بَعـضِ صـَيدِهِ
وَللِّــهِ ســِربٌ أَنــتَ فيــهِ أَسـيرُ
فَـإِن كـانَ لِلصـِّيدِ الملـوكِ مَصَائِدٌ
فَمـــا هِـــيَ إِلا أَعيُــنٌ ونُحُــورُ
وَبِيــضُ وجــوهٍ مُشــرِقاتٍ كأنَّهــا
وَجــالَ بِهـا مـاءُ الجَمـالِ بـدُورُ
يَعُـمُّ الضـِّياءُ الأُفـقَ وَالليلُ عاكِرٌ
إِذا حـانَ مِـن تِلـكَ الوُجُـوهِ سُفُورُ
وَصــُبحُ أَدِيــمٍ تَحــتَ لَيـلِ ذَوائِبٍ
أَلا إِنَّ لَيـــلَ الغانِيــاتِ شــُعُورُ
وَهِيــفُ قُــدُودٍ كالغُصــونِ نَـواعِمٍ
يُرَنِّحُهــا ســُكرُ الهَــوى فَتَجُــورُ
وَإِن أَنـسَ لا أَنـسَ الفَرِيـقَ وَأَهلَـهُ
وَرَبعــاً بِــهِ رَوضُ الهَنـاءِ نَضـِيرُ
وَعيشـاً سـرقنَاهُ عَلـى غَفلَةِ النَّوى
وَقَــد بَسـَمت لِـي بِالسـُرورِ ثُغُـورُ
بِميّاسـَةِ الأَعطـافِ خَمصـَانَةِ الحشـا
لَهـا الصـَّونُ مِن دُونِ السُتُورِ سُتُورُ
مِـنَ الخَفِـراتِ الخُرَّدِ العِينِ حُسنُها
عَلــى حُسـنِ رَبّـاتِ الجَمـالِ أَمِيـرُ
مُنَعَّمَـــةٌ رَيّــاءُ أَمّــا ســِوَارُها
فَمُـــثرٍ ولَكــنَّ الوِشــاحَ فَقِيــرُ
إِذا سـَحَبَت فـي الأَرضِ فاضـِلَ مِرطِها
تَـــأَرَّجَ مِنهـــا حَجَّتَيــنِ عَبِيــرُ
تُــدِيرُ بلَحظَيهــا كُــؤُوسَ مُدامَـةٍ
فتلعَــبُ بِالأَلبــابِ حِيــنَ تُــدِيرُ
وَفِـي مَوقِـفِ التَّوديعِ بَينِي وَبَينَها
ســَرائرُ لا يُفضــَى بِهــا وَأُمُــورُ
رَعَـى اللَّـهُ هاتِيـكَ الشَمائِلَ إِنَّها
لِعَينــي وَقَلــبي بَهجَــةٌ وحُبُــورُ
وَيـا أَيُّهـذا المَاجِـدُ السَيِّدُ الَّذي
تفَـــرَّدَ بِـــالآدابِ وَهــوَ جَــدِيرُ
لـكَ الخَيرُ ماذا هِجتَ حَتّى بعثتَ لِي
غريـــضَ قرِيــضٍ لِلغــرامِ يُــثيرُ
بَعثــتَ بـهِ لمّـا بَعَثـتَ بـهِ جَـوىً
يُشــَبُّ لــهُ بيــنَ الضـُلُوعِ سـعيرُ
وَدُونَــكَ أَبياتـاً لَهـا دُونَ غايَـةٍ
ســـَبقتَ إِلَيهــا ســَقطَةٌ وَعُثُــورُ
فَخُــذها وَلا تَعتِــب عَلَـيَّ لِعَيبِهـا
فــأَنتَ بِعَجــزِي عَـن مَـداكَ خَـبيرُ
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.توفي في الأحساء.له: تدريب السالك.