
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكــرَ الرَّبــعَ وَأَهليــهِ فأنّــا
وَشــَجاهُ البـارِقُ السـَارِي فَحَنّـا
وغَريــبُ الــدَّارِ يَخلُــو بِالأَسـى
وَالصـبّاباتِ إِذا مـا الليـلُ جَنّا
يـا أَخِـي يـا عابِـدَ الرَّحمـنِ يا
مُنجِـدِي يـا مُسـعِدِي حِسـّاً وَمَعنـى
يـا سـَمِيري فـي الهَوى إِذ لا فتىً
مِنـكَ أَولـى بالوفَـا فيمَن علِمنا
قُــم فَطــارِحنِي أَحـادِيثَ الهَـوى
واروِ لِـي أَخبـارَ عَفـراءَ ولُبنـى
أَســــفَاهُ لِشــــبابٍ ينقَضــــِي
عــاطِلاً مــن وَصــلِ القَـدِّ حَسـنا
طــالَ لَيلِـي فـي أَبـي ظَـبيٍ وَلا
ظَـبيَ لِـي فيهِ يُضاهِي البدرَ حُسنا
أَقصـــُرُ الليــلَ بِــهِ مُقتَطِفــاً
ثُمُــرَ اللــذّاتِ مِـن هَنّـا وَهَنّـا
مِــن أَقــاحٍ حَـولَهُ الـوردُ إِلـى
نَرجِــسٍ مِــن فــوقِ تُفّـاحٍ أَبَنّـا
فَهـــوَ إِنســـَانٌ وَبُســـتَانٌ وَإِن
شـِئتَ كـانَ البَـدرَ والظَّبيَ الأَغَنّا
إِن رَنــا جــرَّدَ ســَيفاً فاتِكــاً
أَو تَثنَّـى هَـزَّ مِـن عِطفَيـهِ لَـدنَا
ويُرينِــي اللُّؤلُــؤَ الرَّطـبَ كَمـا
شــِئتُ مَنظُومـاً مَـتى يُضـحِكُ سـِنّا
وَكَمَـا فـي الثَغـرِ في النَّحرِ وَإِن
رُمتُـهُ نَـثراً فعِنـدَ اللفـظِ يُجنى
وَإِذا قَبَّلتُــــــهُ مُرتَشــــــِفاً
رِيقَــهُ قُلــتُ بـذا أَسـكَرَ جَفنَـا
وَإِذا غـــازلتُ غـــازلتُ رَشـــاً
وإِذا عـــانَقتُهُ عــانَقتُ غُصــنا
وَيُرينِــي مـا نَضـَا البُرقُـعَ عـن
وَجهِـهِ كَيـفَ تَبَـدَّى الشـَّمسُ وَهنـا
وَإِذا أَرســــــــــَلَ جَثلاً وارِداً
فَـوقَ مَتنَيـهِ أَرانِـي اللَّيلَ مَثنى
أَهيَـــفُ الخَصــرِ ثَقِيــلٌ رِدفُــهُ
أَتلَـعُ الجِيـدِ رَقيـقُ الأَنـفِ أَقنَى
حَرَّمَــت نَهــداهُ وَالــرّدفُ عَلــى
قُمصــِهِ تَمساســَها ظَهـراً وبَطنـا
فَـــإِذا مـــا ســَعدُنا أَلَّفَنــا
واطَّرَحنـا العُتـبَ والإِعتـابَ عَنّـا
وَتَجاذَبنــــا حَواشــــِي ســـَمرٍ
هَـل رَأَيـتَ الرَّوضَ وَالعُودَ المُرِنّا
أَخَـــذ الدَّلَّــةَ مِــن كانُونِهــا
بِشـــمالٍ وَأَدارَ الكــاسَ يُمنَــى
وانبَــرى يســكُبُ مــن ياقوتَــةٍ
فـي لُجَيـنِ الكـاسِ ما نُسمِيهِ بُنّا
كلَّمـــا أَنعَـــمَ بِالكـــاسِ مَلا
مِثلَهـا مِـن طَرفِـهِ السـاجِي فَثَنَّى
أَنــا أَشــرَبُ بالكاسـَينِ وَالثـا
لِــثُ الثغـرُ فَمـا أَحلَـى وَأَهنـا
وســــعِدنا وَشــــَقِي حاســـِدُنا
بالتِثــامٍ واعتِنـاقٍ كَيـفَ شـِئنا
فَـإِذا مـا الشـُهبُ لِلغَـربِ انتَحَت
مِثـلَ أَسـرَابِ القَطـا يَطلُبنَ وَكنا
وَتَغَشــــّاهُ الكَــــرى وَســـَّدتُهُ
ســاعِدِي ثُــمَّ تَعانَقنــا وَبِتنـا
آمِنيـــنَ العَـــارَ وَالإِثــمَ فَلا
عَبَــرَت بِــي فَرحَـةٌ تُعقِـبُ حُزنـا
يــا لَهــا أُمنِيَــةٌ لَـم تَعـدُها
مُنيَتِــي إِلا إِلــى أَسـنَى وَأَسـنَى
نفحَــــةٌ قُدســــِيَّةٌ تُســــعِدُني
بِرِضـا اللَّـه الَّـذي أَغنـى وَأَقنى
وترقِّــي رُتبَــةٍ فـي العِلـمِ مِـن
دُونِهـا المِرِّيـخُ بالأَعمـالِ تُسـنى
وَســــُمُوٍّ فــــي العُلا تصـــحَبُهُ
قُــدرَةٌ بالمــالِ والحـالِ لأَهنـا
وَلِقــاءِ الأَصــحابِ مِـن كـلِّ فَـتىً
حَســـَنِ الأَخلاقِ بالفَضـــلِ مُعَنّــى
كأُصــــَيحابٍ أَنــــاجِيبَ لَهُـــم
أَصـبَحَ المَجـدُ كمـا شـاءُوهُ قِنّـا
وَرِثُـــوهُ كـــابِراً عَــن كــابِرٍ
وســَيَبقَى بَعــدَهُم إِرثـاً لِلابْنـا
فـي الكـرامِ الخَـزرَجِ الزُهرِ سما
لَهُــمُ أَصـلٌ أَفـادَ الفخـرَ ضـِمنا
شـــابَهَت أَحســـابُهُم أَنســابَهُم
ونــدَاهُم لِعُلاهُــم صــارَ قِرنــا
حَمَلُــوا العِلــمَ فَزانُــوهُ تُقـىً
وَحَمَــوا جــانِبَهُ ذَبّــا وَصــَونا
أَوطَنُـوا الأحسـاءَ فارتـاحَت بِهِـم
وَاكتَسـى الـدَّهرُ بِهِم زيناً وَحُسنا
حســـبُهُم فخــراً علــيٌّ وابنُــهُ
فَلَقَـد فاقـا علَـى الأَقصى والادْنى
وفَتَـــى صــالِح النَّــدبُ الَّــذي
طـابَ خُلقـاً وصـَفا قَلبـاً وَذِهنـا
إِنَّنِـــي صـــَبٌّ بِهِــم لا أَرتَضــِي
بَــدَلاً مِنهُــم وَمِــن أَيـنَ وَأَنّـى
كَــم أُوَيقــاتِ صـَفاً طـابَت لَنـا
بِهِـمُ وَالـدَّهرُ مُغضـِي الطَّـرفِ عَنّا
وَهُنَيهــــاتِ ســــُرورٍ كلَّمــــا
عَــنَّ لِـي تَـذكارُها لِلقَلـبِ حَنّـا
بِالقَبِيلِيَّـــاتِ لا زالَـــت بِهِــم
جَنَّـةً مِنهـا ثِمـارُ الخَيـرِ تُجنَـى
وَالفِــدا نَفســِي لأَهليـهِ الفِـدا
إِنَّــهُ لِلأُنــسِ والأَفــراحِ مَغنَــى
حُــفَّ بالأَشــجارِ وَالنَّخــلِ فَمــا
شــِئتَ فيــهِ مِــن ثِمـارٍ يَتَسـَنّى
وَالعَريــشُ الرَّحــبُ مِــن غَربِيِّـهِ
رَوضـــَةٌ أَزهارُهــا الآدابُ غَنّــا
كَـم هَصـَرنا فِيـهِ أَغصـانَ المُنـى
ولِنُــوّارِ الفُكاهــاتِ اقتَطَفنــا
ليــتَ شـِعرِي وَالنَـوى طـالَ مَـتى
بِاجتِمَـاعِ الشـَّملِ فـي ذاكَ نُهَنّـا
وَأَراهُ قَـــد زَهــا فِــي جِيــدِهِ
عِقــدُ مَجــدٍ مُفـرَدٍ مِنهُـم وَمِنّـا
يــا نَــدامايَ بِــذَيّاكَ الحِمَــى
بلَــغَ اللَّــه بكُــم مـا نَتَمَنَّـى
امزجُـوا الكـاسَ بـذِكرى مـا صَفا
لكُــمُ يَومــاً كَمــا مَــرَّ فَـأنّى
واقـرأوا مِنّـي عَلَـى ساقِي الفِدا
عـاطِرَ التَّسـليمِ أَفـراداً وَمَثنَـى
وَصــَلاةُ اللَّــه مــا بَــرقٌ بَـدا
أَو شَدا الوُرقُ وَمَا الوَدقُ ارجَحَنّا
وَســـَلامٌ مِثلُهـــا يَــترى عَلــى
خـاتمِ الرُسـلِ الَّـذي للـدِّينِ سَنّا
وَكَـــذاكَ الآلُ والأَصـــحابُ مَـــن
شــَيَّدُوا مِلَّتَــهُ رُكنــاً فَرُكنــا
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.توفي في الأحساء.له: تدريب السالك.