
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجَـل إِنَّهـا الأَيّـامُ تُرضـِي وَتُغضـِبُ
وَآوِنَـــةً تُقصــي وَحِينــاً تُقَــرِّبُ
ويومـاً لهـا ثَغـرٌ مِـنَ الأُنسِ باسِمٌ
ويومـاً لهـا بـالبُؤسِ وَجـهٌ مُقَطِّـبُ
وآوِنَــةً بالوَصــلِ تَزهُـو رِياضـُها
وأُخـرى بشـَحطِ البَيـنِ تَلوي وَتُجذِبُ
ومـا المَـرءُ إِلا مَـن يُـوَطِّنُ نَفسـَهُ
علَـى حالَتَيهـا حيـنَ تُعطِـي وتَسلُبُ
فَلا يَزدَهِيــهِ طِيــبُ عَيــشٍ لعِلمِـهِ
بـأَنَّ الصـَّفا فيهـا وَإِن راقَ يَذهَبُ
ولا يُعظِــمُ الخَطـبَ المُلِـمَّ لِهَـولِهِ
وُثُوقـاً بِلُطـفِ اللَّـهِ واللُّطفُ أَقرَبُ
فيـا غـالِبَ الأَمجـادِ فـي كلِّ مَشهَدٍ
إِذا حشــَدُوا لِلمَكرُمــاتِ وأَلَّبـوا
ويا سابِقَ الأَقرانِ عَفواً إِلى العُلا
إِذا اسـتَبَقُوا والكلُّ بِالجَهدِ مُتعَبُ
وَيــا رِيـفَ رَكـبٍ مُمحِليـنَ فجُـودُهُ
يَســِحُّ بِلا مَــنٍّ كَمــا ســَحَّ هَيـدَبُ
ويا أَيُّها المِقدامُ في حَومَةِ الوَغى
إِذا احتَـدَمَت فَهـوَ الكَمِـيُّ المُجَرِّبُ
وَيـا مَـن يُحامِي دُونَ مَن في جِوارِهِ
فَمعرُوفُــهُ مِنهــم يَفِيــضُ ويَسـكُبُ
وَيـا مَـن لـهُ فـي الأَقرَبِيـنَ تَعَطُّفٌ
كَمــا عِنــدَهُ لِلصــالِحِينَ تَحَبُّــبُ
وَيــا مالِكـاً رِقِّـي بِحُسـنِ إِخـائِهِ
فَمــالِي بـراحٌ عـن هَـواهُ ومَـذهَبُ
أَتـانِي كِتـابٌ مِنـكَ بِالفَضـلِ شاهِدٌ
كَمـا أَنَّـهُ عَـن حُرقَـةِ البَينِ مُعرِبُ
لَقَـد زادَ قَـدرِي أَنَّ مِثلَـكَ لِـي أَخٌ
يَحِــنُّ إِلــى قُربِـي إِليـهِ ويَرغَـبُ
لئِن جَـرَتِ الأَقـدارُ بالبُعـدِ عنكُـمُ
ومِـن بَينِنـا حـالَت قِفـارٌ وَسَبسـَبُ
وظلَّـت بِحَيـثُ الكُتـبُ مِنكُـم عَزيزَةٌ
ولا مُخبِــرٌ عنكُــم يُفيــدُ ويُعـرِبُ
فَعِنـدِي لـكَ الشـَّوقُ الشَّديدُ ولَوعَةٌ
تُـؤَوِّبُني مـا لاحَ فـي الأُفـقِ كَـوكَبُ
وذِكــرُكَ بِالأَنفــاسِ يُقـرَنُ مِثلَمـا
خَيالُـكَ لا عَـن نـاظِرِ القَلـبِ يُحجَبُ
فَيـا آلَ سـَعدُونٍ بَقِيتُم لذِي الدُنا
جَمـالاً بِكُـم أَسـنَى المَكـارِمِ تُنسَبُ
تُبـارِيكُمُ فـي الفَضـلِ مِن آلِ مانعٍ
وآلِ شــَبيبٍ فِتيَــةٌ لَــم يُخَيّبُـوا
وَرِثتُـم مِـنَ الآلِ البَسـالَةَ والنَّدى
فَمــا مِنكــمُ إِلا جــوادٌ وأَغلَــبُ
رَسـَى لَكـمُ فـي العِـزِّ أَرعَـنُ باذِخٌ
وَطـابَ لكُـم فـي آلِ ياسـِينَ مَنسـَبُ
وقـامَ لكُـم فـي الملـكِ صَرحٌ مُمَنَّعٌ
وفـي المجـدِ بَيـتٌ بالمَعالي مُطَنَّبُ
وفيكُــم لِهــذا العَهـد غُـرُّ خَلائِقٍ
لأَمثالِهــا تَسـعى الكِـرامُ وَتَطلُـبُ
كِبـارُ العَطايـا عِنـدكُم كَصـِغارِها
بِجـوُدِكُم الأمثـالُ فـي الناسِ تُضرَبُ
وَلا عَيــبَ فيكُـم غيـرَ أَنَّ نَزِيلَكُـم
عَـنِ الأَهـلِ والأَوطـانِ يَسـلُو وَيَرغَبُ
ولا تَحســَبوا أَنِّـي سـأَطلبُ غَيرَكُـم
بَــديلاً ولا فــي غَيرِكــم أَتَغَــرَّبُ
غَرامِـي بِكُـم ذاكَ الغَـرامُ وَحُبُّكُـم
يَزِيـدُ عَلـى مَـرِّ الليـالي ويَعـذُبُ
فَمـا شـاقَنِي بعـدَ الجَزيـرَةِ مَنزِلٌ
وَلا لَـذَّ لِـي مِـن بعـدِ دِجلَـةَ مَشرَبُ
بَلَـى غُربَـةُ الإِسـلامِ يـا صاحِ إِنَّها
تَحُــثُّ عَلـى بُعـدِ المَـزارِ وَتُطنِـبُ
وتَـدعُو إِلـى هَجـرِ العِـراقِ وأَهلِهِ
وإِن حَــلَّ فِيــهِ الأَنجَـبُ المُتَحَبِّـبُ
أَلا تَرَنِــي أَصـبحتُ حَيـرانَ وَاجِمـاً
أُفَكِّــرُ فــي أَيِّ الطَّريقَيـنِ أَركَـبُ
عُلاكُــم وَمـا عَـوَّدتُمُ مِـن جَمِيلِكُـم
ووُدِّكُـــمُ تَــدعُو إِليــهِ وتَجــذِبُ
وَمـا قَـد فَشـى مِـن منُكَـرٍ وَضـَلالَةٍ
وَمــن فِتَــنٍ عنكُــم تَصـُدُّ وَتَحجُـبُ
وَلا مَلجـــــأٌ كلا ولا وَزَرٌ ســــِوى
رَجـــاءِ كَرِيـــمٍ عطفُــهُ مُتَرَقَّــبُ
عَسـى نَظـرَةٌ مِـن جُـودِهِ وَالتِفاتَـةٌ
تُـــدَنِّي إِلــى رِضــوانِهِ وتُقَــرِّبُ
عَسـى نَفحَـةٌ تُحيِـي القُلوبَ برَوحِها
ويُكشـَفُ عـن وَجـهِ البَصـائِرِ غَيهَـبُ
فَنَلتَـزِمَ الشـَّرعَ الشـَّريفَ بجَمعِنـا
وعــن ســُنَنِ التَّنزِيــلِ لا نَتَنَكَّـبُ
وذلــكَ أَســنَى مـا نَـوَدُّ وَنَبتَغـي
ولَيـسَ عَلـى اللَّـهِ المَطـالِبُ تَصعُبُ
وَأَزكــى صــَلاةِ اللَّــهِ ثُـمَّ سـَلامُهُ
عَلـى مَـن بِـهِ طـابَ الحِجازُ وَيَثرِبُ
كَـذا الآلُ والأَصـحابُ مـا قامَ مِصقَعٌ
بِأَمــداحِهم فـوقَ المنـابِرِ يَخطُـبُ
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.توفي في الأحساء.له: تدريب السالك.