
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ويَــومٍ سـَرَقنَاهُ مـن الـدَّهرِ خُلسـَةً
وَلِلــدَّهرِ غَفلاتٌ بِهــا الأُنـسُ يُقـدَرُ
بِفِتيــانِ مَجــدٍ لا يشــقُّ غُبــارَهُم
هُمــامٌ شــَأَى شــأوَاهُمُ بـل يُقَصـِّرُ
أَقـامُوا عَلـى حِفـظِ الأُخُـوَّةِ وَالصَفا
وَحَظُّهُــم مِــن رِقّــةِ الطَّبـعِ أَوفَـرُ
يَقُولُــونَ نَحــنُ إِذ يَقــولُ كُثَيِّــرٌ
وَمَــن ذا الَّـذي يـا عـزُّ لا يَتَغَيَّـرُ
مَقــاوِلُ ســاداتٌ وَصــيدٌ يزينُهُــم
دَمــــاثَهُ أَخلاقٍ وفصـــحٌ وَمَنظَـــرُ
دَعانــا إِلــى بُسـتانِهِ ماجِـدٌ لَـهُ
مَقـامٌ وَسـَبقٌ فـي العُلا لَيـسَ يُنكَـرُ
فلَمّــا غَــدونا حَـولَ بُسـتانِهِ إِذا
بِـهِ جَنَّـةُ الـدُّنيا لِمَـن كـانَ يُبصِرُ
وَفينـا زَعِيـمُ القَـومِ حامِـلُ بَندِهِم
وَقَد كادَ رَسمُ القَومِ في الناسِ يدثُرُ
ومـازالَ يَحـدُونا إِلـى اللَّـهِ سَيرُهُ
فَســِرنا ولَكــنَّ المَظــاهِيرَ تَسـتُرُ
ترانــا وُقُوفـاً حـولَ حانَـةِ قُربِـهِ
فمِـــن وَارِدٍ مِنّــا وآخَــرَ يصــدُرُ
فَحيـــنَ رأى أنهـــارَهُ وَغِيَاضـــَهُ
وأَعجَبَـــهُ أُترُجَّـــهُ وَهــوَ مُثمِــرُ
أَشــارَ بِــأَن صـِفهُ لِصـَحبي بَدِيهَـةً
فقُلــتُ وَهــل عَــن أَمــرِهِ مُتَـأَخّرُ
وَأُترُجَّــةٍ خَضــراءَ ماســَت غُصـُونُها
بِهــا ثمــرٌ قَيـدُ النَـواظِرِ أَصـفَرُ
لَهـا اللَّـهُ أَغصـاناً كـأنَّ ثِمارَهـا
قَنادِيـلُ لاحَـت فـي دُجى الليل تُزهِرُ
تــذَكَّرتُ لمّــا أَبصــَرَتها نَـواظِري
وَهَـل يَنفَـعُ الصـَّبَّ الكَئيـبَ التَّذَكُّرُ
عَرُوسـاً تَهـادى بَينَنـا فـي حُلِيِّهـا
عَلَيهــا رِداءٌ مُـذهَبُ الوَشـيِ أَخضـَرُ
فَيـا لَـكَ مِـن يَـومٍ سـُرِرنا بِأُنسـِهِ
نُــدِيرُ زُجاجـاتٍ مِـنَ الوَصـلِ تُسـكِرُ
مَضـَى وانقَضـَى مـا شـانَهُ غيـرُ أَنَّهُ
قَصــيرٌ ويـومُ الوَصـلِ لا شـَكَّ يَقصـُرُ
بَلَـى نَـأي عَبـد اللَّـهِ تاللَّهِ غاضَهُ
وَنَــأيُ أُهَيــلِ الفَضـلِ عَنّـا يُكَـدِّرُ
فبِــاللَّهِ عَجِّــل بالوِصـَالِ مُبـادِراً
فَلَـم يَبـقَ صـَبرٌ عَـن لِقـاكَ فَنَصـِبرُ
فــديتُكَ واستَصــحِب علِيّــاً فَـإِنَّني
أَرى الأُنـسَ مَقرُونـاً بِـهِ حيـنَ يحضُرُ
وَتِربَيـكَ مَـن لَـو لَـم يَكُونـا بِسَيِّدٍ
قـدِ امتَزَجـا لَـم يُـذكَرا حِينَ تُذكَرُ
وَأُهـــدِي صــَلاةً لِلبَشــيرِ كَقَــدرِهِ
عَلـى أَنَّ قـدرَ المُصـطَفى ليـسَ يُقدَرُ
أَيُقــدَرُ وَالــرُوحُ الأَمِيــنُ بِقُربِـهِ
إِلَيــهِ علَــى كُــلِّ المَلائِكِ يَفخَــرُ
كَـذا الآلُ والصـَّحبُ الأكـارِمُ مَن لَهُم
أَيــادٍ وَفَضــلٌ بــاهِرٌ لَيـسَ يُحصـَرُ
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.توفي في الأحساء.له: تدريب السالك.