
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَلَــت ظُلَــمَ الأَقــدارِ حِيـنَ تَجَلَّـتِ
وَلَـــم تُبـــقِ لِلآلامِ لَمّــا أَلَمَّــتِ
وَمُـذ سـَفَرَت عَـن سافِرِ الحُسنِ سافَرَت
رِكـابُ هُمُـومٍ فـي الفُـؤادِ اسـتَقَرَّتِ
عَزِيـــزَةُ مُلـــكٍ رَبُّ مَلــكٍ تُعِــزهُ
وَلَكِـن دُعـاء الفَضـلِ بـاليُمنِ لَبَّـتِ
فَــأَنعِم بِهـا إِذ أَنعَمـتَ بِمَزارِهـا
بِلا مَوعِـدٍ لَكِـن إِلَـى الوَعـدِ أَومَـتِ
فَبَشــَّرتُ نَفســِي أَنَّ حُكمـاً أَثارَهـا
لِســَعدٍ وَمِــن آثــارِهِ بُـرءُ عِلَّتِـي
فَمَــا مُغــزِلٌ لِلـرَّوضِ تَقطِـفُ نَـورَهُ
وَتَرنُــو لِخِشــفَيها بِحُســنِ تَلَفُّــتِ
ولا العِقـدُ يَزهُـو بـالفَرائِدِ سـِمطُهُ
مَـتى يَـرَهُ الدِهقانُ ذُو الحِذقِ يُبهَتِ
بأحســَنَ مِنهـا حِيـنَ مِطـتُ لِثامَهـا
وثَنَّيـــتُ مِــن أَعطافِهــا فَتَثَنَّــتِ
وَأَنهَلـتُ مِـن جِريَـالِ عَـذبِ رُضـابِها
عِطــاشَ ســَوامِ النَفـسِ رَيّـا وَعَلَّـتِ
وَمــا هِــيَ إِلا بَعــضُ جُــودِ مُمَـدَّحٍ
إِلــى ذِروَةِ العَليَـا أَهَـامَ فـأَمطَتِ
أَبــيٌّ حَمِــيُّ الأَنــفِ ســَابِقُ حَلبَـةٍ
إِلـى نَيـلِ غايـاتِ المَكـارِمِ أَجـرَتِ
إِذا كـانَ سـَعيُ النـاسِ شـَتّى فَسَعيُهُ
لِمَـا فيـهِ أَجـرٌ أَو بِهِ الناسُ أَثنَتِ
جريـــءُ جَنــانٍ لا يُطــاقُ حَماســَةً
وَذُ قَــدَمٍ فِـي رَوضـَةِ الحِلـمِ مُثبَـتِ
لَــهُ نَفــسُ حُــرٍّ لا تَــزالُ مُغِــذَّةً
لِمجــدٍ فَـإِن تَسـبِق إِلَيـهِ اطمَـأَنَّتِ
إِذا المَكرُمَاتُ الغُرُّ لُحنَ انبَرَى لَها
كَــأَن لَـم تَكُـن إِلا لَـهُ قَـد تَصـَدَّتِ
نَفُـورٌ عَـنِ الفَحشاءِ حَربٌ لِذِي الخَنا
حَلِيــفُ تُقــىً مِنـهُ الضـَّمائِرُ عَفَّـتِ
ذَكِـــيُّ فُـــؤَادٍ أَلمَعِـــيُّ قَرِيحَــةٍ
وَمِقــوَلُ أَقيَـالٍ لَـهُ الصـَدرُ أَولَـتِ
نَبِيــهٌ صـِفاتُ الفَضـلِ فيـهِ غَـرائِزٌ
فَهِمَّتُــهُ مُــذ كــانَ لِلمَجــدِ أَمَّـتِ
وَلَـو لَـم تَكُـن تِلـكَ الصـِّفَاتُ سَجِيَّةً
عَـنِ الاقتِدا فِي السَّيرِ بِالغَيرِ أَغنَتِ
لأَحسـَبُهُ فـي الجُـودِ والفَضل والعُلا
مَنـارَ مَسـاعِي مَـن لَـهُ الشـُوسُ ذَلَّتِ
هُـوَ المَلـكُ عِيسـَى مَـن مُلُوكُ زَمانِهِ
إِلَيــهِ مَقالِيــدَ المَكــارِمِ أَلقَـتِ
أَجَلُّهُـــمُ قَـــدرَاً وَأَضـــخَمُهُم عُلاً
وأَنــداهُمُ كَفّــاً إِذا السـُحبُ شـَحَّتِ
وَأَرحَبُهُـم صـَدراً إِذا الأَمـرُ أَبهَمَـت
مَنـــاهِجُهُ مِــن هَــولِهِ وَادلَهَمَّــتِ
وَحَســبِيَ مِــن عَـدِّي مَزايـاهُ إِنَّهـا
لَكَالشــَّمسِ فِــي كُــلِّ البِلادِ تَجَلَّـتِ
فَيـا نَجلَـهُ المَيمُـونَ أَعنِـي مُحَمَّداً
تَبَــوَّأتَ أعلا قُنَّــةِ المَجـدِ فَـاثبُتِ
شـــَرُفتَ بآبـــاءٍ وَنَفـــسٍ أَبِيَّــةٍ
فَعَيـنُ المَعـالِي والهُـدى بِـكَ قَـرَّتِ
أَفـي كُـلِّ يَـومٍ أَنـتَ مُبـدِي مَحاسِناً
مِـنَ الفَضـلِ والأَفضالُ فِي الناسِ عَزَّتِ
كَتَبــتَ تشــافي لِــي بِغُـرٍّ فَـرائِدٍ
بِحُسـنِ المَعـانِي والمَبـاني استَقَلَّتِ
فَلا زِلـتَ مَحرُوسـاً مِـنَ الناسِ شافِياً
ســِقامَ المَعـالِي إِن ببأسـاءَ مُسـَّتِ
وَسـامِح مُحِبّـاً طـالَ بـالنَظمِ عهـدُهُ
وَأَصـــبَحَ ذا فِكــرٍ بِبَيــنٍ مُشــَتّتِ
وَغـــالِبُ ظَنّــي أَنَّكُــم ســَتَرَونَهَا
بِعَيـنِ رِضـاً إِن تُبصـِرِ العَيـبَ أَغضَتِ
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.توفي في الأحساء.له: تدريب السالك.