
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـــم شـــقيٍّ يُســاقُ للإعــدامِ
كــان أولــى برحمــةِ الأحكـامِ
ولكَـم فـي القصـورِ نـاعمُ بـالٍ
وهـو أحـرى بالنارِ ذات الضرام
قاتـلُ النفـسِ دونهُ قاتل الجسمِ
فليـــس النفـــوسُ كالأجســـامِ
مـا لهذي الحبالِ تعفو عن العا
لـي ويعلـو بهـا وضـيعُ المقامِ
مـا سـمعنا بـأَنَّهم عَلَّقـوا يـو
مـاً غنيـاً بهـا ولا فـي المنامِ
أَفكـــلُّ الأَنـــام أهــلُ صــلاحٍ
مـا خلا ذا الفقيـر بيـن الأنامِ
إن يــقِ المــالُ ربَّــهُ الاثــمَ
فــالفقرُ يجـرُّ الفقيـرَ للآثـامِ
فـاقتلوا الفَقـرَ إِن عَدَلتُم فإَنَّ
أَصــــلُ البلا ورأسُ الخِصــــامِ
واحفظــوا أَنفســاً علـى صـورةِ
اللَـهِ فليسـت تُعـدُّ فـي الأَغنامِ
ليس بالقتلِ ينتفي القتل بل با
لعلــمِ تُمحــى جهالـة الأقـوامِ
إِن يكُــن جرمُــهُ عظيمـاً فهـذا
الجــرمُ منكــم أَحـقُّ بالاعظـامِ
فهو للحاجة ابتغى القتل ما تب
غــونَ انتـم بقتلِـه مـن مـرامِ
لـو نفى القتل في البرية قتلا
لانتفـى القتـلُ قبـل ذي الأَيـامِ
يـا لهـا ساعةً وقد أَقبلوا فيهِ
يخوضـــون مــوجَ ذاك الزِحــامِ
تحتـويه الفرسـانُ مـن كـل صوب
كمليــكٍ مــن الملـوكِ العظـامِ
وكــأَنَّ الجمـوع بعـضُ الرعايـا
وقفــوا فــي طريقــهِ للســلامِ
فاشـرأَبَّ الجميـعُ يطلـبُ ان يعر
فَ ذاكَ المســـــوقَ للاعــــدامِ
إذ بـدا وهـو ناحـلُ الجسم كهلٌ
رشــقَ الشــيب رأســه بســهامِ
فتـولَّى النفـوسَ روعٌ لأَنَّ الشـيبَ
يـــدعو النفـــوسَ الاحـــترامِ
ثـمَّ سـاد السكوتُ حتى لقد تسمع
نَقــرَ القلــوبِ فــي الأَجســامِ
وانثَنَـت أَعيـنُ الجميع إلى الد
كَّــةِ حيــثُ الجلادُ دون اهتمـامِ
وإذا بالشــقيِ يرقــى إليهــا
دونَ مـــا رهبـــةٍ ولا إِحجــامِ
ســمعَ الحكـم هـادئاً ثـمَّ صـلَّى
مُهــدياً للنــبيِ أَذكـى السـلامِ
وأَلفـاظِهِ الخفيفـةِ وقـعُ الرَعدِ
فــي ذلــك الســكوتِ التمــامِ
ثــمَّ ولّـى كـأَنه لـم يكـن إِلا
م كطيـــفٍ مضـــى مـــعَ الأحلامِ
وتــراءي للنــاسِ فيــهِ خطيـبٌ
صـــامتٌ نـــاطقٌ بأَســـمى كلامِ
يــا ذوي المـالِ أنتـم شـركاءُ
لـي ولكـن بغيـرِ هـذا الحمـام
لـو أردتم لما ارتكبتُ المَعاصي
لــو أردتــم لكنـتُ خِـدنَ سـلامِ
فـاتقوا اللَـه فـي نفوسٍ رماها
الفَقـرُ فـي أَسـرِ شـُقوةٍ وعُـرامِ
مـن يَسـيرِ الأَموالِ تُقصَدُ من لعبٍ
ومــــن زينــــةٍ ومـــن ايلامِ
يسـتفيدُ الفقيـرُ علمـاً وتقـوى
وبهــذا يِقــلُّ فعــلُ الحــرامِ
إلياس فياض.أديب لبناني، تعلم ببيروت، ثم بمدرسة الحقوق بالقاهرة.وكتب في مجلتي إبراهيم اليازجي (الضياء) و(البيان) في القاهرة، وتولى رئاسة التحرير بجريدة (المحروسة) اليومية.ثم عاد إلى لبنان، فكان من أعضاء مجلس النواب، فوزيراً للزراعة، وتوفي ببيروت عن نحو 55 عاما.له (ديوان شعر - ط) الجزء الأول منه.ترجم عن الفرنسية قصصاً، منها (الشهيدة - ط)، و(عشيقة مازارين - ط).