
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـلامُ علـى مصـر ولـو عشـتُ ادهراً
لمـا كنـتُ إلا طـول عمـري مسـلما
علـى مـوطنٍ لـو خيرَ المرءُ موطنا
مـن الأرضِ لـم يخـتر أبـر وأكرما
ســرت فـي أهـاليهِ عذوبـةُ نيلـه
وسـالا فمـا أن تعرِفَ الماءَ منبما
وأصـبح فيـه العدلُ والنيلُ جارياً
فأَوشـك أن لا تُبصـرَ العيـنُ معدما
وأضـحى ملاذَ الحـرِ فـي الشرقِ كلِّه
فــان نــابه ظلـمٌ أتـى متظلمـا
فأصـلَحَ مـا مـن أمـرهِ كان فاسداً
وأرهَـفَ مـا مِـن حـدِهِ قـد تثلَّمـا
كــذاك بلاد العــدل تعـذب منهلا
وترقـى إلى العمران والمجد سُلِّما
ومـــا غنـــم الظلامُ إلا خســارة
وذلا وإِلا حســــــرة وتنـــــدما
شـقيقة سـوريا أرحـبي بفـتى لها
أرادت لـــه الأيـــام يتيتمـــا
تخـذتك أمّـاً لـي وقـد جئتُ طارحاً
على قدميك القلب والفكر والنعما
ومــن كــان ذا ام كمصــرَ فـانه
يحـقُّ بـأن يهريقَ من أجلها الدَما
سأَسـتلُّ فكـراً كـان من قبل مغمدا
وأطلـق نطقـاً كـان من قبل مُلجما
وأطعـن قلـب الصـعب حتى يلينَ لي
وأضـرب عـرش الجهـل حـتى يُهـدما
عسـى أن يفيـدَ القـومَ شعري وعلَّه
يكـون لأهـل الشـرق عنـي مترجمـا
ومــا هــو إلا سـهم فكـر رشـقته
فـان يُصـِبِ المرمـى فحسـبيَ مغنما
ســأطرق أرمـاس الجـدود مناجيـاً
اعـاظمَ أبقـى منهـم الدهر أعظما
فــألثمُ ذيّــاك الــثرى متأدبـاً
وأجثــو لــديه خاشــعاً مترحمـا
وأسـأل مـن فيـه عن الشرق هل له
معــادٌ عســى الارواح ان تتكلمـا
أحـنُّ إلـى الشـرقِ الحزيـن وأهله
وأبكـي علـي تشـتيت أقـوامه دما
وأرثــي لــذيّاك الـذكاء مُضـيَّعاً
وأرثــي لــذيَّاك البنـاء مهـدما
وأذكــرُ بغــداداً فــأطرقُ حسـرةً
وأذكــرُ هارونــا فـأبكي تألمـا
وأنـدبُ مجداً كان في الشرق ساطعاً
فـزال فأمسـى الشـرق أسود أقتما
وأرجــع بـالنجوى لمصـر فينجلـي
ضـبابٌ علـى قلـبي المـبرَّح خيَّمـا
فـأَرجو بهـا للشـرق عـوداً ونشأَةً
وأرجـو بهـا للشـرقِ خيراً وأنعما
لقـد حان ان تبدو الحقيقة بيننا
وينجـاب عـن ابصـارنا ذلك العمى
أَإِخواننـا لا تجعلوا الدين فاصلاً
فمـا الدين إلا رابط الأرض بالسما
ومـا نحن إلا بعض ذي الأرض هل لنا
بـان نتـولّى نقـض ما اللَه أبرما
فلا تســمعوا قســاً بشـرٍ مسـربلا
ولا تســمعوا شـيخاً بسـوءٍ معممـا
كفـى جامعـاً هـذا اللسـان يضمُّنا
إليــه ســواءً عيســوياً ومسـلما
إلياس فياض.أديب لبناني، تعلم ببيروت، ثم بمدرسة الحقوق بالقاهرة.وكتب في مجلتي إبراهيم اليازجي (الضياء) و(البيان) في القاهرة، وتولى رئاسة التحرير بجريدة (المحروسة) اليومية.ثم عاد إلى لبنان، فكان من أعضاء مجلس النواب، فوزيراً للزراعة، وتوفي ببيروت عن نحو 55 عاما.له (ديوان شعر - ط) الجزء الأول منه.ترجم عن الفرنسية قصصاً، منها (الشهيدة - ط)، و(عشيقة مازارين - ط).