
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـــن شـــقيقٍ واقحـــوانٍ ووردٍ
وخزامــــى ونرجــــسٍ وبهـــارِ
زهــرةٌ عنــد زهـرةٍ عنـد أخـرى
كــاقترانِ الــدينارِ بالـدينار
فرأَينـا الربيـعَ فـي شـهرِ كانو
ن يفـــوقُ الربيـــعَ فــي آذارِ
ورأَينــا الأقمــارَ أقمـارَ حسـنٍ
مســنَ بيـن الزهـورِ فـي أقمـارِ
كـلُّ لحـظٍ يفـاخرُ النرجـسَ الغـضَّ
وخـــدٍّ يزهـــو علــى الأزهــارِ
فـترى الـوردَ سـارياً فـي خـدودٍ
فــوقَ وردٍ فـي روضـةٍ غيـر سـارِ
زار وردُ الخـــدودِ وردَ ريـــاضٍ
فــازدَهى عــزةً بهــذا المـزارِ
ذاك وردٌ فــي الـروض يـذبلُ فـي
يوم وذا الوردُ دائِماً في ازدهارِ
وتــرى الاقحــوان يبسـمُ للثَّغـرِ
يبــاري مــن حسـنهِ مـا يبـاري
وثغــورَ الحســانُ تبسـمُ بـالفو
زِ عليــــهِ تبســـُّم الانتصـــارِ
والقدودَ الهيفاءَ تخطرُ في الروضِ
ازدراءً بغصـــــنهِ الخطَّـــــارِ
تلـك يُثنـى قوامُها بالهوى السا
كــن والغصـنُ بـالهواءِ الجـاري
وعطــورُ الأزهــارُ تخفــى حيـاءً
مــن شــذا كــلُّ غــادةٍ معطـارِ
وثمـــارٍ حلـــت بهــاءً وحلَّــت
لبنــــان محرمـــات الثمـــارِ
لـو بـدا مثلهـا لآدم مـا جـازت
عليــــه خديعــــةُ الغــــرارِ
لاحَ فيهــا شــرابها مــن صـفاءٍ
مـن صـفا الكـاس لاح لون العقارِ
فهــي الجنَّـة الـتي وعـد اللَـه
لأتقــــى عبــــادهِ الأبــــرارِ
دخلوهـــا بلا حســـابٍ ولا بعــثٍ
ولا توبــــــةٍ مــــــن الاوزارِ
وثقـوا بالباري بان ينفر الذنب
فجــاؤا يــرون صــنع البــاري
يُبصـِرون الـتي سـُليمانُ لم يلبس
حُلاهـــا فــي مجــدهِ والفخــارِ
إِنمــا الــوردُ للريــاضِ شـبابٌ
كزمــانِ الشــبابِ فــي الأعمـارِ
وهـو بيـن الزهـورِ عصـرُ افتخار
مثـل عصـر العبـاس فـي الأعصـارِ
زار جــوداً فكلـل الزهـرَ منهـا
بعـد تـاج النـدى بتـاجِ النضارِ
معـرضٌ فيـهِ كـل مـا يُنبتُ القطرُّ
ويزهـــو بـــه علــى الأَقطــارِ
أَنبتـت زهـرَهُ أكـفُّ بنـي النيـل
فـــأَغنت عــن وابــل الامطــارِ
وجهــادُ الفــتى إِذا تـمَّ يُغنـي
عــن جهــادِ القضــاءِ والأَقـدارِ
هـو وصـف لـم يكفنـا النثر فيه
فاســـتعنَّا عليـــه بالأَشـــعارِ
إِنمـا الشـعرُ للتغـزُّلِ والأَزهـار
تـــــدعو تغــــزُّل الأَفكــــارِ
أَولا تُبصــر السـكارى وقـد طـابَ
لهـم فـي الرِيـاض زهـو الخمـارِ
وتأَمّــل فهــل تــرى فــي سـوى
الأَغصــان تشـدو صـوادحُ الأطيـارِ
وانظــر النحـلَ أيُّ طيـبٍ جناهـا
مـن سـوى الزهـر في ندى الاَسحارِ
وانظــر الطــلَّ هـل يشـابه فـي
غيــر غصــونِ كــرائِمَ الأحجــارِ
وتأَمّـــل فَراشــة الــروض هــل
تــدنو لغيـرِ الأَنـوارِ والأَنـوارِ
إِنمـا الزهـر نورنـا فـي حيـاةٍ
مُلئت بـــــالظلام والأَكـــــدارِ
جمعــت فيــه كــل لــذة نفــسٍ
مثلمــا جمعــت بــذات السـوارِ
فـالغواني فـي الحسـنِ جنَّـة قلبِ
مثلمــا الزهــر جنَّــة الأَنظـارِ
إلياس فياض.أديب لبناني، تعلم ببيروت، ثم بمدرسة الحقوق بالقاهرة.وكتب في مجلتي إبراهيم اليازجي (الضياء) و(البيان) في القاهرة، وتولى رئاسة التحرير بجريدة (المحروسة) اليومية.ثم عاد إلى لبنان، فكان من أعضاء مجلس النواب، فوزيراً للزراعة، وتوفي ببيروت عن نحو 55 عاما.له (ديوان شعر - ط) الجزء الأول منه.ترجم عن الفرنسية قصصاً، منها (الشهيدة - ط)، و(عشيقة مازارين - ط).