
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســِربٌ مَحاســِنُهُ حُرِمــتُ ذَواتِهـا
دانـي الصـِفاتِ بَعيـدُ مَوصوفاتِها
أَوفـى فَكُنـتُ إِذا رَمَيـتُ بِمُقلَـتي
بَشــَراً رَأَيـتُ أَرَقَّ مِـن عَبَراتِهـا
يَســتاقُ عيســَهُمُ أَنينـي خَلفَهـا
تَتَــوَهَّمُ الزَفَـراتِ زَجـرَ حُـداتِها
وَكَأَنَّهـــا شــَجَرٌ بَــدَت لَكِنَّهــا
شـَجَرٌ جَنَيـتُ المَـوتَ مِـن ثَمَراتِها
لا سـِرتِ مِـن إِبِـلٍ لَـوَ أَنّي فَوقَها
لَمَحَــت حَــرارَةُ مَـدمَعَيَّ سـِماتِها
وَحَمَلـتُ مـا حُمِّلـتِ مِن هَذي المَها
وَحَمَلـتِ مـا حُمِّلـتُ مِـن حَسـَراتِها
إِنّـي عَلـى شـَغَفي بِمـا في خُمرِها
لَأَعِـــفُّ عَمّــا فــي ســَراويلاتِها
وَتَـرى الفُتُـوَّةَ وَالمُـرُوَّةَ وَالأُبُـو
وَةَ فِــيَّ كُــلُّ مَليحَــةٍ ضــَرّاتِها
هُــنَّ الثَلاثُ المانِعــاتي لَــذَّتي
فـي خَلـوَتي لا الخَوفُ مِن تَبِعاتِها
وَمَطــالِبٍ فيهــا الهَلاكُ أَتَيتُهـا
ثَبـتَ الجَنـانِ كَـأَنَّني لَـم آتِهـا
وَمَقـــانِبٍ بِمَقـــانِبٍ غادَرتُهــا
أَقــواتَ وَحـشٍ كُـنَّ مِـن أَقواتِهـا
أَقبَلتُهــا غُـرَرَ الجِيـادِ كَأَنَّمـا
أَيـدي بَنـي عِمـرانَ فـي جَبَهاتِها
الثـــابِتينَ فُروســَةً كَجُلودِهــا
فـي ظَهرِهـا وَالطَعـنُ فـي لَبّاتِها
العــارِفينَ بِهــا كَمـا عَرَفتُهُـم
وَالراكِــبينَ جُــدودُهُم أُمّاتِهــا
فَكَأَنَّمــا نُتِجَــت قِيامـاً تَحتَهُـم
وَكَــأَنَّهُم وُلِـدوا عَلـى صـَهَواتِها
إِنَّ الكِـــرامَ بِلا كِــرامٍ مِنهُــمُ
مِثــلُ القُلــوبِ بِلا سـُوَيداواتِها
تِلكَ النُفوسُ الغالِباتُ عَلى العُلى
وَالمَجـدُ يَغلِبُهـا عَلـى شـَهَواتِها
سـُقِيَت مَنابِتُهـا الَّتي سَقَتِ الوَرى
بِيَـدَي أَبـي أَيّـوبَ خَيـرِ نَباتِهـا
لَيـسَ التَعَجُّـبُ مِـن مَـواهِبِ مـالِهِ
بَـل مِـن سـَلامَتِها إِلـى أَوقاتِهـا
عَجَبـاً لَـهُ حَفِـظَ العِنـانَ بِأَنمُـلٍ
مـا حِفظُهـا الأَشـياءَ مِن عاداتِها
لَـو مَـرَّ يَركُـضُ فـي سـُطورِ كِتابَةٍ
أَحصــى بِحــافِرِ مُهـرِهِ ميماتِهـا
يَضـَعُ السـِنانَ بِحَيـثُ شاءَ مُجاوِلاً
حَتّــى مِــنَ الآذانِ فـي أَخراتِهـا
تَكبـو وَراءَكَ يـا اِبـنَ أَحمَدَ قُرَّحٌ
لَيســَت قَــوائِمُهُنَّ مِــن آلاتِهــا
رِعَـدُ الفَـوارِسِ مِنـكَ في أَبدانِها
أَجـرى مِـنَ العَسـَلانِ فـي قَنَواتِها
لا خَلــقَ أَســمَحُ مِنــكَ إِلّا عـارِفٌ
بِـكَ راءَ نَفسـَكَ لَم يَقُل لَكَ هاتِها
غَلِـتَ الَّـذي حَسـَبَ العُشـورَ بِاّيَـةٍ
تَرتيلُــكَ السـوراتِ مِـن آياتِهـا
كَــرَمٌ تَبَيَّــنَ فـي كَلامِـكَ مـاثِلاً
وَيَـبينُ عِتـقُ الخَيـلِ في أَصواتِها
أَعيــا زَوالُــكَ عَـن مَحَـلٍّ نِلتَـهُ
لا تَخــرُجُ الأَقمــارُ عَـن هالاتِهـا
لا نَعـذُلُ المَـرَضَ الَّـذي بِـكَ شائِقٌ
أَنــتَ الرِجــالَ وَشــائِقٌ عِلّاتِهـا
فَـإِذا نَـوَت سـَفَراً إِلَيـكَ سَبَقنَها
فَأَضــَفتَ قَبــلَ مُضـافِها حالاتِهـا
وَمَنـازِلُ الحُمّـى الجُسومُ فَقُل لَنا
مـا عُـذرُها فـي تَركِهـا خَيراتِها
أَعجَبتَهــا شـَرَفاً فَطـالَ وُقوفُهـا
لِتَأَمُّـــلِ الأَعضـــاءِ لا لِأَذاتِهــا
وَبَــذَلتَ مـا عَشـِقَتهُ نَفسـُكَ كُلَّـهُ
حَتّـــى بَــذَلتَ لِهَــذِهِ صــِحّاتِها
حَـقُّ الكَـواكِبِ أَن تَـزورَكَ مِـن عَلٍ
وَتَعــودَكَ الآســادُ مِـن غاباتِهـا
وَالجِـنُّ مِـن سـُتُراتِها وَالوَحشُ مِن
فَلَواتِهـا وَالطَيـرُ مِـن وُكناتِهـا
ذُكِـرَ الأَنـامُ لَنـا فَكـانَ قَصـيدَةً
كُنـتَ البَـديعَ الفَردَ مِن أَبياتِها
فـي النـاسِ أَمثِلَـةٌ تَدورُ حَياتُها
كَمَماتِهــا وَمَماتُهــا كَحَياتِهــا
هِبـتُ النِكـاحَ حِـذارَ نَسـلٍ مِثلِها
حَتّـى وَفَـرتُ عَلـى النِساءِ بَناتِها
فَـاليَومَ صـِرتُ إِلـى الَّذي لَو أَنَّهُ
مَلَــكَ البَرِيَّــةَ لَاِسـتَقَلَّ هِباتِهـا
مُســتَرخَصٌ نَظَــرٌ إِلَيـهِ بِمـا بِـهِ
نَظَــرَت وَعَــثرَةُ رِجلِـهِ بِـدِياتِها
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.