
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَــــــزَى اللــــــهُ الْأَجَـــــلُّ الْمَـــــرْءَ نُوحـــــاً
جَــــــزَاءَ الْبِــــــرِّ لَيْــــــسَ لَــــــهُ كِــــــذَابُ
بِمــــــــا حَمَلَــــــــتْ ســـــــَفِينَتُهُ وَأَنْجَـــــــتْ
غَــــــــــدَاةَ أَتــــــــــاهُمُ الْمَـــــــــوْتُ الْقُلَابُ
وَفِيهــــــــا مِــــــــنْ أَرُومَتِــــــــهِ عِيـــــــالٌ
لَــــــــــدَيْهِ لا الظِّمـــــــــاءُ وَلَا الســـــــــِّغَابُ
وَإِذْ هُـــــــمْ لا لَبُـــــــوسَ لَهُـــــــمْ تَقِيهِـــــــمْ
وَإِذْ صــــــــَخْرُ الســـــــِّلَامِ لَهُـــــــمْ رِطـــــــابُ
عَشــــــــِيَّةَ أَرْســـــــَلَ الطُّوفـــــــانَ تَجْـــــــرِي
وَفَــــــاضَ الْمــــــاءُ لَيْــــــسَ لَــــــهُ جِـــــرَابُ
عَلَــــــــى أَمْـــــــوَاجِ أَخْضـــــــَرَ ذِي حَبِيـــــــكٍ
كَــــــــأَنَّ ســــــــُعَارَ زَاخِـــــــرِهِ الْهِضـــــــَابُ
بِآيَـــــــةِ قَــــــامَ يَنْطِــــــقُ كُــــــلُّ شــــــَيْءٍ
وَخَـــــــانَ أَمَانَـــــــةَ الـــــــدِّيكِ الْغُـــــــرَابُ
وَأُرْســــــــِلَتِ الْحَمَامَـــــــةُ بَعْـــــــدَ ســـــــَبْعٍ
تَــــــــدُلُّ عَلَـــــــى الْمَهَالِـــــــكِ لا تَهـــــــابُ
تَلَمَّــــــسُ هَــــــلْ تَـــــرَى فـــــي الْأَرْضِ عَيْنـــــاً
وَغَايَتُهُـــــــا بِهـــــــا الْمـــــــاءُ الْعُبَــــــابُ
فَجَــــــــاءَتْ بَعْــــــــدَما رَكَضـــــــَتْ بِقِطْـــــــفٍ
عَلَيْـــــــهِ الثَّـــــــأْطُ وَالطِّيـــــــنُ الْكُبَــــــابُ
فَلَمَّــــــــا فَرَّشـــــــُوا الْآيـــــــاتِ صـــــــَاغُوا
لَهــــــا طَوْقــــــاً كَمــــــا عُقِـــــدَ الســـــِّخابُ
إِذَا مـــــــــــاتَتْ تُــــــــــوَرِّثُهُ بَنِيهــــــــــا
وَإِنْ تُقْتَـــــــلْ فَلَيْـــــــسَ لَهـــــــا اســـــــْتِلابُ
كَــــــــذِي الْأَفْعَــــــــى تَرَبِّيهـــــــا لَـــــــدَيْهِ
وَذِي الْجِنِّــــــــــيِّ أَرْســــــــــَلَها تُســــــــــَابُ
فَلَا رَبُّ الْمَنِيَّــــــــــــــــةِ يَأْمَنَنْهـــــــــــــــا
وَلا الْجِنِّـــــــــــيُّ أَصــــــــــْبَحَ يُســــــــــْتَتَابُ
بِــــــــإِذْنِ اللـــــــهِ فَاشـــــــْتَدَتْ قِـــــــوَاهُمْ
عَلَــــــى مَلَكَيْــــــنِ وَهْــــــيَ لَهُــــــمْ وِثَـــــابُ
وَفِيهــــــا مِــــــنْ عِبــــــادِ اللــــــهِ قَـــــوْمٌ
مَلَائِكُ ذُلِّلُـــــــــــوا وَهُـــــــــــمُ صــــــــــِعَابُ
ســــــــَرَاةُ صــــــــَلايَةٍ خَلْقَــــــــاءَ صـــــــِيغَتْ
تُــــــــزِلُّ الشـــــــَّمْسَ لَيْـــــــسَ لَهـــــــا رِئابُ
وَأَعْلاطُ الْكَــــــــــــــــوَاكِبِ مُعَلَّقـــــــــــــــاتٌ
كَخَيْــــــلِ الْقِـــــرْقِ لَيْـــــسَ لَهـــــا انْتِصـــــابُ
غُيُــــــــوثٌ تَلْتَقِـــــــي الْأَرْحَـــــــامُ فِيهـــــــا
تُحِـــــــلُّ بِهـــــــا الطَّرُوقَـــــــةُ وَاللِّجَـــــــابُ
وَتَـــــــرْذَى النَّـــــــابُ وَالْجَمْعَـــــــاءُ فِيــــــهِ
بِــــــــوَحْشِ الْإِصــــــــْمِتَيْنِ لَــــــــهُ ذُبَـــــــابُ
طَعَــــــــــامُهُمُ إِذَا أَكَلُــــــــــوا مُهَنَّــــــــــا
وَمَــــــــا إِنْ لَا تُحَـــــــاكُ لَهُـــــــمْ ثِيَـــــــابُ
...................................................
تَــــــــرَدَّدُ وَالرِّيَــــــــاحُ لَهـــــــا رِكَـــــــابُ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ حَكِيمٌ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، إِذْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبِيَّ، وَيُقالُ إِنَّهُ عادَ مِنْ الشّامِ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ يُرِيدُ أَنْ يُسْلِمَ، فَلَمّا عَلِمَ بِمَقْتَلِ أَهْلِ بَدْرٍ وَفِيهِمْ أَخْوالُهُ امْتَنَعَ وَرَجَعَ إِلَى الطّائِفِ وَماتَ فِيها، وَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً عَلَى كُتُبِ أَهْلِ الكِتابِ وَمُتَأَثِّراً بِها فِي شِعْرِهِ، وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الخَمْرَ وَعِبادَةَ الأَوْثانِ وَآمَنَ بِالبَعْثِ، تُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلهِجْرَةِ.