
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـكَ الْحَمْدُ وَالنَّعْمَاءُ وَالْمُلْكُ رَبَّنا
فَلَا شـَيْءَ أَعْلَـى مِنْـكَ مَجْـداً وَأَمْجَدُ
مَلِيـكٌ عَلَـى عَـرْشِ السـَّمَاءِ مُهَيْمِـنٌ
لِعِزَّتِــهِ تَعْنُــو الْوُجُــوهُ وَتَسـْجُدُ
عَلَيْـهِ حِجَـابُ النُّـورِ وَالنُّورُ حَوْلَهُ
وأَنْهـــارُ نُــورٍ حَــوْلَهُ تَتَوَقَّــدُ
فَلَا بَصــَرٌ يَســْمُو إِلَيْــهِ بِطَرْفِــهِ
وَدُونَ حِجَــابِ النُّــورِ خَلْـقٌ مُؤَيَّـدُ
مَلَائِكَــةٌ أَقْــدَامُهُمْ تَحْــتَ عَرْشــِهِ
بِكَفَّيْـهِ لَـوْلَا اللـهُ كَلُّوا وَأَبْلَدُوا
قِيَـامٌ عَلَـى الْأَقْـدَامِ عَـانِينَ تَحْتَهُ
فَرَائِضـُهُمْ مِـنْ شـِدَّةِ الْخَـوْفِ تُرْعَـدُ
وَســِبْطٌ صــُفُوفٌ يَنْظُــرُونَ قَضــَاءَهُ
يُصــِيخُونَ بِالْأَســْمَاعِ لِلْـوَحْيِ رُكَّـدُ
أَمِيـنٌ لِـوَحْيِ الْقُـدْسِ جِبْرِيـلُ فِيهِمُ
وَمِيكـالُ ذُو الـرَّوْحِ الْقَوِيُّ الْمُسَدَّدُ
وَحُــرَّاسُ أَبْـوَابِ السـَّمَواتِ دُونَهُـمْ
قِيــامٌ عَلَيْهِــا بِالْمَقَالِيـدِ رُصـَّدُ
فَنِعْــمَ الْعِبـادُ الْمُصـْطَفَوْنَ لِأَمْـرِهِ
وَمِــنْ دُونِهِــمْ جُنْـدٌ كَثِيـفٌ مُجَنَّـدُ
مَلَائِكَــــةٌ لَا يَفْتُـــرُونَ عِبَـــادَةً
كَرُوبِيَّـــةٌ مِنْهُــمْ رُكُــوعٌ وَســُجَّدُ
فَســَاجِدُهُمْ لَا يَرْفَـعُ الـدَّهْرَ رَأْسـَهُ
يُعَظِّـــمُ رَبَّـــاً فَـــوْقَهُ وَيُمَجِّــدُ
وَرَاكِعُهُـمْ يَعْنُـو لَـهُ الدَّهْرَ خَاشِعاً
يُــــرَدِّدُ آلَاءَ الْإلَــــهِ وَيَحْمَـــدُ
وَمِنْهُـمْ مُلِـفٌّ فِـي الْجَنـاحَيْنِ رَأْسَهُ
يَكَـــادُ لِـــذِكْرَى رَبِّــهِ يَتَفَصــَّدُ
مِــنَ الْخَـوْفِ لَا ذُو سـَأْمَةٍ بِعِبَـادَةٍ
وَلَا هُــوَ مِـنْ طُـولِ التَّعَبُّـدِ يُجْهَـدُ
وَدُونَ كَثِيـفِ الْماءِ فِي غَامِضِ الْهَوَى
مَلَائِكَـــةٌ تَنْحَـــطُّ فِيــهِ وَتَصــْعَدُ
وَبَيْــنَ طِبَـاقِ الْأَرْضِ تَحْـتَ بُطُونِهـا
مَلَائِكَـــةٌ بِــالْأَمْرِ فِيهــا تَــرَدَّدُ
فَسـُبْحَانَ مَـنْ لَا يَعْـرِفُ الْخَلْقُ قَدْرَهُ
وَمَـنْ هُـوَ فَـوْقَ الْعَـرْشِ فَـرْدٌ مُوَحَّدُ
وَمَــنْ لَـمْ تُنَـازِعْهُ الْخَلَائِقُ مُلْكَـهُ
وَإِنْ لَــمْ تُفَـرِّدْهُ الْعِبَـادُ فَمُفْـرَدُ
مَلِيـكُ السـَّمَواتِ الشـِّدَادِ وَأَرْضـِها
وَلَيْــسَ بِشــَيْءٍ عَــنْ قَضـَاهُ تَـأَوُّدُ
هُو اللهُ بَارِي الْخَلْقِ وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ
إِمَــاءٌ لَـهُ طَوْعـاً جَمِيعـاً وَأَعْبُـدُ
وَأنَّـى يَكُـونُ الْخَلْقُ كَالْخالِقِ الَّذِي
يَــدُومُ وَيَبْقَــى وَالْخَلِيقَـةُ تَنْفَـدُ
وَلَيْــسَ لِمَخْلُـوقٍ مِـنَ الـدَّهْرِ جِـدَّةٌ
وَمَـنْ ذا عَلَـى مَـرِّ الْحَـوَادِثِ يَخْلُدُ
وَنَفْنَـى وَلَا يَبْقَى سِوَى الْوَاحِدِ الَّذِي
يُمِيـتُ وَيُحْيِـي دَائِبـاً لَيْـسَ يَهْمَـدُ
تُسـَبِّحُهُ الطَّيْـرُ الْجَوَانِحُ في الْخَفَى
وَإِذْ هِــيَ فـي جَـوِّ السـَّمَاءِ تُصـَعِّدُ
وَمِـنْ خَـوْفِ رَبِّـي سَبَّحَ الرَّعْدُ فَوْقَنا
وَســَبَّحَهُ الْأَشــْجَارُ وَالْــوَحْشُ أُبَّـدُ
وَسـَبَّحَهُ النِّينَـانُ وَالْبَحْـرُ زَاخِـراً
وَمَـا لَـمَّ مِـنْ شـَيْءٍ وَمَـا هُوَ مُقْلِدُ
أَلَا أَيُّها الْقَلْبُ الْمُقِيمُ عَلَى الْهَوَى
إِلَـى أَيِّ حِيـنٍ مِنْـكَ هَـذا التَّصـَدُّدُ
عَنِ الْحَقِّ كَالْأَعْمَى الْمُمِيطِ عَنِ الْهُدَى
وَلَيْـــسَ يَــرُدُّ الْحَــقَّ إِلَّا مُفَنِّــدُ
وَحَــالاتِ دُنْيــا لَا تَــدُومُ لِأَهْلِهـا
وَبَيْنـا الْفَتَـى فِيهـا مَهِيـبٌ مُسَوَّدُ
إِذَا انْقَلَبَــتْ عَنْـهُ وَزَالَ نَعِيمُهـا
وَأَصــْبَحَ مِـنْ تُـرْبِ الْقُبُـورِ يُوَسـَّدُ
وَفَــارَقَ رُوحـاً كَـانَ بَيْـنَ جَنـانِهِ
وَجَــاوَرَ مَــوْتَى مـا لَهُـمْ مُتَـرَدَّدُ
فَــأَيَّ فَتَــىً قَبْلِـي رَأَيْـتَ مُخَلَّـداً
لَـهُ فِـي قَـدِيمِ الـدَّهْرِ مـا يَتَوَدَّدُ
وَمَـنْ يَبْتَلِيـهِ الـدَّهْرُ مِنْـهُ بِعَثْرَةٍ
ســَيَكْبُو لَهــا وَالنَّائِبـاتُ تَـرَدَّدُ
فَلَـمْ تَسـْلَمِ الدُّنْيا وَإِنْ ظَنَّ أَهْلُها
بِصــِحَّتِها وَالــدَّهْرُ قَــدْ يَتَجَــرَّدُ
أَلَسـْتَ تَـرَى فِـي مَـا مَضَى لَكَ عِبْرَةً
فَمَـهْ لَا تَكُـنْ يَـا قَلْـبُ أَعْمَى يُلَدَّدُ
فَكُـنْ خَائِفـاً لِلْمَـوْتِ وَالْبَعْثِ بَعْدَهُ
وَلَا تَـكُ مِمَّـنْ غَـرَّهُ الْيَـوْمُ أَوْ غَـدُ
فإِنَّــكَ فــي دُنيـا غُـرورٍ لِأَهلِهـا
وَفيهـا عَـدوٌّ كاشـِحُ الصـَدرِ يُوقِـدُ
وَلَيْــسَ بِهَـا إِلَّا الرَّقِيـمُ مُجَـاوِراً
وَصـِيدَهُمُ وَالْقَـوْمُ فـي الْكَهْـفِ هُجَّدُ
وَسـَاكِنُ أَقْطَـارِ الرَّقِيعِ عَلَى الْهَوا
وَمِـنْ دُونِ عِلْـمِ الْغَيْـبِ كُـلٌّ مُسـَهَّدُ
وَلَــوْلَا وِثَــاقُ اللـهِ ضـَلَّ ضـَلَالُنا
وَقَــدْ ســَرَّنا أَنَّــا نُتَـلُّ فَنُـوأَدُ
تََـرَى فِيهِ أَنْبَاءَ الْقُرُونِ الَّتِي مَضَتْ
وَأَخْبَـارَ غَيْـبٍ فِـي الْقِيَامَـةِ تَنْجُدُ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ حَكِيمٌ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، إِذْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبِيَّ، وَيُقالُ إِنَّهُ عادَ مِنْ الشّامِ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ يُرِيدُ أَنْ يُسْلِمَ، فَلَمّا عَلِمَ بِمَقْتَلِ أَهْلِ بَدْرٍ وَفِيهِمْ أَخْوالُهُ امْتَنَعَ وَرَجَعَ إِلَى الطّائِفِ وَماتَ فِيها، وَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً عَلَى كُتُبِ أَهْلِ الكِتابِ وَمُتَأَثِّراً بِها فِي شِعْرِهِ، وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الخَمْرَ وَعِبادَةَ الأَوْثانِ وَآمَنَ بِالبَعْثِ، تُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلهِجْرَةِ.