
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَالطُّــوطَ نَزْرَعُــهُ فِيهــا فَنَلْبَســُهُ
وَالصــُّوفَ نَجْتَـزُّهُ مـا أَدْفَـأَ الـوَبَرُ
هِـىَ الْقَـرَارُ فَمـا نَبْغِـي لَهـا بَدَلاً
مَــا أَرْحَــمَ الْأَرْضَ إِلَّا أَنَّنــا كُفُــرُ
وَطَعْنَــةُ اللـهِ فـي الْأَعْـدَاءِ نَافِـذَةٌ
تُعْيِـي الْأَطِبَّـاءَ لا يُلْـوِي لَهـا السُّبُرُ
مِنْهــا خُلِقْنـا وَكَـانَتْ أُمُّنـا خُلِقَـتْ
وَنَحْــنُ أَبْنَاؤُهــا لَــوْ أَنَّنـا شـُكُرُ
وَيــوْمَ مَوْعِــدِهُمْ أَنْ يُحْشـَرُوا زُمُـراً
يَــوْمُ التَّغَـابُنِ إِذْ لَا يَنْفَـعُ الْحَـذَرُ
مُسْتَوْســِقِينَ مَــعَ الــدَّاعِي كَــأَنَّهُمُ
رِجْـلُ الْجَـرَادِ زَفَتْـهُ الرِّيـحُ تَنْتَشـِرُ
وَأُبْـــرِزُوا بِصـــَعِيدٍ مُســْتَوٍ جُــرُزٍ
وَأُنْــزِلَ الْعَـرْشُ وَالْمِيـزانُ وَالزُّبُـرُ
وَحُوســِبُوا بِالَّــذِي لَـمْ يُحْصـِهِ أَحَـدٌ
مِنْهُـمْ وَفـي مِثْـلِ ذَاكَ الْيَـوْمِ مُعْتَبَرُ
فَمِنْهُــــمُ فَــــرِحٌ رَاضٍ بِمَبْعَثِــــهِ
وَآخَــرُونَ عَصــَوا مَــأْوَاهُمُ الســَّقَرُ
يَقُــولُ خُزَّانُهُــمْ مــا كَـانَ عِنْـدَكُمُ
أَلَــمْ يَكُـنْ جَـاءَكُمْ مِـنْ رَبِّكُـمْ نُـذُرُ
قَـالُوا بَلَـى فَأَطَعْنـا سـَادَةً بَطَـرُوا
وَغَرَّنــا طُـولُ هَـذا الْعَيْـشِ وَالْعُمُـرُ
قَالُوا امْكُثُوا في عَذَابِ اللهِ ما لَكُمُ
إِلَّا السَّلاســــِلُ وَالْأَغْلَالُ وَالســــُّعُرُ
وَأُهْلِكُـــوا بِعَــذابٍ خَــصَّ دابِرَهُــمْ
فَمَـا اسْتَطَاعُوا لَهُ صَرْفاً وَلا انْتَصَرُوا
فَـــذَاكَ عَيْشـــُهُمُ لَا يَبْرَحُــونَ بِــهِ
طُـولَ الْمَقَـامِ وَإِنْ ضـَجُّوا وَإِنْ ضَجَرُوا
وَآخَــرُونَ عَلَـى الْأَعْـرَافِ قَـدْ طَمِعُـوا
بِجَنَّـــةٍ حَفَّهــا الرُّمَّــانُ وَالْخَضــَرُ
مِنْهُــمْ رِجَـالٌ عَلَـى الرَّحْمَـنِ رَِزقُهُـمُ
مُكَفَّـــرٌ عَنْهُــمُ الْأَخْبــاثُ وَالْــوَزَرُ
إِنَّ الْأَنَــامَ رَعَايــا اللــهِ كُلَّهُــمُ
هُــوَ الســَّلِيطَطُ فَــوْقَ الْأَرْضِ مُسـْتَطِرُ
وَلَيْــسَ يَبْقَــى لِـوَجْهِ اللـهِ مُخْتَلَـقٌ
إِلَّا الســــَّماءُ وَإِلَّا الْأَرْضُ وَالْكَفَـــرُ
لَــوْ كَــانَ مُنْفَلِــتٌ كَـانَتْ قَسَاقِسـَةٌ
يُحْيِيهُـمُ اللـهُ فـي أَيْـدِيهِمُ الزُّبُـرُ
وَلَيْـسَ ذُو الْعِلْـمِ بِـالتَّقْوَى كَجَاهِلِها
وَلَا الْبَصــِيرُ كَــأَعْمَى مَـا لَـهُ بَصـَرُ
فَاسـْتَخْبِرِ النَّـاسَ عَمَّـا أَنْـتَ جَـاهِلُهُ
إِذَا عَمِيـتَ فَقَـدْ يَجْلُـو الْعَمَى الْخَبَرُ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ حَكِيمٌ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، إِذْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبِيَّ، وَيُقالُ إِنَّهُ عادَ مِنْ الشّامِ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ يُرِيدُ أَنْ يُسْلِمَ، فَلَمّا عَلِمَ بِمَقْتَلِ أَهْلِ بَدْرٍ وَفِيهِمْ أَخْوالُهُ امْتَنَعَ وَرَجَعَ إِلَى الطّائِفِ وَماتَ فِيها، وَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً عَلَى كُتُبِ أَهْلِ الكِتابِ وَمُتَأَثِّراً بِها فِي شِعْرِهِ، وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الخَمْرَ وَعِبادَةَ الأَوْثانِ وَآمَنَ بِالبَعْثِ، تُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلهِجْرَةِ.