
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــاسُ المنيَّــةِ دائرٌ بيــنَ الـوَرَى
يســقي الكــبيرَ ولا يفـوتُ الأَصـغَرا
مــا هــذهِ الــدنيا بـدارِ إِقامـةٍ
الاَّ كطيــفِ الحلـم فـي سـِنَة الكـرى
كــلٌّ علــى هــذا الطريــقِ مسـافرٌ
لا بـــدَّ منـــهُ مقـــدَّماً ومــؤخراً
المــوتُ لا يُبقــى صــحيحاً ســالماً
الاّ بعلّـــــــــةٍ فتكســـــــــَّرا
هــذا أميــرُ المجــدِ بـاتَ موسـَّدا
بضــريحه المــبرورِ محلـولَ العُـرَى
هــذا هــو السـيف الصـقيل أصـابهُ
ســيفٌ مـن القـدر الـذي قـد قُـدِّرا
هــذا الــذي بــالأمس كـانَ مكـانهُ
شــُمَّ القصـورِ فكيـفَ يرضـي بـالثرى
تبكــي البلاغـةُ والبراعـةُ والحجـى
والعزمُ في الخطبِ الشديدِ إذا اعترى
لــو تعلـمُ الشـمسُ المنيـرةُ فقـدهُ
كســفت أو البــدرُ المنيـرُ تحيَّـرا
أو كـــانَ للحَجــرِ الأصــمّ مخــاجرٌ
أجــرى عليـهِ مـن المـدامعِ أنهُـرا
بكــت المكــارمُ والفضــائلُ حسـرةً
والحـزمُ فـي الأمـر المهـمِّ إذا جرى
ســارَ السـرورُ عـن السـريرِ لفقـدهِ
وعــن الســرائرِ والأسـرَّةِ قـد سـرى
وتحســـرت مهــجُ الرجــال تأســُّفاً
يــومَ النــوى ويحــقُّ إن تتحســرا
تســـقي مــدامعُها جــوانبَ تربــهِ
مثـــل الســحابِ منظَّمــاً ومنثَّــرا
ركــنٌ تهــدَّمَ فــي البلادِ فأصــبحت
صـــعقاتُ مصــرعهِ تخــوضُ الأبحــرا
حســَدَت بــهِ الأرضَ السـمآءُ فارسـلت
بملائكٍ صــعدت بــهِ أعلــى الــذرى
هــذا نهــارُ العيـدِ أصـبحَ مُظلِمـاً
وأعــار بهجتــهُ الــثرى فتنــوَّرا
يــــامَن تيَتَّمـــتِ البلادُ لفقـــدهِ
وتوشــَّحت ثــوبَ الحــدادِ الأَغبَــرا
كـــانت بإمــدادِ الأميــنِ أمينــةً
والــدهرُ لـم يَمـدُد إليهـا خنصـرا
يـا ركـنَ لبنـانَ العظيـمَ عليـكَ قد
كــادت رُبضــى لبنــانَ أن تتفطَّـرا
يــا دُرَّةً خــدرُ اللحـودِ غـدا لهـا
صــَدَفاً ودمـعُ العيـنِ بحـراً احمـرا
إن كنـتَ غبـتَ عـن العيـونِ فلم يزل
لـكَ رسـمُ شـخصٍ فـي القلـوبِ مصـوَّرا
مهلاً أَدافِنَــــهُ بجــــانبِ قُبَّــــةٍ
أَيسـوغُ دفنُـكَ فـي الـترابِ الجوهرا
لــو كــان يَظهــرُ للسـحابِ ضـريحُهُ
الاَّ علـــى صـــفحاتهِ لــم يمطــرا
قـد سـارَ عـن وادي المـدامع طالباً
كاســـاً طهــوراً للنفــوسِ مطهّــرا
نـــاداهُ ربُّ العــرشِ مــن كرســيِّه
هـا نحـنُ أعطينـا الأميـنَ الكـوثرا
وردة بنت ناصيف اليازجي.أديبة، من أهل كفر شيما (بلبنان) تعلمت في مدرسة البنات الأميركية ببيروت، وقرأت الأدب على أبيها، ونظمت الشعر، فاجتمع لها ديوان صغير سمته (حديقة الورد - ط)، واقترنت بفرنسيس شمعون سنة 1866م، وسكنت الإسكندرية وتوفيت فيها.أكثر شعرها في المراثي.وللآنسة ميّ: (وردة اليازجي - ط) رسالة.