
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَهَنَّــمُ تِلْــكَ لَا تُبْقِـي بَغِيّـاً
وَعَـــدْنٌ لَا يُطَالِعُهــا رَجِيــمُ
إِذَا شــَبَّتْ جَهَنَّــمُ ثُـمَّ فَـارَتْ
وَأَعْـرَضَ عَـنْ قَوَابِسـِها الْجَحِيمُ
تُحَـــشُّ بِصـــَنْدَلٍ صــُمٍّ صــِلَابٍ
كَــأَنَّ الضـَّاحِياتِ لَهـا قَضـِيمُ
فَتَســْمُو مــا يُعَنِّيهـا ضـَرَاءٌ
وَلَا تَخْبُــو فَيَبْرَدُهـا الشـُّرُومُ
فَهُـمْ يَطْفُـونَ كَالْأَقْـذَاءِ فِيهـا
لَئِنْ لَـمْ يَغْفِـرِ الـرَّبُ الرَّحِيمُ
بِدَانِيَــةٍ مِــنَ الْآفَــاتِ نَـزْهٍ
بَــرَاءٍ لَا يُــرَى فِيهـا سـَقِيمُ
ســـَوَاعِدُها تَحَلَّــبُ لَا تُصــَرَّى
بِهــا الْأَيْــدِي مُحَلَّلَـةً تَحُـومُ
يَفِيـضُ حِلَابُهـا مِـنْ غَيْـرِ ضـَرْعٍ
وَلَا بَشـــْمٌ وَلَا فِيهــا جُــزُومُ
فَيُحْــرَمُ عَنْهُــمُ وَلِكُــلِّ عَـزْفٍ
عَجِيـــجٌ لَا أَحَـــذُّ وَلَا يَتِيــمُ
فَــذَا عَســَلٌ وَذَا لَبَـنٌ وَخَمْـرٌ
وَقَمْــحٌ فــي مَنَــابِتِهِ صـَرِيمُ
وَنَخْــلٌ سـَاقِطُ الْقِنْـوَانِ فِيـهِ
خِلَالَ أُصـــُولِهِ رُطَـــبٌ قَمِيــمُ
وَتُفَّــــاحٌ وَرُمَّـــانٌ وَتِيـــنٌ
وَمَــاءٌ بَــارِدٌ عَــذْبٌ ســَلِيمُ
فَـذَاكَ جَـزَاءُ مَا عَمِلُوا قَدِيماً
وَكُـــلٌّ بَعْــدَ ذَلِكُــمُ يَــدُومُ
وَفِيهــا لَحْــمُ سـَاهِرَةٍ وَبَحْـرٍ
وَمَـا فَـاهُوا بِـهِ لَهُـمُ مُقِيـمُ
وَحُـورٌ لَا يَرَيْـنَ الشـَّمْسَ فِيهـا
عَلَـى صـُوَرِ الـدُّمَى فِيها سُهُومُ
نَــوَاعِمُ فـي الْأَرَائِكِ قَاصـِرَاتٌ
فَهُــنَّ عَقَــائِلٌ وَهُــمُ قُــرُومُ
عَلَــى ســُرُرٍ تُــرَى مُتَقَـابِلَاتٍ
أَلَا ثَــمَّ النَّضــارَةُ وَالنَّعِيـمُ
عَلَيْهِــمْ ســُنْدُسٌ وَجِيـادُ رَيْـطٍ
وَدِيبــاجٌ يُــرَى فِيهـا قُتُـومُ
وَحُلُّـوا مِـنْ أَسـَاورَ مِـنْ لُجَيْنٍ
وَمِــنْ ذَهَــبٍ وَعَســْجَدَةٍ كَرِيـمُ
وَلَا لَغْــوٌ وَلَا تَــأْثِيمَ فِيهــا
وَلَا غَـــوْلٌ وَلَا فِيهــا مُلِيــمُ
وَكَـــأْسٌ لَا تُصــَدِّعُ شــَارِبيها
يَلَـذُّ بِحُسـْنِ رُؤْيَتِهـا النَّـدِيمُ
تُصــَفَّقُ فِـي صـِحَافٍ مِـنْ لُجَيْـنٍ
وَمِـــنْ ذَهَــبٍ مُبَارَكَــةٍ رَذُومُ
إِذَا بَلَغُوا الَّتي أَجْرُوا إِلَيْها
تَقَبَّلَهُــمْ وَحُلِّــلَ مَــنْ يَصـُومُ
وَخُفِّضــَتِ النُّــذُورُ وَأَرْدَفَتْهُـمْ
فُضـُولُ اللـهِ وَانْتَهَـتِ الْقُسُومُ
وَتَحْتَهُــمُ نَمَــارِقُ مِـنْ دِمَقْـسٍ
وَلَا أَحَــدٌ يُــرَى فِيهِـمْ سـَئِيمُ
ســَلَامَكَ رَبَّنــا فـي كُـلِّ فَجْـرٍ
بَـرِيئاً مـا تَلِيـقُ بِكَ الذُّمُومُ
عِبَــادُكَ يُخْطِــؤونَ وَأَنْــتَ رَبٌّ
بِكَفَّيْــكَ الْمَنَايــا وَالْحُتُـومُ
غَــدَاةَ يَقُــولُ بَعْضـُهُمُ لِبَعْـضٍ
أَلَا يــا لَيْــتَ أُمَّكُــمُ عَقِيـمُ
فَلَا تَــدْنُو جَهَنَّــمُ مِـنْ بَرِيـءٍ
وَلَا عَــدْنٌ يَحُــلُّ بِهـا الْأَثِيـمُ
بَرِيـءُ النَّفْـسِ لَيْـسَ لَها بِأَهْلٍ
وَلَكِــنَّ الْمُسـِيءَ هُـوَ الْمَلُـومُ
تَأَمَّــلْ صــُنْعَ رَبِّـكَ غَيْـرَ شـَكٍ
بِعَينِـكَ كَيْـفَ تَخْتَلِـفُ النُّجُـومُ
فَمَــا تَجْـرِي سـَوَابِقُ مُلْجَمـاتٌ
كَمَــا تَجْــرِي وَلَا طَيْـرٌ يَحُـومُ
رَوَابٍ فـي النَّهَـارِ فَما تَرَاها
وَيمْشــِي مَشـْيَ لَيْلَتِهـا تَعُـومُ
هُـوَ الْمُجْـرِي سـَوَابِقَها سِرَاعاً
كَمَـا حَبَـسَ الْجِبـالَ فَما تُرِيمُ
وَكَـمْ كُنَّـا بِهـا مِـنْ فَرْطِ عَامٍ
وَهَــذا الـدَّهْرُ مُقْتَبَـلٌ حَسـُومُ
أَلَا تِلْــكَ الْمَســَرَّةُ لَا تَــدُومُ
وَلَا يَبْقَـى عَلَـى الدَّهْرِ النَّعِيمُ
وَمـا يَبْقَـى عَلَى الْحِدْثَانِ غُفْرٌ
بِشـــــَاهِقَةٍ لَــــهُ أُمٌّ رَؤُومُ
تَبِيــتُ اللَّيْـلَ حَانِيَـةً عَلَيْـهِ
كَمَــا يَخْرَمِّــسُ الْأَرْخُ الْأَطُــومُ
تَصــَدَّى كُلَّمــا طَلَعَــتْ لِنَشـْزٍ
وَوَدَّتَ أَنَّهـــا مِنْـــهُ عَقِيــمُ
أَلَا يـا وَيْلَهُـمْ مِـنْ حَـرِّ نَـارِ
كَصــَرْخَةِ أَرْبَعِيـنَ لَهَـا وَزِيـمُ
وَلَا يَتَنَــازَعُونَ عِنَــانَ شــِرْكٍ
وَلَا أَقْــوَاتَ أَهْلِهِــمُ الْقُسـُومُ
وَلَا قَــرْنٌ يُقَــزَّزُ مِــنْ طَعَـامٍ
وَلَا نَصـــِبٌ وَلَا مَــوْلَى عَــدِيمُ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ حَكِيمٌ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، إِذْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبِيَّ، وَيُقالُ إِنَّهُ عادَ مِنْ الشّامِ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ يُرِيدُ أَنْ يُسْلِمَ، فَلَمّا عَلِمَ بِمَقْتَلِ أَهْلِ بَدْرٍ وَفِيهِمْ أَخْوالُهُ امْتَنَعَ وَرَجَعَ إِلَى الطّائِفِ وَماتَ فِيها، وَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً عَلَى كُتُبِ أَهْلِ الكِتابِ وَمُتَأَثِّراً بِها فِي شِعْرِهِ، وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الخَمْرَ وَعِبادَةَ الأَوْثانِ وَآمَنَ بِالبَعْثِ، تُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلهِجْرَةِ.