
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـــا ســَدِكَت عِلَّــةٌ بِمَــورودِ
أَكــرَمَ مِــن تَغلِــبَ بـنِ داوُّدِ
يَـأنَفُ مِـن ميتَـةِ الفِـراشِ وَقَد
حَــلَّ بِــهِ أَصــدَقُ المَواعيــدِ
وَمِثلُــهُ أَنكَــرَ المَمـاتَ عَلـى
غَيــرِ سـُروجِ السـَوابِحِ القـودِ
بَعــدَ عِثــارِ القَنــا بِلَبَّتِـهِ
وَصــــَربِهِ أَرؤُسَ الصــــَناديدِ
وَخَوضـــِهِ غَمــرَ كُــلِّ مَهلَكَــةِ
لِلــذِمرِ فيهــا فُـؤادُ رِعديـدِ
فَــإِن صــَبَرنا فَإِنَّنــا صــُبُرٌ
وَإِن بَكَينـــا فَغَيــرُ مَــردودِ
وَإِن جَزِعنـــا لَـــهُ فَلا عَجَــبٌ
ذا الجَزرُ في البَحرِ غَيرُ مَعهودِ
أَيــنَ الهِبـاتُ الَّـتي يُفَرِّقُهـا
عَلــى الزَرافــاتِ وَالمَواحيـدِ
ســالِمُ أَهــلِ الـوِدادِ بَعـدَهُمُ
يَســـلَمُ لِلحُـــزنِ لا لِتَخليــدِ
فَمـا تُرَجّـي النُفـوسُ مِـن زَمَـنٍ
أَحمَــدُ حــالَيهِ غَيــرُ مَحمـودِ
إِنَّ نُيــوبَ الزَمــانِ تَعرِفُنــي
أَنـا الَّـذي طـالَ عَجمُهـا عودي
وَفـيَّ مـا قـارَعَ الخُطـوبَ وَمـا
آنَســـَني بِالمَصــائِبِ الســودِ
مـا كُنـتَ عَنـهُ إِذِ اِستَغاثَكَ يا
ســَيفَ بَنــي هاشــِمٍ بِمَغمــودِ
يـا أَكـرَمَ الأَكرَمينَ يا مَلِكَ ال
أَملاكِ طُــرّاً يـا أَصـيَدَ الصـيدِ
قَـد مـاتَ مِـن قَبلِهـا فَأَنشـَرَهُ
وَقـعُ قَنـا الخَـطِّ في اللَغاديدِ
وَرَميُـكَ اللَيـلَ بِـالجُنودِ وَقَـد
رَمَيـــتَ أَجفـــانَهُم بِتَســهيدِ
فَصـــَبَّحَتهُم رِعالُهـــا شــُزَّباً
بَيــنَ ثُبــاتٍ إِلــى عَباديــدِ
تَحمِـلُ أَغمادُهـا الفِـداءَ لَهُـم
فَاِنتَقَــدوا الضـَربَ كَالأَخاديـدِ
مَــوقِعُهُ فــي فِــراشِ هــامِهِمُ
وَريحُــهُ فــي مَنــاخِرِ السـيدِ
أَفنـى الحَيـاةَ الَّـتي وَهَبتَ لَهُ
فــي شــَرَفٍ شــاكِراً وَتَســويدِ
ســَقيمَ جِســمٍ صــَحيحَ مَكرُمَــةٍ
مَنجــودَ كَــربٍ غِيــاثَ مَنجـودِ
ثُـمَّ غَـدا قَيـدُهُ الحِمـامُ وَمـا
تَخلُــصُ مِنــهُ يَميــنُ مَصــفودِ
لا يَنقُــصُ الهـالِكونَ مِـن عَـدَدٍ
مِنـــهُ عَلِــيٌّ مُضــَيَّقُ البيــدِ
تَهُــبُّ فــي ظَهرِهــا كَتــائِبُهُ
هُبــوبَ أَرواحِهــا المَراويــدِ
أَوَّلُ حَــرفٍ مِــنِ اِســمِهِ كَتَبَـت
ســَنابِكُ الخَيـلِ فـي الجَلاميـدِ
مَهمـا يُعَـزُّ الفَـتى الأَميـرَ بِهِ
فَلا بِإِقــــدامِهِ وَلا الجــــودِ
وَمِــن مُنانــا بَقــائُهُ أَبَـداً
حَتّـــى يُعَــزّى بِكُــلِّ مَولــودِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.