
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تجـــرع الصــبر ولا تشــرق
قـد لاح فجـر الفضل من مشرق
لا تقتنفـي الآثـار ايـاك لا
تسـلك بهـذا المسـلك الضيق
فـأنت ذو عرجـاء ان سـابقت
خيــل تلاميــذ لنــا تسـبق
مـا لـي أراك لا تهـاب الذي
علمـــك الشــعر ولا تتقــي
ألـم تكن نحوى فماذا العرو
ض عـن بـديع اللفظ والمنطق
قـد كنت لي فيما مضى رونقا
فكـف قـد غيـرت يـا رونقـي
مـاتت اسـا نفسي فقاطع ترى
مـا يفعـل الفيل مع البيدق
واللّـه لـولا الخوف من وصفك
الطويــل بالمكـابر الاحمـق
نقضـت مـا نسـجت مـن غزلنا
مـــن غــزل مجمــع ملحــق
قـد كنـت فـي خزينتي حيثما
خبــأت فيهـا فـاخرا تسـرق
عليـك بالخيـل ولعـب القنا
والصـيد بالخـازر والجوسـق
تعليمــك الشـاهين مستحسـن
وأنـت فـي ذا الفن لم تلحق
أتقنـت علـم الصيد يا سيدي
والرمـي بالسـهم وبالبنـدق
دع عنك دعوى الشعر إن الذي
أغـــواك شــر كــائد أزرق
لا تتعـب النفـس فهـذا لنـا
رزق وانــت منـه لـم تـرزق
عليك بالجمع وبالفرق والتق
ييـــد والمنــزه المطلــق
والعـالم الاكـبر كيف انطوى
بالعــالم الاصـغر قـم حقـق
مـا أنـت من فرسان ميداننا
تطــاعن الشــوس بلا مرفــق
فهـل شـربت الـراح في روضة
غنـاء بيـن الـورد والزنبق
مـن كـف عـذراء لقـد زينـت
بالحسـن لبس الشنف والقرطق
كانهـا اللـدن إذا مـا بدت
تميــس فـي ذوابـة السـنجق
لم تشرب الراح ولم تنهب ال
فرصــة بالـدهر ولـم تعشـق
مـا ينظـم الشـعر سوى فاجر
مـتى راى الـدهر صـفا يفسق
بـاللّه هـل غـرك زهـدى وهل
تحسـبني طـول المـدا متقـي
لا والـــذي قيــدني باســه
وقــد اشــاب عـدله مفرقـي
لــولاه مـا سـابقني للهنـا
واللهــو ابليـس علـى سـبق
واي جبـــار اذا مـــا رأى
ابـا مـراد صـال لـم يقلـق
بـدر الـوزارة الـتي قبلها
رقـي العلا وهـي بـه ترتقـي
وراودتــه صــبوة اذ أتــت
تشـكوه مـا بقلبهـا الشـيق
مــا خلــق اللّــه بـاخلاقه
فــي آل عثمـان ولـم يخلـق
فلـم يـزل ينظـر اعتابه ال
دهــر بطــرف شــاخص مطـرق
ولـو دعـا الصبح لشق الدجى
ركضـا مـن الفجـر على ابلق
بشـرى لبغداد لقد نالت الس
ودد والفخـــر علــى جلــق
فهــذه النفحــة مــن ربـه
لـولاه فيهـا الطيب لم يعبق
يا زمن المأمون فالفضل للآ
خـــــر لا للأول الاســـــبق
وانمــا المـأمون مـع آلـه
كقطــرة مـن جـوده المغـرق
لا تعجبوا ان نظر الدهر وال
كــائد نحـوى نظـر المحنـق
لقيـت مـا قـد ضاع مني وقد
اصـبحت عبـد الملـك المعبق
ادامـه اللّـه وكـم قـد عفا
عـن زلـة كالوالـد المشـفق
حسن بن عبد الباقي الموصلي.شاعر، من أهل الموصل، له ديوان شعر مطبوع.