
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــعرٌ صــرِيعٌ والبيــانُ قتيـلُ
فمَصـَانِعُ القَـولِ البـديعِ طُلُـولُ
وزُهــورُ بُسـتانِ المعـارِفِ ذُبَّـلٌ
وكـواكِبُ الخلـقِ العظِيـمِ أُفُـولُ
الشــَّرقُ يبكِــي شـامُهُ وعراقُـهُ
ومـدامِعُ الغـربِ العَمِيـدِ سـُيُولُ
يتسـارَعُون إِلَـى الكِنانَـةِ خُشَّعاً
فَمُصــَابُهَا بيـن الشـُّعُوبُ جَليـلُ
ثكلَـى علَـى شـوقِي تشـُقُّ جُيُوبَها
أهرامُهــا وصــعِيدُها والنِّيــلُ
دَارُ النِّيَابَـةِ فِـي مُروطِ حِدَادِهَا
نُوَّابُهـــا ومَلِيكُهــا والجِيــلُ
مَلِــكُ الكَلامِ نظيمِــهِ وَنَثِيــرِهِ
عــرشُ القريــضِ منكَّــسٌ مخـذُولُ
هـل في العصابَةِ مَن عَهدتَ لَهُ بِهِ
فنظِيمُــهُ إن قَــالَ كيـفَ تَقُـولُ
هـل للقَريـضِ عَقِيبَهَـا مِـن مالِكٍ
لرِقَابِهَــا أم للفقِيــدِ مثيــلُ
ضـيفُ الحِمَـامِ قِـراهُ نفسَ مُضيفِهِ
والضـَّيفُ إن سـَلَبَ النُّفُـوسَ ثَقِيلُ
فِـي ذِمَّـةِ اللـهِ الوفيّـةِ راحِـلٌ
أكفــاؤُهُ فـي القَـاطِنينَ قَلِيـلُ
إنَّ الرَّحيـلَ عـنِ الـدِّيَارِ بليَّـةٌ
قَســـَمَ البلاَدِ تفـــرُّقٌ ورحيــلُ
هِــي رحلــةٌ محتومَــةٌ لمنـازِلٍ
لا يُرتَجَـــى لِقَطينِهـــنَّ قُفُــولُ
أرواحُهُـــم مجموعَــةٌ بعــوالِمٍ
حـارَت بِهـا طـولَ الـدُّهُورِ عُقُولُ
كُشـِفَ الحِجَـابُ فَما يُرَى أَثَرٌ لَهَا
إِلاَّ مـــرَاء والـــرُّؤَى تضــليلُ
أمَّـا الَّـذِينَ تشـَبَّثُوا بحُضـُورِهَا
فحــديثُهُم بيــنَ الأَنَـامِ فُضـُولُ
الــروحُ للـرَّبِّ الكرَيـمِ وأمـرِهِ
تـــدبيرُها ومصــيرُها موكــوُلُ
يـا نـاظِرَ السـِّحرِ الحَلاَلِ قَلائِداً
خرزَاتُــه التجنِيــسُ والتَّكميـلُ
ودَّت عــرائِسُ مِـن صـَمِيمِ كِنانَـةٍ
لَــو أنَّــهُ بنُحورِهــا مجعُــولُ
ومبلِّــغ الحكـمِ البوالِـغِ أمَّـة
كــادت لأهــواءِ المُميـلِ تمِيـلُ
يكفيـكَ أن لغَـى الجزيـرَة ثُكَّـلٌ
آماقُهـــا بــالأرجُوانش تســِيلُ
ومدارِســاً ومســاجدِاً معمُــورَةً
يبكِيــكَ فِيهــا فتيَــةٌ وكُهُـولُ
ومنـازِلُ العُـربِ الكِـرامِ مـآتِمٌ
ودُعــاءُ أُمَّــةِ أحمَــدٍ مَقبُــولُ
يجــزونَ مــا قـدَّمتَهُ لجَمِيعهِـم
فجَـزاءُ مَـن فعـلَ الجَميـلَ جَمِيلُ
لـو طَـال عُمرٌ فِي الحياةِ لمُبدِعٍ
لبقيـتَ مـا نظـمَ البـديع طويلُ
أَو كـانَ يُهـدَى بالبـديعِ ولفظِهِ
لتســارَعَ التطرِيــزُ والتَّفصـِيلُ
وتَرَاكَضَ التَّصريعُ والتَّعديد والتَّ
دبيــجُ والتّنكيــثُ والتّعلِيــل
لغَةً الكتابِ هواكَ مِن زمنِ الصِّبَا
وبِهــا قصـائِدُكَ الحِسـَانُ حُجُـولُ
فمَـنِ الأدِيـبُ خِلاَفُ أحمَـدَ تبتَغِـي
يَـا رَبِّ أنـتَ لَـذا اللسان وكِيلُ
بــالأمسِ حــافِظه مضـَى لسـَبِيلهِ
واليـومَ شـوقِي في القُبُورِ نزِيلُ
أهــلُ الخُلُـودِ لُغـاتُهُم عربِيَّـةٌ
فنصـِيبُ شـوقِي في الجِنانش جَزِيلُ
ومَــــديحُهُ لمحمــــد ولآلِـــهِ
وصـــحابِه ظــلٌّ هنــاك ظَلِيــلُ
ديوانُــك الزَّاهِـي كـأبهَى جنَّـةٍ
لَـكَ بالبَقَـاءِ وبالثَّنَـاءِ كَفِيـلُ
نــدَّت مَعــانٍ مِـن دَوَاوِنَ سـهلَة
وَبِـهِ المَعَـانِي والبـديعُ سـُهُولُ
روضُ الجزيـرة مِنـه أخضـَرُ يانِعٌ
وخمــائِلُ الفيحَـاءِ فِيـه فُصـُولُ
ومســارِحُ الغـزلاَنِ بيـنَ سـُطُورِهِ
ورِثـــاؤُه للنَّــابِغينض ذُيُــولُ
ومواقِـفُ الشـُّجعانِ بعـضُ عروضـِهِ
ومناهــجُ الحُكَمَـاءِ فِيـهِ دَليـلُ
إن كـانَ فـي رُسلِ القَوافي خاتِمٌ
آمنــت شــَوقِي خــاتِمٌ وَرَســُولُ
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.