
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـم عَلَّقَـت دولَـةُ الأشـرافِ مِن أملِ
عليـكَ يـابنَ أَمِيـرِ المُؤمِنِينَ علي
مُذ كُنتض طفلاً وَقَد حَانَ الجُلُوسُ علَى
أريكَــة العـرشِ فِـي أيَّامِـكَ الأُوَّلِ
وأنـتَ ترنُـو إلَيهـا وَهـيَ رانِيَـةٌ
رغـمَ الحَسـودِ ومـا يُخفِيهِ من حِيَلِ
لَمَّــا ترحَّــلَ للفــردَوسِ ســيِّدُنَا
أبُـو المحاسـِنِ يَومَ الحادِثِ الجَلَلِ
وظلَّــتِ الكُــبراءُ الصـِّيدُ والِهَـةً
مِــن حـازِمٍ واجـمٍ أَو عاقِـلٍ وهَـلِ
وقـامَ مـن جهل الوجد الشَّدِيد بِها
يقُـولُ لَـم أرَ للسـُّلطَانِ مِـن بَـدَلِ
شـقَّت إليـكَ صـُفُوفُ القـومِ قائِلَـةً
مُحمَّــدٌ هُــوَ عنــدِي غايَـةُ الأَمَـلِ
لبسـتَها حُلَّـةً أردانَهـا الشَّرَفُ ال
صـَّمِيمُ والنَّصـرُ فِـي سـهلٍ وَفِي جَبَلِ
وسـائِرُ الحُلَّةِ القمراءِ مِن كَرَمِ ال
أخلاقِ كالصـِّدقِ فـي قُـولٍ وَفِـي عَمَلِ
غَضـَنفَرُ الغيـلِ إِسـماعِيلُ ناسـجُهَا
وَهـل لمّـا حـاكَ إسـماعِيلُ مِن مَثَلِ
وَلَـم تـزَل آلُـهُ الأَكفَـاءُ تحرُسـُها
بالرِّفقش والعدلِ أو بالعَضبِ والأَسَلِ
مـا رامَهـا جاهشـلٌ يتقـادُهُ طمَـعٌ
بالسـُّوءِ إلاَّ رمـاهُ اللـهُ بالفَشـَلِ
حَلَلـتَ فِيهـا سـماءَ المجدِ مُبتَهِجاً
اللـهُ أكبَـرُ مـا أبهاك فِي الحُلَلِ
ذَوُو العُـروشِ ملُـوكٌ أنـتَ أشـرَفُهُم
وخيرُهُـم جُملـةً فـي سـائِر الجُمَـلِ
ســُماكَ أحسـَنُ مِـن أسـمائِهِم وَمُـح
يَّـاكَ الوسـيمُ ومـا تُوتيهِ من نِحلِ
مهَّــدتَ مَملَكَــةً مَـا نالَهـا مَلِـكٌ
بالعقلِ والحزمِ لا بالجَهلِ والمَلَلش
ألقَــت إِليــكَ صـنادِيدٌ مقاوِدَهـا
مِــن طـائِعٍ طـامِعٍ أو راهِـبٍ وَجِـلِ
ثُــمَّ التَفَـتَّ لأَمـرِ الـدِّينِ تُصـلِحُهُ
بـالعِلمِ دُمـتَ لَنـا مِـن مُصلِحٍ نَكِلِ
فـالعلمُ والـدينُ منجـاةٌ ومنبَهَـةٌ
والـدِّينُ مُنفَـرداً ضـربٌ مِـن الكَسَلِ
خُرافَـــةٌ واتِّكــالٌ لا مَحَــلَّ لَــهُ
والعِلـمُ مُنفـرِداً نـوعٌ مـنَ الخَطَلِ
طيــشٌ معهَــدَ فـاسٍ فاسـتقام وَزَا
ل عنـهُ مـا كـانَ من حَشوٍ وَمِن خَلَلِ
وَذِي المســاجِدُ تبنيهـا وتعمرُهـا
بــالوَحيِ مِـن أَثَـرٍ أَو سـُورٍ طِـوَلِ
مصــاحِفُ الــذكرِ للقُـرَّاء ماثِلَـةٌ
تُرضـِي الإِلـه وترضـِي خـاتمَ الرُّسلِ
وهَــذِهِ الجفنَــاتُ الغــرُّ لامِعَــةٌ
لجـــائِعٍ ســَغِبٍ أَو عــاجِزٍ وَكِــلِ
قـد أذِن اللهُ أن تُبنَى البُيُوتَ لَه
وأن تُعمَّــرَ فِــي الأسـحارِ والأصـُلِ
شـِدت ابـنَ يُوسـُفَ للبيضَاءِ جاَمِعَها
كمـا بعاصـِمَةِ الحمـراء شـاد على
لكِنَّـــه حِميـــري فِــي إِضــافَتِهِ
وأنــتَ شـبلُ قُريـشٍ سـادَةِ الـدٌُُّول
وزِنتَــهُ بِحجــالٍ لاَ كِفَــاءَ لَهَــا
وليـسَ فِـي مسـجدِ الحمراءِ من حجَلِ
بيـتُ الصـَّلاةِ عمـادُ الدِّين قُرَّةُ عَي
نِ كــلِّ مُحتِمِــلٍ للــدينِ مُمتَثِــلِ
رَمَـى لَـكَ اللهُ مفتاحَ الخزائِنِ مِن
صـوامِتِ المـالِ والأنجـالِ والخَـوَلِ
بَنَـى لَـكَ اللـهُ قصـراً فِي فرادِسِهِ
ومـدَّ سـُبحانَهُ فـي المُلـكِ والأَجَـلِ
وصــان فضـلا ولـيَّ العـرش وارثِـهِ
للــه درُّكُمــا مــن مالِـكٍ وَوَلِـي
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.