
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَــد جَـاءَهُ نبـأٌ مـا كَـادَ يسـمَعُهُ
حَتَّــى هَمَـى بِـدِماءِ الحُـزنِ مَـدمَعُهُ
فَزَعزَعَــت صــَبرَهُ البلـوَى بأسـطُرِه
يَـالأي مـا كـانَتِ البلـوَى تُزَعزِعُـه
ومَـــلَّ مضــجَعَهُ إِذ بَــاتَ يقــذفُه
قَــضٌّ إِلَــى قُضــَضٍ تجفِيــهِ أضـلُعُهُ
يُـــذِيعُهُ كـــاتبٌ شــُلَّت أنــامِلُهُ
وجــاء مــن بعـد ذا بـرقٌ يُروِّعُـهُ
وتـــاجِرٌ فــاجِرٌ تُقــدِي مطــابِعُهُ
لا راجَ متجَــــرُهُ لا دَارَ مطبَعُــــهُ
والمـوتُ حتـمٌ وكـلُّ النَّـاسِ ذائِقُـهُ
وليــسَ يُــدرِكُ عقــلٌ أَيـنَ مـوقِعُهُ
كَــم ســائِرٍ ســَارَ آلافــاً مُؤلَّفَـةً
وَكَـانَ فِـي البَحـرِ بالتَّيَّـارِ مصرَعُهُ
أَو طـــائرٍ طــارَ آلافــاً مُؤَلَّفَــةً
وطـارَ حِينـاً فطـارَ الحَيـنُ يتبَعُـهُ
وَســـَخَّرَ البحــرَ مَلاَّحٌ فَــدَانَ لَــهُ
وكـانَ فِـي البَـرِّ فاغتـالَتهُ أكرُعُه
نَعَـى النُّعَـاةُ لَنَـا مِـن طَيبَةٍ خَضِراً
هــذَا هُـوَ الـرُّزءُ أدهـاهُ وأَفجَعُـهُ
لا يقبـضِ اللـهُ هَـذَا العلم مُنتزِعاً
لَكِــن بقبـضٍ كهـذَا الحـبرِ ينزَعُـهُ
خــرقٌ بحُلَّــةِ هَــذَا الـدِّينِ مُتَّسـِعٌ
لا شـيخ بعـد ابِـي الزَّهـراءِ يرقَعُهُ
بَـدرُ التَّمـامِ تغيـبُ اليَـومَ طَلعَتُه
والأَمــرُ للــوارِثِ البَـاقِي نُرجِّعُـهُ
بالســَّاحِل الأسـعَدِ الشـرقيِّ مغرِبُـهُ
وَمِـن شـواطِىء مـوج البَحـر مطلعُـهُ
لمَّــا اســتهلَّ علَـى شـَنقِيطَ صـيِّبُهُ
فاخضــلَّ مربَعُــهُ واخضــرَّ مرتَعُــهُ
جَرَى ابنُ ما يَابَى في صحرائَهَا نهرَا
مِــنَ الأحــادِيثِ والآيــات منبَعُــهُ
حـتى ابـن ُزيدانَ رأسُ المالِكيّ بِهَا
قَـد قَـامَ عَـن حُكمِـهِ بالفِقه يُرجِعُهُ
للــهِ مِنــه وَمِــن إِلقــائِهِ سـَنَدٌ
قَـد كَـان فِـي مسجِدِ البطحَاءِ يرفَعُهُ
كَـــانَ أحمَــدُ يُملِيفِــي مســانِدِهِ
عَــن ابنــش قَطَّــانَ والآلافُ تسـمَعُهُ
جَهابِـذُ العلـمِ فـي فـاسٍ كفاكَ بِهِم
بِحَضــرَةٍ المَلِــكِ المِسـمَاحِ ترفَعُـهُ
إِذَا تجـــرَّأَ قيــدُومٌ فنــاظَرَهُ ان
بَـرَى لَـهُ الشـَّيخُ بالبُرهـانِ يُقنِعُهُ
وَهُــم هُـمُ العُلمـاءُ اللـه فضـَّلَهُم
عَمَّــن بمصـرَ ومَـن بالشـَّامِ تجمَعُـهُ
قـومٌ أقَـامُوا مِـنَ القُـرآنِ مُحكمَـهُ
وَعِنــدَهُم مشـن بلاغِ الختـمِ أَقطَعُـهُ
وَمِـن أفـانِينِ أسـرار اللُّغَـى عَجَـبٌ
والفَـرعُ مِـن أصـلِهِ الأَقـوَى تفَرُّعُـهُ
تتبَّعُـوا الحَـقَّ فِـي قـولٍ وَفِـي عَمَلٍ
فمــــا دَيــــادِنهُم إِلاَّ تَتَبُّعُـــهُ
فكيــفَ تعــدلُ بـاللاّئِي لَهَـا صـَخبٌ
عَلَــى خَيـالِ غُـواةِ العُجـم تَطبَعُـهُ
تنـوّعَ العَـأرُ فـي كـبرى مَرَاسـِخِهَا
لاَ حَبَّـــذَا بَلَـــدٌ فِيـــهِ تَنــوُّعُهُ
تراجـــمٌ حُشــِرَت لحنــاً وسَفســَفَةً
كَأنَّهـــا خَلِـــقٌ بَـــالٍ تُرَقِّعُـــهُ
مــا ثَـمَّ إِلاَّ بَقَايـا فِـي أزاهِرِهَـا
مِنهــا إِلَـى اللـهِ جَنـبٌ لا تُضـيِّعُهُ
مَــا فِيهِــمُ الآنَ إِلاَّ بِــائسٌ أســِفٌ
يبكِي علَى الدِّينِ مُضنَى القلبِ مُوجعُهُ
ســَلُوهُمُ وسـَلُوا العبَّـاسَ عَـن خَضـرٍ
وَمَــا مِــنَ الخُلُـقِ الأَعلَـى يُجَمِّعُـهُ
لا عَيــبَ فِـي الشـَّيخِ إِلاَّ أنَّ صـاحِبَهُ
إِن زَاغَ يُرشــِدُهُ أو جَــاعَ يُشــبِعُهُ
كــأنَّنِي بأســاطِينِ الفَطَاحِـلِ بِـال
وادِي تُطَــأطِىء إذ كــانت تشــيِّعه
يَـا راحلاً عنـدَ خَيـر الخلَلقِ مَسكَنُهُ
وَفِـي المدينَـةِ خَيـر المُـدنِ مضجَعُهُ
قَـد كُنـتَ واللـهِ مُفتيهـا وعالِمَهَا
الحــقُّ ترفَعُــهُ والبطــلُ تــدفَعُهُ
صــَبرتَ لأواءَهَــا للــهِ فِــي نُـوَبٍ
لَــو مــسَّ أَصـغرهَا رضـوى يُضعضـعُه
فَلَـو رَأى مالِـكٌ مـا قَـد صَنَعتَ بِهَا
لقـال هـذا الَّـذِي قـد كُنـتُ أصنَعُهُ
سـَلوا الحُسَينَ المَليكَ الهاشِميَ بِهَا
وآلِـــهِ عَـــن زُلالٍ كــانَ يكرَعُــهُ
لَـم أنـسَ أيَّامَنَـا عِندَ الفقِيدِ بِهَا
الحَــقَّ نســمَعُهُ والعِلــمَ نرضــَعُهُ
قـالَ البـذيُّونَ مـا للشـَّيخ فارَقَهَا
ومــا لـه طَـابَ فِـي الأُردُنِ موضـعُهُ
واللــهُ أخرَجَــهُ منهــا وأرجعــهُ
للـــه مخرجُـــهُ منهــا ومرجِعُــهُ
محمد البيضاوي بن عبد الله بن محمد بن أمانة الله بن الأمين الشنكيطي.علامة أديب، كان رمزاً متميزاً في الذاكرة الشعرية المغربية زمن الحماية ومعلماً من معالمها البارزين، فقد أوتي قدرة فائقة على قول الشعر وصياغة قوافيه، فأبدع فيه لوحات شعرية خالدة تفيض رقة وعذوبة. ولد في بلدة جوك بمنطقة تكانت جنوب بلاد شنقيط في بيت علم وصلاح ينتهي نسبه إلى جاكان جد قبيلة تجكانت.حفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة والإعراب والصرف والتاريخ وهو ابن إحدى عشرة سنة على أمه خديجة بنت البيضاوي، رحل إلى السمارة مجاوراً الشيخ ماء العينين ومنها إلى مراكش سنة 1326هـ، ومنها إلى فاس وتنقل بين مصر والحجاز وهو في كل ذلك طالب للعلم والأدب.كان جريئاً مقداماً، كريماً محباً للطرب، مشاركاً في العلوم، كانت ثقافته شنقيطية قروية أزهرية فرنسوية.توفي في مراكش ودفن فيها.