
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـل لـدى الحرب ألسن النيران
عــن صـنيع الإنسـان بالإنسـان
أوسـل الأرض مـا جرى فسيول ال
دم فيهــا هــدارة بالبيــان
أو سـل الشـرق ما لقيت من ال
غــرب وعـدد غرايـب العـدوان
كــم بـريئات أنفـس أشـبعتها
غصـص المـوت جاشـعات الأمـاني
كــم مصـابيح أوجـه أطفأتهـا
واغــرات الصــدور بالشــنآن
كـم تـذيق النفـوس مـران حتف
وخــزات المــراء لا المــران
كـم ثمـار قـد أينعت من رؤوس
فجنتهـا بـالظلم كـف الجـاني
سـل قذيف المكسيم كم من خراب
سـيم خسـفا فيـه على العمران
كـم جريـح ملقـى وآخـر شـلواً
وصــريع مضــنى وآخــر عـاني
كـم رؤوس أودى بها حمم القلع
فســالت غـازاً علـى الجثمـان
كـل آن تهمـي القنابـل كالمر
ن عليهــا مــن الحميــم الآن
كـم نسـاء أضـحت أيامى تعانى
مـن يتـامى فقيـدها ماتعـاني
تعقـد الراحـتين بالقلب مهما
نــثرت بالــدموع عقـد جمـان
كـم ثكول تشجي الحمائم بالنو
ح فتبـــدى غــرائب الألحــان
ولكــــم أم واحـــد ذات رزء
مـا لهـا عـن عويلها من ثاني
أفهـذا وضـع السـلام علـى الأر
ض وهـــذا تمـــدن الإنســـان
أيهـا المسلمون هبوا فليس ال
مـــوت إلا حيـــاتكم بهــوان
قـد دهاكم ويل فماذا التمادي
وأتـاكم سـيل فمـاذا التواني
جـاءكم جـارف مـن الغـرب تيا
ر يهــد البنـا وأس المبـاني
يسـتغيث الاسـلام فيكـم فيلقـي
عنـــه منكــم تصــامم الآذان
صـارخاً فيكـم فهـل مـن سـميع
صـــرخات الإســـلام والقــرآن
أفيرجــو الاسـلام لقيـان سـلم
بعـد حـرب الطلبـان والبلقان
ان بيـض الوجـوه سـود إذا لم
تغـد حمـراً من النجيع القاني
ان لبـس الثيـاب خـزي إذا لم
تجعلوهــا لكــم مـن الاكفـان
انكـم والنسـاء ما لم تذودوا
عــن حماهــا عــدوكم ســيان
إنكـم والاوطـان فيهـا الأعادي
تتهــادى عــار علـى الاوطـان
إن عز الملوك في حفظها الأملا
ك لا فــي العــروش والتيجـان
حبـذا موتنـا علـى مورد العز
وبئســـت حياتنـــا بهـــوان
كشــر الشـر عـن عواطـف سـوء
ليـس تبقـي رسـما مـن الاحسان
بينــات تــبين نيــات بغــي
أنضــجتها تقلبــات الزمــان
أظهـر الغـرب ما أجن من الغد
ر وأبـــدى كــوامن الاضــغان
وأحـاطت بالمسـلمين علـوج ال
بغــي مــن كـل جـانب ومكـان
يتشــكى المراكشــي اعتصــاب
وكشــكواه يشــتكي العثمـاني
واذا ولـولت طرابلـس في الغر
ب أتاهـا العويـل مـن إيـران
غيـر ان الزمـان يبـدي صنوفاً
مــن حــروف غريبــة الألـوان
فـانتظر في صحيفة الكون ماذا
ســوف يملـي عليهـم الملـوان
إنمــا الـدهر منجنـون جنـون
مـا علـى حالـة بـه مـن أمان
ولكـل شـأن مـن الأمـر والكـو
ن يــرى كــل سـاعة فـي شـأن
يصـرع البغـي أهلـه مسـتثيراً
وعلــى نفسـه سـيجني الجـاني
غيـر أن الإسـلام ضلوا عن الحز
م ونـاموا علـى غـرور الأماني
أنـذرتهم وقـايع الـدهر فيهم
ناطقــات لهــم بكــل لســان
فتعـاموا عـن العظـات وهاموا
بزخـــاريف نعمـــة وليـــان
اسـتلانوا نعومـة الغـرب حـتى
راعهــم منـه نهشـة الافعـوان
تركـوا دينهـم لـدنيا سـواهم
رب ربــح يكــون مــن خسـران
وإذا القلب كان أعمى عن الرش
د فمــاذا تفيــده العينــان
وإذا ما اليدان لا تدفع الضيم
فـأولى بـالقطع تلـك اليـدان
ليـت مـن لا يكـون ذا حـر دين
فـي البرايـا يكـون ذا وجدان
محمد حسين بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء.مجتهد إمامي، أديب من زعماء الثورات الوطنية في العراق، من أهل النجف، كان من الكتاب الشعراء، الدعاة إلى الوفاق بين المسلمين، انتهت إليه الرياسة في الفتوى بعد وفاة أخيه (أحمد بن علي)، وكان من أعضاء (المؤتمر الإسلامي) في القدس، سنة 1350هـ.صنف كتباً كثيرة منها: (الدين والإسلام- ط)، و(الآيات البينات- ط) خمس رسائل، و(الوجيزة- ط) فقه، و(المراجعات الريحانية- ط)، و(التوضيح في بيان ما هو الإنجيل ومن هو المسيح- ط)، و(أصل الشيعة وأصولها- ط)، و(عين الميزان- ط) رسالة في الجرح والتعديل، و(ملخص الأغاني- خ)، و(النفحات العنبرية- خ)، و(رحلة إلى سورية ومصر- خ)، و(ديوان شعر- خ)، وقصد إيران،مستشفياً، فتوفي بها ونقل إلى النجف.