
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يــا رســول اللـه غـارة ثـائر
غيــور علــى حرمــاته والشــعائر
يحــاط بهــا الإِســلام ممـن يكيـده
ويرميــه مــن تلبيســه بـالفواقر
فقــد حـدثت فـي المسـلمين حـوادث
كبــار المعاصـي عنـدها كالصـغائر
حــوتهن كتــب حــارب اللـه ربهـا
وغــر بهـا مـن غـر بيـن الحواضـر
تجاسـر فيهـا ابـن العريبي واجترى
علـى اللـه فيمـا قـال كل التجاسر
فقــال بــأن الـرب والعبـد واحـد
فربـــي مربـــوبي بغيــر تغــاير
وأنكــر تكليفــا إذ العبـد عنـده
إلــه وعبــد فهــو إنكــار جـائر
وخطــأ إلا مــن يـرى الخلـق صـورة
هـــويته للـــه عنـــد التنــاظر
وقــال يحــل الحـق فـي كـل صـورة
تجلـى عليهـا فهـي إحـدى المظـاهر
وأنكـر أن اللـه يغنـى عـن الـورى
ويعنــوه عنــه لاســتواء المقـادر
كمـا ظـل فـي التهليـل يهزا بنفيه
واثبــــاته مســـتجهلا للمغـــاير
فقـال الـذي ينفيـه عيـن الذي أنا
بــه مثبتـا لا غيـر عنـد التحـازر
فأفسـد معنـى مـا به الناس أسلموا
وألغــاه ألغــا بينــات التهـاتر
فســبحان رب العــرش عمــا يقـوله
أعـاديه مـن أمثـال هـذي الكبـائر
وقــال عــذاب اللــه عـذب وربنـا
ينعــم فــي نيرانــه كــل فــاجر
وقـال بـأن اللـه لم يعص في الورى
فمــا ثــم محتــاج لعــاف وغـافر
وقــال مــراد اللــه وفــق لأمـره
فمـــا كــافر إلا مطيــع الأوامــر
وكــل امـرئ عنـد المهيمـن مرتضـى
ســعيد فمــا عــاص لــديه بخاسـر
وقــال يمــوت الكــافرون جميعهـم
وقـد آمنـوا غيـر المفاجا المعاذر
ومــا خــص بالإِيمـان فرعـون وحـده
لــدى مـوته بـل عـمّ كـل الكـوافر
فكــذبه يـا هـذا تكـن خيـر مـؤمن
وإلا فصـــدقه تكـــن شـــر كــافر
وأثنـى علـى من لم يجب نوح إذ دعا
إلــى تــرك ود أو ســواع وناســر
وســمي جهــولا مــن يطــاوع أمـره
علـى تركهـا قـول الكفـور المجاهر
ولــم يـر بالطوفـان إغـراق قـومه
ورد علــى مــن قــال رد المنـاكر
وقـال بلـى قـد أغرقـوا فـي معارف
مـن العلـم والبـاري لهم خير ناصر
كمـا قـال فازت عاد بالقرب واللقا
من الله في الدنيا وفي اليوم الآخر
وقــد اخـبر البـاري بلعنتـه لهـم
وابعــادهم فـاعجب لـه مـن مكـابر
وصـــدق فرعونـــاً وصـــدق قــوله
أنـا الـرب الأعلى وارتضى كل سامري
وأثنـى علـى فرعـون بالعلم والذكا
وقــال بموســى عجلــة المتبــادر
وقـال خليـل اللـه فـي الذبح واهم
ورؤيـا ابنـه تحتـاج تعـبير عـابر
يعظــم أهــل الكفـر والأنبيـاء لا
يعــــاملهم إلا بحـــط المقـــادر
ويثنـي علـى الأصـنام خيـرا ولا يرى
لهــا عابـداً ممـن عصـى أمـر آمـر
وكـم مـن جـراءات علـى الله قالها
وتحريـــف آيـــات بســوء تفاســر
ولـم يبـق كفـر لـم يلابسـه عامـدا
ولــم يتــورط فيــه غيــر محـاذر
وقــال سـيأتينا مـن الصـين خـاتم
مــن الأوليــا للأوليــاءِ الأكــابر
لــه رتبــة فــوق النــبي ورتبـة
لــه دونـه فـاعجب لهـذا التنـافر
فرتبتـــه العليــا يقــول لأخــذه
عــن اللــه لا وحيـا بتوسـيط آخـر
ورتبتـــه الـــدنيا لــديه لأنــه
مــن تـابعيه فـي الأمـور الظـواهر
وقـال اتبـاع المصـطفى ليـس واضعا
لمقــداره الأعلــى وليــس بحــاقر
فــان يــدن عنــه لاتبــاع فــإنه
يـرى منـه أعلـى مـن وجـوه أواخـر
تــرى حــال نقصــان لـه باتبـاعه
لأحمــد حــتى جــا بهـذي المقـادر
فلا قـــدس الرحمــن شخصــاً يحبــه
علـى مـا يـرى من قبح هذي المخابر
وقـــال بــأن الأنبيــاء جميعهــم
بمشـكاة هـذا تستضـي فـي الـدياجر
وقــال فقـال اللـه لـي بعـد مـدة
بأنــك أنــت الختــم رب المفـاخر
أتــاني ابتـداء ابيـض سـطر ربنـا
بإنفــاذه فــي العـالمين أوامـري
وقـــال فلا يشـــغلك منــي ولايــة
وكــن كــل شــهر طـول عمـر زائري
فرفــدك أجزلنــا وقصـدك لـم يخـب
لـدنيا فهـل أبصـرت يا ابن الأخاير
بأكـذب مـن هـذا وأكفـر فـي الورى
وأجـرى علـى غشـيان هـذي الفـواطر
فلا يـــدعي مـــن صـــدقوه ولايــة
فقــد ختمــت فليؤخــذوا بالأقـادر
فيـا لعبـاد اللـه مـا تـم ذو حجا
لــه بعــض تمييــز بقلــب ونـاظر
إذا كــان ذو كفــر مطيعـا كمـؤمن
ولا فــرق فينــا بيــن بـر وفـاجر
كمــا قــال هــذا إن كــل أوامـر
مـن اللـه جـاءت فهـي وفق المقادر
فلــم بعثــت رســل وســنت شـرائع
وأنـــزل قــرآن بهــذي الزواجــر
أيخلــع منكـم ربقـة الـدين عاقـل
لقــول غريــق فــي الضـلالة جـائر
ويـترك مـا جـاءت به الرسل من هدى
لأقــوال هــذا الفيلسـوف المغـادر
فيــا محسـني ظـن بمـا فـي فصوصـه
ومـا فـي فتوحـات الشـرور الدوائر
عليكـم بـدين اللـه لا تصـبحوا غدا
مســاعر نــار فتحــت مــن مسـاعر
فليـس عـذاب اللـه عـذباً كمثـل ما
يمنيكــم بعــض الشــيوخ المـدابر
ولكــن أليـم مثـل مـا قـال ربنـا
بــه الجلـد إن ينضـج يبـدل بـآخر
غـدا تعلمـون الصـادق القول منهما
إذا لـم تتوبـوا اليـوم علم مباشر
ويبــدو لكـم غيـر الـذي يعـدونكم
بــأن عــذاب اللــه ليــس بضـائر
ويحكـــم رب العــرش بيــن محمــد
ومــن سـن علـم الباطـل المتهـاتر
ومــن جـا بـدين مفـتر غيـر دينـه
فاهلـــك أعمــارا بــه كالأبــاقر
فلا يخــدعن المســلمون عـن الهـدى
ومــا للنــبي المصـطفى مـن مـآثر
ولا تـؤثروا غيـر النـبي على النبي
فليـس كنـور الصـبح ظلـم الـدياجر
دعــوا كــل ذي قــول بقـول محمـد
فمــا آمــن فــي دينــه كمخــاطر
وأمـــا رجــالات الفصــوص فــإنهم
يعومـون فـي بحـر مـن الكفـر زاخر
إذا راح بالربــح المتــابع أحمـد
علــى هــديه راحـوا بصـفقة خاسـر
سـيحكي لهـم فرعـون فـي دار خلـده
بإســلامه المقبــول عنـد التجـاور
ويـا أيهـا الصـوفي خـف مـن فصوصه
خــواتم سـوء غيرهـا فـي الخناصـر
وخــذ نهــج سـهل والجنيـد وصـالح
وقـوم مضـوا مثـل النجـوم الزواهر
علـى الشـرع كانوا ليس فيهم لوحدة
ولا لحلـــول الحــق ذكــر لــذاكر
رجــال رأوا مــا الــدار إقامــة
لقـــوم ولكـــن بلغــة للمســافر
فــاحيوا ليــاليهم صــلاة وبيتـوا
بهـا خـوف رب العـرش صـوم البواكر
محاقـــة يـــوم مســـتطير بشــره
عبــوس المحيــا قمطريـر المظـاهر
فقــد نحلــت أجســادهم وأذابهــا
قيــام ليــاليهم وصــوم الهـواجر
أولئك أهــل اللـه فـالزم طريقهـم
وعـد عـن دواعـي ابتـداع الكـوافر
فلاســفة باســم التصــوف أبــرزوا
عقـــائد كفــر بــالمهيمن ظــاهر
وقـال اطمئنـوا أيها الناس وامنوا
فــزرع وعيــد اللــه ليـس بثـامر
فيـا ويـح قـوم أبصـروا سنن الهدى
لــديهم بعيـن التافهـات الحقـائر
وقــالوا علــوم الأوليــا باطنيـة
وعلــم رسـول اللـه علـم الظـواهر
وإن رجـــالا بعـــده عــن إلههــم
تلقــوا علومـا كالبحـار الزواخـر
وقـالوا علـوم الشـرع أغلـظ حـاجب
عــن اللــه فلتحـذر وأعظـم سـاتر
هــل الشـرع شـيء غيـر ديـن محمـد
عــدمتكم مــن شــر حمــر نــوافر
لقـد ضـل سعيا من رأى الشرع ناقصا
وســنة خيــر الرســل ذات تقاصــر
وقــالوا العطايـا بالصـلاة حقيـرة
بجنـب العطايـا بالغنـا والمزامـر
أعيــذكم ان تخــدعو عــن نــبيكم
وســـنته بالمحـــدثات المـــداجر
ويـا صـاحبي مـا أنـت سـمح بـدينه
ولا راكــب فيــه ركــوب المخــاطر
ولكــن لــه يحتـاط مـن كـل مـذهب
بأضــيقه فعــل الهيــوب المحـاذر
وأنــت بــأمر لـو علمـت اجتنبتـه
عظيــم لــدين المســلمين مغــاير
كلام الفصـوص احـذره فهـو كمـا ترى
وتســمع لا تعــدل بــه كفـر كـافر
وحـاربه فـي الباري فقد ضل واعتدى
وكــان علــى الإســلام أجـور جـائر
وفــي بعـض مـا أمليتـه مـن كلامـه
غنــىً بعضــه كــاف لأهـل البصـائر
ويـا علمـاء الدين ما العذر في غد
مـن اللـه ان عـوتبتم فـي التدابر
أمـا أخـذ الميثـاق فـي أن تبينوا
علــومكم للنــاس عنــد التنــاكر
وأوجـب لعنـاً منـه فـي معشـر عصوا
ولـم يتنـاهوا عـن فعـال المنـاكر
يُســب إلــه العــرش فيكـم وكلكـم
حضـــور ألا لا قدســت مــن محاضــر
يقــال بــأن الــرب عــدب وعبـده
هــو الـرب والتكليـف ليـس بظـاهر
وإن رســـول اللـــه يــأتي وراءه
مـن الصـين مـن يعلوه عند التفاخر
ويطــرق ســمعا بينكــم مثـل هـذه
ويهنيكـم طعـم الكـرى فـي المحاجر
أيـدعي بمحيـي الـدين هذا فتسكتوا
بـرئت إلـى الرحمـن مـن كـل غـادر
أمـا لكـم فـي اللـه والرسـل غيره
أمــا رجــل منكـم شـديد المـرائر
أعيــذكم أن تســمعوا فيهــم الأذى
وتبــدون حلــم الموجـع المتصـابر
ولـو نـالكم مـا سـاءكم في نفوسكم
قبلتــم أو علــى عزمكــم للأواخـر
فــإن لـم تصـبكم فـي الإِلـه حميـة
وتفتـوا بمـا دونتـم فـي الـدفاتر
وإلا فلا أبـــدت لكـــم صـــفحاتها
ولا وضــعت أقلامكــم فــي المحـابر
لمــن تحفظـون العلـم أو تـذخرونه
إذا لـم تقومـوا عنـد هذي الجرائر
أفـي الله أو في المصطفى ذو صداقة
تحــــابونه أو ذو وداد معاشــــر
وهــل مــن عزيـز عنـدكم تـؤثرونه
علـى اللـه والمختـار عند التظافر
تبــاع وتقــرا هـذه الكتـب فيكـم
وأنتـم سـواء والـذي فـي المقـابر
فـإن قلتـم لـم تنـه فيهـا علومها
فهـا أنـا قـد أنهيـت هل من مبادر
أمـا أحرقـت فـي مصـر والشام كتبه
بإجمــاع أهـل العلـم بـادٍ وحاضـر
أمـا رجعـوا فيهـا إلـى ملك أرضهم
فشــد لنصــر اللــه عقـد المـآزر
وذب عــن الــدين الحنيــف بسـيفه
برغــم عرانيــن الألــوف الصـواغر
فمـا العـذر إن لم تهضوا وتناصروا
علــى مـا أمرتـم عنـده بالتناصـر
وللطيـر فـي الخطـب اجتمـاع وضـجة
فهـل أنتـم فـي الضعف دون العصافر
وقلتــم بـأن النهـى ليـس يفيـدنا
ويكســـبنا غيــر القلا والتهــاجر
أمـا فـي رضـى الرحمـن عنكم إعاضة
لكـم عـن رضـا زيـد عليكـم وعـامر
أمــا حســن ان يعلـم اللـه انكـم
بـريئون مـن وصـف المداجى المخامر
وتلقــوه فــي يـوم النشـور بحجـة
ومعــذرة عنــد احتيــاج المعـاذر
وتســــتودعوه للمعـــاد شـــهادة
تكــون لــديه مــن أجَـلِّ الـذخائر
ومــا أنتــم ممـن يخـاف انحرافـه
عـن الحـق أو يثنيـه زجـر الزواجر
ولكنـــه خـــوف التخــاذل ردكــم
يخــاف امــرؤ إن قـام نكصـة آخـر
لكـم ملـك أحنـى علـى الدين من أخ
دعتـــه فلــبى عاطفــات الأواصــر
غيــور علــى أدنـى الحقـوق لربـه
بغيــرة ملــك شــاكر اللـه ذاكـر
تشــاكون سـرا بينكـم ضـيم دينكـم
وتخشـون لـوم الأصـدقا فـي التظاهر
لترضـوا بسـخط اللـه من ليس نافعاً
مــن اللـه فـي شـيء وليـس بضـائر
تخلـــف فتـــوى صــاحبيه شــناعة
عليــه وتنديــد بـه فـي العشـائر
لأنهمــــا كالشــــاهدين بــــأنه
يقـــول بهـــذا كلــه ان بنــاكر
فضــراه فيمــا حــاولا نفعــه بـه
ومــا راكــب إثمــا لنفـع بظـافر
فراحـــا بـــوزر مثقـــل وملامــة
بمـا فضـحا مـن صـانعا في المعاشر
فلا اللــه راض عنهمــا حيـث آثـرا
ســـواه ولا مـــن آثــراه بشــاكر
إلهــي أنـت العـالم السـر والـذي
تحيــط بمـا تخفيـه كنـه الضـمائر
وأنـت الـذي لا يرتضـى الفعـل عنده
ويســـخط إلا باعتبـــار الســرائر
إلهــي خاصـمت امـرءاً فيـك فـادّعي
خصــامي بشــيء ظنـه فـي الخـواطر
وأنــت إلهــي اليـوم أدرى بنيـتي
وقصـدي إذا اغـتر امـرؤ بـالظواهر
ولســت أبـرى النفـس لكـن أعـانني
إلهــي فــآثرت امتثــال الأوامــر
فمــا قلــت إلا مــا علمـت وجـوبه
ومـا يرتضـيه اللـه عنـد التنـافر
فمـن كـان لا يـدري فيسـأل مـن دري
ومـن كـان يـدري فهـو اللـه غـادر
ذكــرت رجــالا أظهــروا سـب ربنـا
وبينــت مـا جـاؤا بـه مـن فـواقر
وأنكـرت فـي هتـك المسـاجد بالغنا
وضــرب الملاهـي واسـطفاق المزاهـر
وذكرتهـــم هــدى النــبي وصــحبه
ومـا اسـتخلفوا مـن صالحات الماثر
ولــم آل نصــحا فـي دليـل أقمتـه
وفــي حجــج جــدت لسـان المنـاظر
فغظـت امـرءا والغيـظ يذهب بالحجا
ويعمـى عـن الانصـاف لمـح النـواظر
فجــاء كتــاب منــه لا شــك انــه
كتــاب ذهــول قلبــه غيــر حاضـر
فظـــل يزكـــي نفســـه بمقالـــة
ويكــذبها بالفعــل غيــر مســاتر
ويــروي أحاديثــا ويفعــل ضــدها
وينقــــص فيــــه أولاً بـــالأواخر
فيـا ناهيـا عـن هتـك عـرض وغيبـة
ومــا هــو عنهــا للســان بقاصـر
أتيــت بســب لــو تحــاول فــاحش
عليــه مزيــدا خلتــه غيـر قـادر
وعظــت ولكــن مــا اتعظـت فضـائح
بطرســك تنـبي عنـك وسـط المحاضـر
فظــل الـذي يقـراه يقـرا نصـيحتي
ويحلــف مــا ســميت فيهـا بكـافر
ففــي أي بيــت قلــت إنــك كـافر
ومـا كـان هـذا القـول منـي بصادر
فمــن كـان بهَاتـا سـفيها وكاذبـا
ومـن بـان مغتابـا خـبيث السـرائر
فـإن قلـت ديـن ابن العريبي ديننا
وتكفيـــره تكفيرنـــا فلتحـــاذر
أقـــل إنــك الآن المكفــر نفســه
وأنـت الـذي ألقيتهـا فـي المنابر
فـــذلك ديــن غيــر ديــن محمــد
وكفــر لجــوج فــي الضـلالة مـاهر
أتــى بمحــال لــو عقلــت رفضـته
وكنــت لــه فــي اللـه أول هـاجر
كلام كـــأقوال المجـــانين بثـــه
إليكـم علـى حـرف مـن الكفـر هائر
أضــل بـه مـن يقتفيـه مـن الـورى
فمـــا مســلم للمقتفيــه بعــاذر
تجنيــت لــي ذنبـا بـذمي فصوصـكم
وذلــك عنــد اللـه إحـدى ذخـائري
لعمـري لقـد أسـرفت فـي نسبة الأذى
إلـى منطـق مـن قالـة الفحـش ظاهر
هــل الأمـر بـالمعروف عنـدك غيبـة
وهـل سـب عرضـا مـن نهـى عن مناكر
فهلا استشــرت النــاس عنـد كتابـة
فمـا كنـت تخلـو مـن نصـيح مشـاور
ولــو أعطـى المعطـى كتابـك رشـده
طـــواه علــى عراتــه والمكاســر
وأخفــاه لكـن مـا المغطـى بعـورة
إذا كشــف البــاري غطاهـا بسـاتر
مــوارد مــن كـاد الشـريعة هكـذا
تغــر فيبـدو قبحهـا فـي المصـادر
تصـديت فـي نصـر الضـلال على الهدى
فكنـت علـى الإسـلام إحـدى الـدوائر
ومـــا هـــذه إلا صــنائعك الــتي
أذقــت بهـا الإسـلام طعـم المـرائر
أتــذكر إذ شــمرت ذيلــك ناهضــا
لخـذلان سـعد الـدين يـوم التناصـر
وقــد جــاء علــم أن كفـار قطـره
غشــوه وقـد أضـحى ببعـض الجـزائر
فنــاديت يــا للمســلمين رجـالكم
فســفهت رأيــي بـل نقضـت مـرائري
ونــازعتني عنــد المليـك معارضـا
لمـا جـاء في دفع العدى من أوامري
وأفــتيت أن ليــس الجهـاد بـواجب
علينــا وقـد مـالاك بعـض الحواضـر
فاســقط إثمــا عـن رجـال غررتهـم
وبـؤت بـه مثـل الرواسـي الشـماخر
فلــو قــدرت عـن بـابه لـك غيبـة
لفــرج بالغــارات كــرب المحاصـر
وطبــق ظهــر البحـر جيشـا إِليهـم
تطيــر بــإقلاع الجـواري المـواخر
حضــرت لآجــال حضــرن ولــو بقــى
لهــم أجـل مـا كنـت فيهـا بحاضـر
ولكنهــا الأعمــال تشــقي معاشـرا
وتســعد أقوامــا بحكــم المقـادر
وكنـــت بهـــذا للحظـــي وجنــده
علــى أوليــاء اللــه أي مــوازر
وظلــت ســيوف الكــافرين تنوشـهم
وتطمعهــم غرثـى الطيـور الطـوائر
وأكبادنــا تصـلى بنـار مـن الأسـى
وأنــت بنـا تهـزا قريـر النـواظر
تعجبهــم مــن أننــي قلــت خطبـة
أحـاول نصـر الـدين مـن غيـر ناصر
ومــا بــي يســتهزئ ولكـن بربنـا
فمــا شـرعه صـنعي ولا مـن أوامـري
فـوالله مـا ينسـى لـك اللـه هـذه
ولا منكـــرا كلفتـــه كــل شــاعر
ولا أخــذك الــدف المجلجــل أذقـر
الوســيلة قــال قـائلا قـول فاشـر
مشــيرا بـه هـذى الوسـيلة عنـدنا
إلـى اللـه فاضـرب يـا مغني وجاهر
ولا قــومه تحمــى الفصـوص وكفرهـا
لـدى الملك من إلقائها في التنانر
وقــد أحرقـت فـي كـل أرض بعلمكـم
فمــا بلـد مـن كفرهـا غيـر طـاهر
ولا مـا لقـي فـي اللـه منـك رجاله
مـن الهـول فـي إنكـاره والمحـاقر
كمثـل بـن نـور الـدين حيـاه ربـه
ومثــل الحـرازي والرجـال الأواخـر
وكالناشـري الحـبر أحمـد ذي النقا
ملكــت بمــا آذيتــه كــل ناشـري
تحــامي علـى كتـب الضـلال وتـزدري
ســواها وتكنيــه بعلــم الظـواهر
وتبغــض أهــل العلــم إلا موافقـا
بظـــاهر ود عـــن فــؤاد ممــاكر
ففعلـــك تأويــل لرؤيــاك إنهــا
بـه أتضـحت كالشـمس وقـت الظهـائر
عنيـت بهـا الرؤيا التي شان ذكرها
كتابــك أعنــي موجبــات المغـافر
فقلـت رأيـت ابـن النـبي علـى يدي
لادفنـــه حيـــا ببعــض المقــابر
وان رســول اللــه والصــحب جلهـم
قـد انتشـروا خلـف المولى المبادر
فتاويلهــا ان ابنــه هــو شــرعه
وســنته البيضــا لــدى كـل عـابر
وحملـــك إياهــا توليــك أمرهــا
ولسـت علـى مـا أنـت تقـوى بقـادر
لأن النــبي والصــحب خلفــك غـارة
أتتهــا لتحميهــا فلســت بقــادر
ولــو كـان تشـييعا لهـا لتقـدموا
ومـا انتشـروا مثل انتشار الغوائر
ولـو كـان حيـا ثـم إنـك لـم تقـل
دفنـــت وهـــذا كلــه كالبشــائر
ولــو خلتــه ميتــا وكنـت دفنتـه
لخيــف عليهـا منـك قطـع الـدوابر
وهـــذا دليـــل أنــه لا يضــيعها
لبـــاغ بهـــا ســوء ولا بمصــادر
وســبق أبــي هــر إليــك لحرصــه
عليهــا لحفـظ المسـندات الكثـائر
ومشــيك قبـل القـوم ينـبي ببدعـة
وانــك لــم تتبعهــم فـي المـآثر
وقلــت بــأني قــد عجبــت لحملـه
إلـى الـدفن حيـا مثل وأد الصغائر
صــدقت فمــا اســتغربت إلا نكيـرة
فــإن الليــالي والـدات النكـائر
فرؤيـاك لا يخشـى علـى الشـرع شرها
وان كـان فيهـا بعـض تشـويش خاطري
ولـو لـم يحـز للخلـق ربـك لم تكن
لرؤيـــاك هـــذي للأنــام بناشــر
ومـا أحسـن الإنسـان يـأمر بالهـدى
ويـترك فحـش القـول عنـد التجـاور
ويخلصــه للــه مــن شـوبة الهـوى
فـإن الهـوى قاضي القضايا الجوائر
ولــم أنــه إلا عــن فعـال أتـاكم
مــن اللــه عنـه كـل نـاه وزاجـر
فهــذا كتـاب اللـه بينـي وبينكـم
وحجتـــه تخــزي محيــا المكــابر
وهـذي خطـوط الاتقيـا من ذوي الهدى
وأهــل العلـوم النيـرات الزواهـر
ثلاثيــن حــبرا كلهــم عنــد ربـه
مكيــن أميــن غيــر خــب مغــامر
وليـس نصـير الشـيخ بالسـب والهجا
كمحتســب فــي اللـه قـام مناصـري
إذا مـا دعـا أهـل السفاهة والبذا
دعــوت بأربــاب التقـى والبصـائر
فشـتان مـا بيـن الفريقيـن بينهـم
تفـاوت مـا بيـن الحصـى والجـواهر
أولئك حــزب اللــه قـاموا لنصـره
إذا خـــذل الإِســـلام كــل مخــامر
ذوو غيـرة فـي اللـه يلقـونه بهـا
وألســـنة عنــد الجــواب طــواهر
فمـن لـم يكونـوا حزبـه فهـو معتد
وليـس علـى البـاري لـه مـن مناصر
فناصــرني فـي الحـق منهـم معاشـر
يقــر لهــم بالفضــل كــل معاشـر
وناصــره مــن أسـخط اللـه طامعـا
بنيــل اســتيابات لــديه حقــائر
يحــاول أمــرا بالمعاصــي لربــه
فيـا بعـد مـا يرجـو وقرب المحاذر
فســبو وأغراهـم فـزادوا وأمعنـوا
فتبــا لهــم مــن ناصــر ومناصـر
ولـــم يغرهـــم إلا بــدين محمــد
فمـــا غيرتــي إلا لــه وغــوائري
ومــا عــدلوا للســب إلا لعجزهــم
عــن الاحتجاجـات الصـحاح البـواهر
ولـو وجـدوا فـي القول بالحق حيلة
لمـا سـقطوا فـي الاثـم سـقطة عاثر
فـإن تـك قـد اشـفوك غيظـا بقولهم
فقـد زدت فـي يـوم الجزا من ذخائر
فصــحفي بحمـد اللـه مـن حسـناتكم
ملاءا فـــزد ســباً فلســت بخاســر
ومـت إن تشـا غيظـا وان شئت لا تمت
فلســت علــى حــرب الإلــه بقـادر
ومــا مســخط للــه يرضـيك طامعـا
بشـــيء يــرى منــه قلام الأظــافر
فيـا أيهـا المغتـاب جدت فإدن بقى
ثـــواب صـــلاة أو زكــاة فبــادر
وإن فنيـــت أعمـــالكم فتجملــوا
بمــا قلتــم وزرى فحسـبي مـا زرى
فغيـــر شــقي مــن يــبيت عــدوه
يســوق إليــه موجبــات المغــافر
فسـبوا بمـا شـئتم فما شرط من نهى
وأوذى أن يلقــى الأذى غيــر صـابر
فحســبي أنــي قمــت للــه فيكــم
وحيــداً وأن اللــه عـوني وناصـري
ومــن يجعــل الإســلام حصـنا يعـزه
ويــوطيه حــد الأصــيد المتصــاغر
ويعضـده البـاري وكـان لـه النـبي
وآل النــبي والصــحب أقـرب ناصـر
وصــلى عليــه اللــه ثــم عليهـم
وســـلم تســليما ذكــي المعــاطر
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.