
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الفسـح يطلـب منكـم الكرمـاني
ليحـج أو ليسـيح فـي البلـدان
قـد كـان صـوفيا فليـس بقـاطن
فـي بلـدة مـع أهلهـا القطـان
بـل رأيـه التطواف من أرض إلى
أرض ومــن وطــن إلــى أوطـان
ولـو أنـه يهوى المقام بأرضكم
لأقــام فيهـا فـي نعيـم جنـان
لكنـه يخشـى مـن الفقهـاء مـا
يخشــاه كــل طلا مـن الـذوبان
فـإذا رأى اليمـن السعيد كجنة
ألفـى بهـا الفقهـاء كالنيران
وجحيمـه منهـم أضـر عليـه مـن
حــر الجحيــم ومــن حميـم آن
ومـن ادعـى منهـم لـه حبا فما
هــو غيـر حـب الهـر للفيـران
أولـو التفقـه ليس يبرح عندهم
لأولـي التصـوف أعظـم الشـنئان
فئتــان مختلفــان جــدا هـذه
مثـل الضـباب وتلـك كالنينـان
يحمـى وطيـس الحرب بينهما ولا
طعــن ولا ضــرب بغيــر لســان
كــل يكفــر خصـمه ويـراه مـن
حــزب الضـلال وزمـرة الشـيطان
فـترى الفقيـه يـود للصوفي أن
يفنــي وكــل غيـر ربـي فـاني
مـا حجـر إسـمعيل يقضي غير أن
يغـدو الذبيـح محمـد الكرماني
كــم ود إسـماعيل إسـحاقا لـه
أو ذبحــه بيــدي عـدون شـاني
مـا زال يسـعى جاهـداً في قتله
لا وانيـــاً عنـــه ولا متــوان
ويســير الأشــعار فيـه محرضـا
فيهــا عليــه لكـل ذي سـلطان
ويــذب أقــوالا تـبيت سـواريا
منــه إلـى الأمـراء والغلمـان
مــا هنـأ السـلطا إلا بالهجـا
لمحمــد ذاك الضــعيف العـاني
كـم قـال فيه أهاجيا واتى بها
مــدحا لكــل خليفــة وتهـاني
كـم عصـب الفقهـا عليه مبالغاً
فــي ذاك ذا جــد وذا إمعــان
فـي دولـة المنصـور كان اباده
لــولا وقتــه حمايــة الرحمـن
قـد كـان شـب عليـه أعظم وقدة
حميـت على قاصي الورى والداني
كــانت لعمــري وقـدة مشـبوبة
بهبـوب ريـح الظلـم والعـدوان
كــادت تـذيب بحرهـا أرواحنـا
مـن قبـل أن تـدنو إلى الأبدان
كـم حرقـت مـن صـوف صـوفي وهل
للصـوف مـن بقيـا مـع النيران
قـد كـان إسـمعيل مسـعرها ولم
يجعـل لهـا حطبـا سوى الكرمان
لكــن وقــاه اللـه جـل جلالـه
مـن حرهـا المشـبوب واللهبـان
والآن قــد جــدت عزيمتـه علـى
ســفر يــذيب ركـائب الركبـان
هرباً من القوم الأولى يسعون في
إهلاكـــه فـــي الســر والإعلان
فامنن له بالفسح يا ملك الورى
فالفســح فيـه لـه أجـل أمـان
واذن لـه بالسـير كـي ينجو به
مــن وقــع كــل مهنـد وسـنان
فالفسـح منـك لـه عطـاء صـائن
للنفــس منـه فجـد لـه بصـيان
وارح علـى الفقهـاء منه بسيره
وعليـه منهـم يـا فـتى قحطـان
واحسـم بهـذا الرأي داء تشاجر
قـد كـان يسـقم مهجـة الإيمـان
لا زلــت تفعـل كـل مصـلحة ولا
برحــت يمينـك ذات جـود هـاني
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.