
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الفــرق بيــن الكفـر والإيمـان
جــاءت بـه الآيـات فـي القـرآن
فـاقرا إذا مـا شئت قل يا ايها
تجـد الـذي يخـزي ذوي الطغيـان
وتــرى عبــادة ربنــا سـبحانه
بــالنص غيــر عبــادة الآوثـان
ولقـد سمعتك يا بان روبك حاكيا
عــن هــؤلاء بمجلــس الســلطان
إن الــذي جعــل الحجـارة ربـه
والنــار والأشــجار والقمــران
مثـل الـذي جعـل المهيمـن ربـه
فــي الحكــم عنـدهم بلا فرقـان
قـالوا لـن الكـل يعبـد من ربه
حــق العبــادة لا إلهــاً ثـاني
فخلا فهـم فـي الاسـم فيمـا قلته
لا فــي الإلــه الواحـد المنـان
فجعلتهــم قــول الإلــه ورسـله
عبثــاً ومـا يتلـى مـن القـرآن
ولقـد نهـاكم عـن عبـادة غيـرة
نهيـــاً تكـــرر أيهــا الثقلان
مـا زال ينهـاكم بـأن لا تشركوا
بـالله شـيئاً يـا أولي الطغيان
فصــددتم عنـه وقلتـم مـا جـرى
شــرك ولا للشــرك مــن وجــدان
فعليكــم لعــن الإلــه ورســله
والمســلمين معــاً بكــل لسـان
تركــوا كلام اللــه ثـم رسـوله
لمقالــة ابـن العربـي الفتـان
ما كنت تروي يا ابن روبك قولهم
إلا روايــــة منكـــر غضـــبان
فعلـى مـا قمـت على الإله معصبا
متظـــاهراً بكرامــة الكرمــان
واللـه مـا استسـهلت أمرا هينا
وقــد انتهكــت محـارم الرحمـن
مـا كنـت أحسـب أن دينـك دينهم
أبـــدا ولا صـــدقت غيـــر الآن
أســخطت ربــك مرضــيا أعـداءه
يـا بئس مـا اسـتبدلت بالإيمـان
اللــه أولـى مـن رعيـت حقـوقه
وشــكرت منــه مواقــع الإِحسـان
لا تـــدنه واللــه يبعــده ولا
ترفعــه وانزلــه بــدار هـوان
ارجـع هديت عن الضلال إلى الهدى
واســتبق دينــا ليـس كالأديـان
وإذا أبيـت سـوى اقتفـا آثـاره
ورضــيت صـحبة أوليـا الشـيطان
فـارقت لنفسـك مـا يسوءك عاجلا
فلقــد رأيــت مصـارع الفتيـان
مـا اللـه عنـك إذا نصـرت عدوه
ســـاه ولا بالنــائم الوســنان
فغــداً تـرى آثـار شـوم جـواره
تخلـو الـديار بهـا مـن السكان
وزعمــت أنـي كنـت أرضـى قتلـه
وســــعيت لا وان ولا متــــواني
أظننتنــي فــي بغضــه متسـترا
فــأردت تظهـر مـا يسـر جنـاني
اللـه يعلـم لـو قـدرت ولم يتب
لـــذبحته بيـــدي إلــى الآذان
ولكنـت ألقـى اللـه منـه بقربة
معــدودة مــن أعظــم القربـان
فــي قتلــه كفــارة لــذنوبكم
يــا راكــبين بـوائق العصـيان
يـا معشـر العلمـاء هل من ناصر
للــه فــي حيــن مــن الأحيـان
هــذا عـدو اللـه بيـن ظهـوركم
يقــرا الفصـوص قـراءة القـرآن
ثـم ابـن روبـك قـائم مـن دونه
ومخـــادع بالشـــعر للســلطان
ادعوا له أعنى ابن روبك بالهدى
واســتنقذوه بــه مـن الكفـران
قــد قـال يـوهم أنكـم أعـداؤه
حـــتى يظـــن بــأنكم خصــمان
متنازعـــان فلا يصـــدق واحــد
منكـم علـى مـا قاله في الثاني
اللــه يعلــم أنكــم أعــداؤه
والحـق هـل فـي الحـق من عدوان
مــا أنكـر الفقهـاء إلا منكـرا
علمـــوه بــالقرآن والبرهــان
زعــم ابــن روبـك أن كرمـانيه
متصـــوف أنتـــم وهــو ضــدان
أهــل التصـوف أهـل ديـن محمـد
هـم فـي الحقيقـة أوليا الرحمن
الصــائمون القــائمون لربهــم
ليلا إلــى الأســحار بالفرقــان
صـاموا الهـواجر للإِلـه وهاجروا
فيــه لــذاذة كــل عيـش فـاني
يقفــون آثــار النــبي وصـحبه
والتــابعين لهـم علـى الإحسـان
أهــل التصـوف غيـر مـن عينهـم
مــن كــل زنـديق بغيـض الشـان
عـاداهم الفقهـاء حيـن تلاعبـوا
بالــدين مثــل تلاعـب الصـبيان
مـن حـارب الفقهـاء حـارب ربهم
ونـــبيهم وطـــوائف الإيمـــان
غضــبوا لــدين محمــد وغضـبتم
لابـن العربـي العنـه مـن إنسان
حفــاظ ديـن اللـه لـم يخـترهم
للــدين عــن جهــل ولا نســيان
يــا رب لا تجعـل لـدينك ناصـراً
ملكـاً سـوى يحيـى علـى الأديـان
واشـدد بأيـدك أزره واعصـمه من
شــر العــدى ومكــائد الخـوان
واجعلـه سـيفا دون دينـك قاطعا
لرقــاب أهـل البغـي والعـدوان
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.