
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أزلـت عـن الإسـلام مـا أوجب الشكوى
ومـا نـاله ممـن يفـاجيه بالشـكوى
وقـد ألـب الشيطان قوما على الهدى
أعانوه بالتقوى على الفتك بالتقوى
ومـا أثـروا فـي الدين من حيث أنه
ضــعيف ولا مــن حيــث أنهـم أقـوى
ولكـن أتـاه الخـوف مـن حيـث أمنه
وحلـت بـه مـن أهلـه هـذه البلـوى
أتــى مـن رجـال ظـن فيهـم بـأنهم
لـه معشـر والصـنو شـيء من الصنوى
تحلـوا حلـى أهـل التقـاء وشـبهوا
بمــن ليـس يلجيـه بلـوم ولا شـكوى
يقولـون لا شـيء سـوى اللـه والـذي
أرادوه شـــيء لا يــزاد ولا يــروى
مقالــة حــق يبتغــى باطــل بهـا
وينـوى بهـا للحـق أخبـث مـا ينوى
رأوا باتحــاد العيــن وهـي قضـية
بهـا خودعـوا لا يفهمـون لهـا فحوى
ومــا أصـلها إلا خـبيث مـن الـورى
عـن الحـق للتعطيل والكفر قد الوى
كتابـا تحـار العيـن عمن رأى دهرى
يـرى الخالق المخلوق جحدا لمن سوى
فســماه مخلوقــا وســماه خالقــا
وذلــك مــن حيـث الأبـوة والبنـوى
وغــروا بهــذا جــاهلين توهمــوا
بـأن لـه معنـى لـه الغاية القصوى
أفــي اللــه شـك انـه غيـر خلقـه
وهل من له عقل يرى المنشىء النشوى
إذا كنتــه فــانتف بكفــك شــعرة
مـن الراس وارددها فوالله ما تقوى
عقـول لهـم لكـن إذا اللـه كادهـا
فلا حيلــة للمــرء فيهـا ولا عـزوى
عقـول علـى الدنيا قد انتفعوا بها
وأمـا علـى الأخـرى فخبـط على عشوا
فيا معشر الحمقاء عودوا إلى الهدى
ولا تقعـوا فـي هـوة وعـرة المثـوى
ومـا لكـم في الخوض في الخطر الذي
مخاضـــته ضــر عليكــم بلا جــدوى
فمــا بكتــاب اللـه يعتـاض مسـلم
فصوصـا مقـالات الفسـوق بهـا تحـوى
وهــل عــرف الإِســلام مـن رد سـمعه
عـن السـنة البيضـاء يستمع اللغوى
قبــائح أخفوهــا وأبـدوا محاسـناً
بهـا أصـبح الشـيطان مغو لمن أغوى
وأضـحوا لـه كالجنـد وهـو بجمعهـم
علــى نصــر مستبشـر بالـذي يهـوى
ثآليــل كفــر قــد أبـانت رؤسـها
فـإن هـي لم تحسم تداعت بها الادوا
فمكــر النصــارى بالهـدى لا تضـره
مضــرة أهليـه إذا كـدروا الصـفوا
فمـا أطمـع الشـيطان فـي أخذ ثاره
وحـل عـرى الإسـلام فـي كـل من أغوى
كمثـــل رجــالات الفصــوص فــإنهم
رمـوه وهـم عنـد الورى جنده الأقوى
فكـادت تميل الناس معهم على الهدى
وتأخــذه عُضــواً بأســيافهم عُضـوا
فمــا تقطــع الأشــجار إلا ببعضـها
وأخـوف أعـدا المـرء أقربهـم مثوى
فيـا ابـن إسـمعيل يـا نجـل أحمـد
خـذ الحمد صفوا من إله السما عفوا
لقــد خصــك البـارى بنصـرة دينـه
واجمـاع أهل العلم ما اختلفت فتوى
ولـو أجمعـوا أيـام أحمـد مـا بقى
لأعـداء ديـن اللـه خضـراء لم تذوى
لقـد عملـت بـالعلم طائفـة الهـدى
وقـوّيت أزر الحـق بـالحق فاسـتقوى
وأرضـيت رب العـرش فـي حفـظ دينـه
علـى الخلـق والإسـلام كاد بأن يثوى
وقـد رفـع الشـيطان بـالكفر صـوته
وكـاد بـأن يصـفى إناء الهدى صفوا
فآيســته بالســيف منـه وقـد دنـا
ومــد فقلنــا للتنـاول قـد أهـوى
وجاءتـك خيـل اللـه مـن كـل جـانب
ترفعهــا بــالحث غارتــك الشـعوا
نهضــت إلــى الإســلام تضـرب دونـه
بســيفك لـم تشـغلك هنـد ولا علـوى
وأمضـيت حكـم اللـه فـي كـل مـارق
وألغيــت أحكـام الغوايـة والأهـوا
لقــد قـرئت فـوق المنـابر للهـدى
نوافــد حكــم لا تعارضــها دعــوى
تزلــزل منهــا جانبــا كـل باطـل
وزور وركـن الحـق أثبـت مـن رضـوى
وولــى بهـا الشـيطان يلطـم رأسـه
ويجثـو عليهـا الـترب من أسفٍ حثوا
ونكــس حزنــا رأســه كــل مــارق
هنالــك لمــا عــاد سـكرهم صـحوا
فيـا منـة بـالمن سـر بهـا الهـدى
وعمـت قلـوب المسـلمين بها السلوى
ومـدت لـك الأيـدي إلى الله بالدعا
وفـاهت بـه سـراً وجهـراً لـك الأفوا
وأيقـــن مرتـــاب وأخلــص مســلم
وآمــن مغــرور وأفصـح ذو النجـوى
وأبقيـــت ذكــراً لا يمــوت وســنة
بهـا الدين يزهو حين يبدو له زهوا
بــك الــدين منصـور وأنـت كمثلـه
وجيشــك منصــور فلا تــدع الغـزوا
فقــد ســهل البـاري عليـك طريقـه
فـدونك مـن مرضـاته فـوق مـا تهوى
ويهنيـــك أن اللـــه راض وخلقــه
وأن لــك البشـرى وأن لـك العفـوا
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.