
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُحــادٌ أَم ســُداسٌ فــي أُحـادِ
لُيَيلَتُنــا المَنوطَـةُ بِالتَنـادِ
كَــأَنَّ بَنـاتِ نَعـشٍ فـي دُجاهـا
خَــرائِدُ ســافِراتٌ فــي حِـدادِ
أُفَكِّــرُ فـي مُعـاقَرَةِ المَنايـا
وَقـودِ الخَيـلِ مُشـرِفَةَ الهَوادي
زَعيــمٌ لِلقَنــا الخَطِّـيِّ عَزمـي
بِسـَفكِ دَمِ الحَواضـِرِ وَالبَـوادي
إِلـى كَـم ذا التَخَلُّفُ وَالتَواني
وَكَـم هَذا التَمادي في التَمادي
وَشـُغلُ النَفـسِ عَن طَلَبِ المَعالي
بِبَيـعِ الشـِعرِ فـي سوقِ الكَسادِ
وَمــا ماضـي الشـَبابِ بِمُسـتَرَدٍّ
وَلا يَـــومٌ يَمُـــرُّ بِمُســـتَعادِ
مَـتى لَحَظَـت بَيـاضَ الشَيبِ عَيني
فَقَـد وَجَـدَتهُ مِنهـا في السَوادِ
مَتى ما اِزدَدتُ مِن بَعدِ التَناهي
فَقَـد وَقَعَ اِنتِقاصي في اِزدِيادي
أَأَرضــى أَن أَعيــشَ وَلا أُكـافي
عَلـى مـا لِلأَميـرِ مِـنَ الأَيـادي
جَـزى اللَـهُ المَسيرَ إِلَيهِ خَيراً
وَإِن تَــرَكَ المَطايـا كَـالمَزادِ
فَلَـم تَلـقَ اِبـنَ إِبراهيمَ عَنسي
وَفيهــا قــوتُ يَــومٍ لِلقُـرادِ
أَلَــم يَـكُ بَينَنـا بَلَـدٌ بَعيـدٌ
فَصــَيَّرَ طــولَهُ عَــرضَ النِجـادِ
وَأَبعَـدَ بُعـدَنا بُعـدَ التَـداني
وَقَــرَّبَ قُربَنــا قُـربَ البِعـادِ
فَلَمّــا جِئتُــهُ أَعلــى مَحَلّــي
وَأَجلَسـَني عَلـى السـَبعِ الشِدادِ
تَهَلَّــلَ قَبــلَ تَســليمي عَلَيـهِ
وَأَلقــى مــالَهُ قَبـلَ الوِسـادِ
نَلومُــكَ يـا عَلِـيُّ لِغَيـرِ ذَنـبٍ
لِأَنَّـكَ قَـد زَرَيـتَ عَلـى العِبـادِ
وَأَنَّــكَ لا تَجــودُ عَلــى جَـوادٍ
هِباتُــكَ أَن يُلَقَّــبَ بِــالجَوادِ
كَــأَنَّ ســَخاءَكَ الإِســلامُ تَخشـى
إِذا مـا حُلـتَ عاقِبَـةَ اِرتِـدادِ
كَـأَنَّ الهـامَ فـي الهَيجا عُيونٌ
وَقَـد طُبِعَـت سـُيوفُكَ مِـن رُقـادِ
وَقَــد صـُغتَ الأَسـِنَّةَ مِـن هُمـومٍ
فَمــا يَخطُــرنَ إِلّا فــي فُـؤادِ
وَيَـومَ جَلَبتَهـا شـُعثَ النَواصـي
مُعَقَّـــدَةَ الســَبائِبِ لِلطِــرادِ
وَحـامَ بِهـا الهَلاكُ عَلـى أُنـاسِ
لَهُــم بِاللاذِقِيَّــةِ بَغــيُ عـادِ
فَكـانَ الغَـربُ بَحـراً مِـن مِياهٍ
وَكـانَ الشـَرقُ بَحـراً مِـن جِيادِ
وَقَـد خَفَقَـت لَـكَ الرايـاتُ فيهِ
فَظَــلَّ يَمـوجُ بِـالبيضِ الحِـدادِ
لَقــوكَ بِأَكبُـدِ الإِبـلِ الأَبايـا
فَســُقتَهُمُ وَحَــدُّ الســَيفِ حـادِ
وَقَـد مَزَّقـتَ ثَـوبَ الغَـيِّ عَنهُـم
وَقَــد أَلبَسـتُهُم ثَـوبَ الرَشـادِ
فَمـا تَرَكـوا الإِمـارَةَ لِاِختِيـارٍ
وَلا اِنتَحَلــوا وِدادَكَ مِـن وِدادِ
وَلا اِسـتَفَلوا لِزُهدٍ في التَعالي
وَلا اِنقـادوا سـُروراً بِاِنقِيـادِ
وَلَكِــن هَـبَّ خَوفُـكَ فـي حَشـاهُم
هُبـوبَ الريـحِ فـي رِجلِ الجَرادِ
وَمــاتوا قَبــلَ مَـوتِهِمُ فَلَمّـا
مَنَنــتَ أَعَـدتَهُم قَبـلَ المَعـادِ
غَمَـدتَ صـَوارِماً لَـو لَم يَتوبوا
مَحَــوتَهُمُ بِهــا مَحـوَ المِـدادِ
وَمـا الغَضـَبُ الطَريفُ وَإِن تَقَوّى
بِمُنتَصــِفٍ مِــنَ الكَــرَمِ التِلادِ
فَلا تَغـــرُركَ أَلســـِنَةٌ مَــوالٍ
تُقَلِّبُهُـــنَّ أَفـــإِدَةٌ أَعـــادي
وَكُــن كَـالمَوتِ لا يَرثـي لِبـاكٍ
بَكــى مِنـهُ وَيَـروي وَهـوَ صـادِ
فَـإِنَّ الجُـرحَ يَنفِـرُ بَعـدَ حيـنٍ
إِذا كـانَ البِنـاءُ عَلـى فَسـادِ
وَإِنَّ المــاءَ يَجـري مِـن جَمـادٍ
وَإِنَّ النــارَ تَخـرُجُ مِـن زِنـادِ
وَكَيــفَ يَــبيتُ مُضـطَجِعاً جَبـانٌ
فَرَشــتَ لِجِنبِــهِ شـَوكَ القَتـادِ
يَـرى فـي النَـومِ رُمحَكَ في كُلاهُ
وَيَخشـى أَن يَـراهُ فـي السـُهادِ
أَشـَرتَ أَبـا الحُسـَينِ بِمَدحِ قَومٍ
نَزَلــتُ بِهِـم فَسـِرتُ بِغَيـرِ زادِ
وَظَنّـــوني مَـــدَحتُهُم قَــديماً
وَأَنــتَ بِمــا مَـدَحتُهُمُ مُـرادي
وَإِنّــي عَنــكَ بَعـدَ غَـدٍ لَغـادِ
وَقَلـبي عَـن فِنـائِكَ غَيـرُ غـادِ
مُحِبُّــكَ حَيثُمـا اِتَّجَهَـت رِكـابي
وَضــَيفُكَ حَيـثُ كُنـتُ مِـنَ البِلادِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.