
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحُلمــاً نَـرى أَم زَمانـاً جَديـداً
أَمِ الخَلـقُ فـي شـَخصِ حَـيٍّ أُعيـدا
تَجَلّـــى لَنـــا فَأَضـــَأنا بِــهِ
كَأَنّــا نُجــومٌ لَقينــا ســُعودا
رَأَينــــا بِبَــــدرِ وَآبــــائِهِ
لِبَــدرٍ وَلــوداً وَبَــدراً وَليـدا
طَلَبنـــا رِضــاهُ بِتَــركِ الَّــذي
رَضــينا لَــهُ فَتَرَكنـا السـُجودا
أَميـــرٌ أَميــرٌ عَلَيــهِ النَــدى
جَــوادٌ بَخيــلٌ بِــأَن لا يَجــودا
يُحَـــدَّثُ عَـــن فَضـــلِهِ مُكرَهــاً
كَــأَنَّ لَــهُ مِنــهُ قَلبـاً حَسـودا
وَيُقــــدِمُ إِلّا عَلـــى أَن يَفِـــرَّ
وَيَقـــدِرُ إِلّا عَلـــى أَن يَزيــدا
كَـــأَنَّ نَوالَــكَ بَعــضُ القَضــاءِ
فَمــا تُعــطِ مِنـهُ نَجِـدهُ جُـدودا
وَرُبَّتَمـــا حَملَــةٍ فــي الــوَغى
رَدَدتَ بِهـا الـذُبَّلَ السـُمرَ سـودا
وَهَـــولٍ كَشـــَفتَ وَنَصــلٍ قَصــَفتَ
وَرُمــحٍ تَرَكــتَ مُبــاداً مُبيــدا
وَمــــالٍ وَهَبــــتِ بِلا مَوعِــــدٍ
وَقِــرنٍ ســَبَقتَ إِلَيــهِ الوَعيـدا
بِهَجــــرِ ســــُيوفِكَ أَغمادَهـــا
تَمَنّـى الطُلـى أَن تَكـونَ الغُمودا
إِلــى الهــامِ تَصـدُرُ عَـن مِثلِـهِ
تَـــرى صــَدَراً عَــن وُرودٍ وُرودا
قَتَلــتَ نُفــوسَ العِـدا بِالحَديـدِ
حَتّـــى قَتَلــتَ بِهِــنَّ الحَديــدا
فَأَنفَــدتَ مِــن عَيشــِهِنَّ البَقـاءَ
وَأَبقَيــتَ مِمّــا مَلَكـتَ النُفـودا
كَأَنَّــكَ بِــالفَقرِ تَبغــي الغِنـى
وَبِالمَوتِ في الحَربِ تَبغي الخُلودا
خَلائِقُ تَهــــدي إِلــــى رَبِّهـــا
وَآيَــةُ مَجــدٍ أَراهــا العَبيـدا
مُهَذَّبَـــــةٌ حُلـــــوَةٌ مُـــــرَّةٌ
حَقَرنــا البِحـارَ بِهـا وَالأُسـودا
بَعيـــدٌ عَلــى قُربِهــا وَصــفُها
تَغـولُ الظُنـونَ وَتَنضـى القَصـيدا
فَــــأَنتَ وَحيــــدُ بَنــــي آدَمٍ
وَلَســـتَ لِفَقــدِ نَظيــرٍ وَحيــدا
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.