
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دهـر يغـر فخـذ مـن هـراك الحـذرا
امـا تـراه يريـك العجـب والعـبرا
لا يخــدعنك يــا صـاح الغـرور بـه
فأنمـا المـوت مثـل الليث قد زأرا
ان الزمـان سـيفني كـل مـن وجـدوا
فـوق الـتراب ولا يبقـي لهـم اثـرا
كـم سـيد بـات طـوع العبـد يـدفنه
كمــا يــروم ولا يعبـا بمـا امـرا
ايـن الاميـر وايـن العبـد قد رحلا
عنـا فلـم نـدر من كانوا هم الامرا
لئن تفـاخرت يـا عـادا ويـا مضـرا
لا يعــرف الـترب لا عـادا ولا مضـرا
مـات الـذي لم تمت في القلب حسرته
وراح مـن راح منـه القلـب منقطـرا
مــن قــال ان جمـي الصـبر ينفعـه
فلـم نجـد بعـد هـذا الخطب مصطبرا
هـل للنـواظر بعـد اليـوم مـن فرح
يومـا وقـد غاب عنها من جلا النظرا
او للمسـامع بعـد اليـوم مـن طـرب
يومـا وقـد غاب من قد يسمع السمرا
يـا مـن سـرى مثل بدر عن لواحظنا
هلا ســمعت لنــا نوحـا إليـك سـرى
جـرى عليـك مـن الـدمع الغزير اسى
مـا جاعـل ارضـنا لا تقبـل المطـرا
يـا افضـل النـاس فـي علم وفي عمل
قـد صـرت افضـل مـدفون يجـوف ثـرى
يــا طالمــا كـل فـن كنـت تـبرزه
واليـوم قـد بـت في الالحاد مستترا
قـد نـال بـالموت منك الدهر مأربه
وطالمــا كنـت منـه تبلـغ الـوطرا
بكــت عليــك جمــوع لا عديـد لهـا
مثـل النجـوم نراهـا تنـدب القمرا
بكــت عليــك فنــون انـت مبـدعها
تشـكو مـن اليتـم حتى ابكت الحجرا
بكــت عليــك سـطور الصـحف فاقـدة
الحـاظ طرفـك جنـح الليـل والسحرا
بكــت عليـك الاسـى الاقلام اذ فقـدت
انــاملا صــيرتها تخجــل الســمرا
بكــت عليــك بنــات الفكـر لابسـة
ثـوب الحـداد وبـاتت تنـزع الحبرا
بكـت عليـك الطـروس الـبيض قائلة
مـن لـي بنقشـي والنقـاش ليـس يرى
بكـت عليـك المعالي والمفاخر والا
داب والعلــم والاشــعار والشــعرا
مـا بالـك اليـوم قد امسيت منفردا
وكنـت تصـحب مـن اهـل الوفـا زمرا
البسـت ثـوب الحـداد الكـل في حزن
والـدمع نلقـاه في زي الحداد جرى
ســافرت تبغـي ربوعـا بعـد تغربـة
وطالمـا كـان منـك العـود منتظـرا
حــتى بعــدت بعــادا لا رجـوع لـه
يـا قاتـل الله ذاك البعد والسفرا
واهـا لـترب ديـار قـد حللـت بهـا
فمعــدن العلـم فيـه بـات مزدخـرا
يـا ايهـا البـدر لا تثقل عليه ولا
تظلمه في الترب وارحم جسمه النظرا
حـويت ذا الفخـر مـدفونا فبـت على
شـم القصـور بهـذا العصـر مفتخـرا
يـا طالمـا نظـم الـدر الثمين لنا
حــتى نظمنـا لـه مـن دمعنـا دررا
ان كـان لازم نوحـا قـد يطـول فكـم
لفقــده مــن عيــون لازمــت سـهرا
او كـان يكسـو ظلام الليـل مـن حلل
فقـد كسـا فاقـديه الحـزن والكدرا
او كـان يقـري هـوام اللحـد نضرته
فكـل قلـب لـدود الحـزن صـار قـرى
لـو غـاب قل في السما تاريخه سيرى
فــانه فـي نعيـم اللـه قـد حضـرا