
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أضـــحت بســاحتها الأملاك قائمــة
تـــدعو لمبتهـــلٍ للـــه بكَّــاءِ
وكـم مـن الملأ العـالين مـن فـرَقٍ
تؤمهـــا كـــل إصــباحٍ وإمســاءِ
بهــا أصـاب الأمـاني كـلُّ ذى أمـلِ
منــا وعنــا أزالــت كــلَّ غمـاء
فللهــدى مـن سـنا سـينائها قبـسٌ
وللنــدى مــن ثراهــا أيُّ إثـراء
كأنهـا الطـور فيهـا النـور متقدٌ
ومرقـد الطهـر موسـى طـور سـيناء
موسى الذي خصَّ ذو العرش العظيم به
موســى بنـور يـدٍ كالشـمس بيضـاء
لـولاه لـم تلقف السحرَ العصا أبداً
كلا ولــم تمـسٍ أفعـى عنـد إلقـاء
إمــام حقــس لـه أسـدى الإلـه علاً
أســدى بــه مــن قـديم أيَّ آبـاء
فمنـه كـل نعيـم فـي الوجـود ومن
جـــواده شـــملتنا كــلُّ نعمــاء
جـواد كـفٍ علـى هـام الوجـود همي
جــوداً ففــاض بغــبراء وخضــراء
تنمـو فواضـله فـي العـالمين كما
فـي الـروح للنـاس تنمو كلُّ أعضاء
همـا سـماءا علاً شمسـا ضـحىً قمـرا
هــدىً خضــِّما نـدىً فاضـا بـأنواء
مـا خـامر الضـرُّ مسـروراً بقربهما
والمــرء مــا بيـن ضـراءٍ وسـراء
مــن معشــر نشـر الرحمـنُ مجـدهم
كمـا طـوى حبهـم فـي طـى أحشـائي
قـد صـوَّر اللـه مـن نـورٍ عناصرهم
وجملـة النـاس مـن طيـن ومـن ماء
لو قال موسى بهم يا ذا العلا أرنى
أنظــر لنــورك جهـراً دون إخفـاء
مـا ردَّه اللـه مـأيوس المـرام ولا
أجـاب عـن ذاك فـي لـن منـه أو لا
وقــال انظــر لأنـوارٍ تضـيئ سـناً
فهــم ســنائي وهـم أزكـى أودائي
وهـم عظـائم آيـاتي العظام بنو ال
هـــدى وآلائيَ العظمــى ونعمــائي
أهــل العبــاء وأصـحاب الـولاء وآ
سـاد الإبـاء الأولى قاموا بأعبائي
فــان أســمائي الحسـنى حقـائقهم
وهــم صــفاتي الـتي ضـاءت وآلائي
وان حبهــــمُ حــــبي وبغضــــهمُ
بغضــى وأعـداءهم أشـرار أعـدائي
لهــم حقــائق مــالله مــن حكـم
وللنــبيين منهــم بعــض أســماء
فمــا أتـت أنبيـاء اللـه قاطبـة
إلا لإنبائنـــا عنهـــم بأنبـــاءِ
هـم الهـداة لأهـل العـالمين كمـا
هـم الحماة إلى الدانى أو النائي
تُـولى الهدى والجدا للناس أنعمهم
فالنـاس مـا بيـن أنـوارٍ وأنـواء
ومـن وجـوهٍ أضـاءت في الوجود لهم
ضــاء الزمـان وزالـت كـلُّ ظلمـاء
أسـماؤهم أشـرقت فـوق السماء كما
فــي الأرض أفعــالهم ضــاءت بلألاء
وجــاوزت قبــبَ الأفلاك فــي قمــم
قبــابُهم حيـن جـازت شـأو جـوزاء
فكللــت فــي علاهــا فـرق قمتهـا
وظللــت عرشــها العـالي بأفيـاء
قـامت بناصـر ديـن اللـه واطـأدت
لهـا قواعـد فـاتت أعيـنَ الـرائي
نصــير حــقٍ معيـن الـدين ناصـرهُ
بعزمــةٍ تشــمل الــدنيا بإمضـاء
يلـوذ كالملـك منـه العدل في ملكٍ
مهمــا دهتــه يـدا جـورٍ بـدهياء
زهـا بـه الـدهر إذ أضحى به بهجاً
كمـــا زهــا بعقــودٍ صــدرُ عطلاء
فـانظر لماضـيه نـارٌ حـلَّ مـن يده
يمـاً فكيـف قـرار النار في الماء
بــه الهــدى ثبتـت أعراقـه وبـه
عـن نـاظر الغـىّ زالـت كـلُّ أقذاء
فيـه جـذَّت اصـول الظلـم ثـم غـدت
يـــد الضـــلالة فيــه أيَّ جــذَّاء
وكــم لعــامله مــن طعنـةٍ نفـذت
بصــخرةٍ مــن فــؤاد الغـيّ صـماء
كـم كعبـةٍ للهـدى قـامت قواعـدها
بــأمره فعلــت عــن كــل عليـاء
أقـام أركانهـا عبـدُ الحسـين كما
أوى العلا فــي حمــاه أيَّ ايــواء
ســماء علـمٍ أضـاءت شمسـها فمحـت
مــن العلــوم غواشــيها بأضـواء
كــم أوضــحت بــذكاءِ كـلَّ غامضـةٍ
وكــم أزالــت دجاهــا غــرُّ آراء
فهــي الضـياء لـداجي كـل مبهمـةٍ
وهــي البهــاء لأحكــامٍ وإفتــاء
تعشـقته المعـالي الغـرُّ منـذ بدا
بغــرةٍ مثــل قــرن الشـمس غـراء
فواصــلت مجـده العـالي وواصـلها
وباعــدت فــي هــواه كـلَّ أهـواء
وكـم لـه مـن يـد عمـت نـدىً فغدا
بقـــاء كــل علاً فيهــا ونعمــاء
فقـل لمـن قصـد الـزوراء معتمـداً
قطــعَ الفدافـد يطـوي كـلَّ بيـداء
إن صـرت غربـيَّ بغـدادٍ وشمت سنا ال
وادي المقـــدس مـــأوى كــل آلاء
قــل للمنيـبين رشـداً مـن مـؤرخه
نـادو المهيمـن هـذا طـور سـيناء