
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدت يوم حزوى من كواها المحاجر
فعـاد عـذولي في الهوى وهو عاذر
فكيـف وقـد أبـدين ما في قناعها
وأبـرزن ما التفت عليه المعاجر
مــررن بحــزوى والجـآذر ترتعـي
فلــم تـدر حـزوى أيهـن الجـآذر
ومـالت علـى الأنقاء فاشتبهت بها
أهـن النقـا أم مـا تضم المآزر
وأرسـت علـى الأعجـاز سود فروعها
فـأرزت بحيـات الغـدير الغدائر
بــدور زهتهــن الملاحـة أن يـرى
لهــن نقــاب فــالوجوه سـوافر
وودعنــي مــن نرجــس بجفونهــا
علــى ورد خــد لؤلــؤ متنــاثر
وســائلة عــبري مـتى أنـت آيـب
إلينـا وهـل يقضي الإياب المسافر
حططـت لهـا رحلـي وسـيبت نـاقتي
وأمنتهــا والعيــس ممـا تحـاذر
نصـيبي مـن الـدنيا رضى أم معمر
وسـائر مـا تحويه في الريح سائر
وقلـت اربطـي جأشـاً عليـك فـإنه
سيغنيك عن سيري القوافي السوائر
سـيكفيك سيري في الدجى إن كرهته
صـباح كضـوء البـدر والنجم باهر
أميــر كـأن الغيـث مـن نفحـاته
يصـوب ومـن أخلاقـه الـروض زاهـر
إذا مـا علا صـدر السرير جرى لنا
بــه فلـك بـالخير والشـر دائر
يــد لأميــر المــؤمنين طويلــة
ونـاب إذا مـا نـابه الخطب كاشر
ينـافي الكـرى من حزمه وهو دارع
ويغشـى الـوغى من بأسه وهو حاسر
إلـى أي أرض أرحـل العيـس صادياً
وبحــرك مــورود وروضــك ناضــر
فأقسـمت مـا فـي الأرض غيرك ماجد
يـزار ولا فـي الأرض غيـري شـاعر
بقيـت مـدى الـدنيا وملكك راسخ
وظلـــك ممــدود وبابــك عــامر
يـرد سـناك البـدر والبـدر زاهر
ويقفـو نـداك البحر والبحر زاخر
وهنئت أعيــاداً تــوالت سـعودها
كمـا يتـوالى فـي العقود جواهر
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)