
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو أعتـب الـدهر مـن يعاتبه
ولان للعــــاذلين جــــانبه
أو كـان يصـغي إلـى شكاة شجٍ
صــبّت علــى قلبــه مصــائبه
أحسـنت عنـك المنـاب فـي حرقٍ
تشـعلها فـي الحشـى نـوائبه
ولــم أزل عــن شـكاته أبـدا
ولـــم أزل دائبــاً أعــاتبه
لهفـي علـى ذلـك الجـواد وهل
يفــكّ رهــن المنــون نـادبه
لـو كـان غيـر الممـات حاوله
لفلّلــــت دونـــه مخـــالبه
أو كـان غيـر المنـون يخطبـه
رمّــل أنــفٌ أبــداه خــاطبه
أو حــارب الـدهر مشـفقٌ حـدبٌ
لقمــت فــي وجهــه أحـاربه
مــن لجــوىً حـلّ بـي عسـاكره
وحــطّ بيــن الحشــى مضـاربه
فلســت أرجــو انقلاعـه أبـداً
أو يجلـب الصـبر لـي جـوالبه
يرتـدّ بيـن الضـلوع لـي نفـسٌ
مــن ذكـره ضـاق بـي مسـاربه
لهفـي علـى ذلـك الجـواد مضى
فــي ســفرٍ لا يــؤوب غــائبه
لـو عـرف الخيـل من نعيت لها
ضـاقت بهـا فـي السُّرى مذاهبه
أو علـم القفـر مـن نعيـا له
لانســـدّ للســـالكين لاحبـــه
تباشـر الـوحش فـي الفلاة لـه
فقــد ضــفت بعــده مشــاربه
فنــام ملــء الجفـون شـارده
وســام ملـء البطـون سـاربه
تبكـي لتقريبـه الريـاح معـاً
فهــنّ فــي جريهــا أقــاربه
عهــدي بــه والجنـوب تجنبـه
إذا جــرى والصــبا تجــانبه
والهــوج فـي حضـره تحـاذره
والنكــب فــي سـيره تنـاكبه
يــا حســنه والعيـون ترمقـه
وأنــت يــوم الرهـان راكبـه
ترخـي عليـه العنـان فـي عنقٍ
حـتى إذا مـا التـوى تجـاذبه
إن سـار فـي السهل هاج ساكنه
أو سـار فـي الحزن صاح صاحبه
يوســـــعه إن رآه حاســــده
مــدحاً ويثنـي عليـه جـاذبه
أصـدأ يحكـي الظلامـ، غرّته ال
بـــدر وتحجيلـــه كـــواكبه
أعــاره الـروض وشـي زهرتـه
فعــاد فــي لــونه يناســبه
وطـــالبٍ لا يفـــوز هــاربه
وهـــاربٍ لا ينـــال طـــالبه
كــم مـوكبٍ سـار فـي جـوانبه
فــاهتزّ زهــواً بــه كتـائبه
وعســــكرٍ زانـــه تحمحمـــه
فارتــجّ مــن صــوته مـواكبه
ومجهـــلٍ راح وهـــو جــائبه
لــولاه لــم تطــوه نجـائبه
صــبراً جميلاً وإن سـلبت أبـا
عيســى جليلاً فــالموت سـالبه
والموت إن جار في الحكومة أم
أنصـــف فــالمرء لا يغــالبه
فـي الصـاحب المرتجى لنا خلفٌ
مــن كــلّ مـاضٍ خفـت ركـائبه
إن نَفَـق الطـرف أو أصـبت بـه
مــا نفقــت عنــدنا مـواهبه
لـم يـود طـرفٌ وإن فقـدت بـه
علقـاً نفيسـاً مـا عـاش واهبه
دام لنـا فـي النعيم ما طلعت
شـــمس وجلّــى الظلام ثــاقبه
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)