
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قولوا لوسنان نام عن أرقي
فيــه وحاشـا جفـونه الأرق
ارث لمن قد رثى لمقلته ال
دمـع ورقـت لقلبـه الحرق
لـم يبـق من جسمه سوى رمق
ينتظـر المـوت ذلـك الرمق
يـا بـأبي منـه طـرة سـبج
إذا تبـــدت وغــرة يقــق
ولؤلــؤ مــن لسـانه بـرد
ولؤلــؤ فــي لبـاته نسـق
وجـه بـه الجلنـار مبتسـم
يفــتر والأقحــوان متســق
شــعلة نــار ملاحـة وسـناً
يكـاد منـه الجليـس يأتلق
غنّــى فجلّــى الظلام غرتـه
عنــا وغصـت بشـدوه الأفـق
فــودَّت العيــن أنهـا أذن
تســمع والأذن أنهــا حـدق
والله لو كانت الأزاهر وال
أوتار ناساً وأبصروا عشقوا
شــانئ أيـامه يـذوب شـجىً
مـن كمـد والحسـود يزدهـق
كـذلك النـار حيـن أعوزها
مـا أحرقتـه تـبيت تحـترق
وإن ذكرنـا اسـمه لطيبته
يبقـى بأفواهنـا لـه عبق
والناس لولا سناه ما رمقوا
والناس لولا نداه ما رزقوا
إسـعد بشـهر وافتـك مقبلة
أعيـاده بالسـعود تسـتبق
ثلاثـة قـد قـرن فـي قـرن
خـوة روز والنضـح والسـذق
مقـدمات مـن الربيـع غـدت
وفودهـا مـن صبابة سبقوا
أمـا تـرى المزن حلَّ حبوته
في الروض فالروض زاهر أنق
فنــوره مـن سـناك مقتبـس
ونــوءه مـن نـداك مسـترق
فاعمر لدنيا لولاك ما خلقت
وأهـل دنياً لولاك ما خلقوا
وعد جديداً على الزمان كما
عـاد جديداً في عوده الورق
مـا صـحبتك الأيام دمت لها
فليـس فـي صفو عيشنا رنق
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)