
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كفتــك عـن عـذلي الـدموع الوكَّـفُ
ونهتـك عـن عتـبي الضـلوع الرجَّـفُ
للـــه عيــش بالمدينــة فــاتني
أيــام لــي قصـر المغيـرة مـألف
حجـي إلى الباب الجديد وكعبتي ال
بــاب العـتيق وبالمصـلى الموقـف
واللـه لـو عـرف الحجيـج مكاننـا
مــن زنـدروز وجسـره مـا عرَّفـوا
أو شـاهدوا زمـن الربيـع طوافنـا
بالخنــدقين عيشــة مــا طوفــوا
زار الحجيـج منـىً وزار ذوو الهوى
جســر الحسـين وشـعبه واستشـرفوا
ورأوا ظبــاء الخيـف فـي جنبـاته
فرمــوا هنالـك بالجمـار وخيفـوا
أرض حصـــاها جـــوهر وترابهـــا
مســك ومــاء المــد فيهـا قرقـف
مـــالي وللواشـــين لا يهنيهـــم
مـا نمنمـوه مـن النميـم وزخرفوا
أعيــاهم ســبب التهــاجر بيننـا
فتفـاءلوا لـي بـالفراق وأرجفـوا
لا واعتلاقـــي بـــالوزير وحبلــه
مـا أحسـنوا ما أجملوا ما أنصفوا
مــا للـوزير عـن المعـالي مصـرف
أبــداً ولا لــي عــن هـواه مصـرف
يـا مـن نعـوذ مـن المكارم باسمه
ونعـــزه وهـــو الأعـــز الأشــرف
ونجــل عــن خطـر اليميـن حيـاته
فبفضـــل نعمتــه علينــا نحلــف
وعظيــم مــا أوليتنـي مـن نعمـة
مـــا للســماح ســواك رب يعــرف
يا ابن الذين إذا بنوا شادوا وإن
أسـدوا يداً عادوا وإن يعدوا وفوا
إن حـاربوا لم يحجموا، أو قاربوا
لـم يندموا، أو عاقبوا لم يشتفوا
ومتى استجيروا أسعفوا ومتى استني
لوا أسرفوا ومتى استعيدوا أضعفوا
إن عاهـدوا لم يخفروا، أو عاقدوا
لـم يغـدروا، أو ملكوا لم يشعفوا
تهنـى ابـن عبـاد بـن عباس بن عب
د اللــه نعمــى بالكرامـة تـردف
يهنيــــه زائد نعمـــة متجـــدد
أبـــداً وحــادث نعمــة يســتطرف
خلـــع كــأنوار الربيــع مدبــج
وموشــــم ومنمنــــم ومفــــوف
بهــرت عيــون النـاظرين وأبـرزت
حســناً يكــاد الـبرق منـه يخطـف
لـو نـالت الشـمس المنيـرة حسنها
مـا كـانت الشـمس المنيـرة تكسـف
ولئن كــبرت عـن الملابـس والحلـي
وبــك الملابــس والحلــى تتشــرف
فــالبيت يكسـى وهـو أشـرف بقعـة
فـــي كـــل عــام مــرة ويســجف
كالشــمس حفــت بالســعود وحـوله
خـــدم كأمثــال الكــواكب وقــف
وكـــأن مجلســـه عــروس تجتلــى
والمــادحون بــه قيــان تعــزف
مــا تشــتهي الآذان تســمعه ومـا
تهـوى العيـون مـن المنـاظر تطرف
أو مـا تـرى حسـن الزمـان وطيبـه
والجــو صــاف والجنــان تزخــرف
عــاد الربيـع إليـك فـي كـانونه
فشـــتاؤه للحســـن صــيف صــيف
شــــمس محجبـــة وظـــل سجســـج
وغمامــــة ســــحٌّ وروضٌ رفــــرف
وعلـى الجبـال مـن الثلـوج أكالل
وعلـى السـماء مـن السـحائب مطرّف
نبــأ تباشــرت القلــوب لــذكره
أذكــى مـن المسـك الـذكي وأعـرف
فلكـــل عيـــن قـــرة ومســـرة
ولكـــل نفـــس عـــزة وتغطـــرف
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)