
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نصـــبن لحبـــات القلــوب حبــائلاً
عشـــية حـــل الحاجبيـــات حــائلا
نشــدنا عقــولاً يــوم برقــة منشــد
ضــللن فطالبنــا بهــن العقــائلا
عقــائل مــن أحيــاء بكـر بـن وائل
تحييـن يحببـن للعشـاق بكر بن وائلا
عيــون ثكلــن الحســن منـذ فقـدتها
ومــن ذا رأى قبلـي عيونـاً ثـواكلا
جعلــت ضــنى جســمي لـديها ذرايعـاً
وســـائل دمعـــي عنــدهن وســائلا
وركــب ســروا حــتى حســبت بــأنهم
بســرعتهم عــدواً إليــك المــراحلا
إذا نزلــوا أرضــاً رأونــي نــازلاً
وإن رحلـــوا عنهـــا رأونــي راحلا
وإن أخــذوا فــي جــانب ملـت آخـذاً
وإن عــدلوا عــن جـانب ملـت عـادلا
وإن وردوا مــــاء وردت وإن طـــووا
طــويت وإن قــالوا تحــولت قــائلا
وإن نصـــبوا للحـــرب للحـــر حــر
وجوههم تحولت حرباء على الجذع مائلا
وإن عرفـــــوا أعلام أرض عرفتهــــا
وإن أنكــروا أنكــرت منهـا مجـاهلا
وإن عزمــوا ســيراً شــددت رحــالهم
وإن عزمـــوا حلاً حللــت الرحــائلا
وإن وردوا مـــاء حملـــت ســـقائهم
أو انتجعـوا أرضـاً حـدوت الـزوائلا
يظنــون أنــي ســائل فضــل زادهــم
ولـولا الهـوى مـا ظننـي الركب سائلا
واقســمت بــالبيت الجديــد بنــاؤه
بحــي ومــن يحفــى إليـه المـراقلا
هـي الـدار أبنـاء النـدى من حجيجها
نـــوازل فـــي ســاحاتها وقــوافلا
يزرنـــك بالآمـــال مثنــى وموحــداً
ويصـــدرن بــالأموال جمــاً وجــاملا
قواعـــد إســـماعيل يرفــع ســمكها
لنـــا كيـــف لا نعتـــدهن معــاقلا؟
فكــم أنفــس تهــوي إليهــا مغــذة
وأفئدة تهــــوي إليهـــا حـــوافلا
وســــامية الأعلام يلحــــظ دونهـــا
ســنا النجــم فـي آفاقهـا متطـائلا
نســخت بهـا إيـوان كسـرى بـن هرمـز
فأصــبح فــي أرض المــدائن عــاطلا
فلــو أبصــرت ذات العمــاد عمادهـا
لأمســـت أعاليهـــا حيــاء أســافلا
ولــو لحظــت جنــات تــدمر حســنها
درت كيــف تبنــي بعــدهن المجـادلا؟
تناطــح قــرن الشــمس مـن شـرفاتها
صـــفوف ظبـــاء فـــوقهن مـــوايلا
وعـــول بــأطراف الجبــال تقــابلت
ومـــدت قرونـــاً للنطــاح مــوائلا
كأشــكال طيــر المـاء مـدت جناحهـا
وأشخصـــن أعناقــاً لهــا وحواصــلا
وردت شــعاع الشــمس فارتــد راجعـاً
وســدت حبـوب الريـح فارتـد نـاكلا
إذا مـا ابـن عبـاد مشـى فـوق أرضها
مشــى الـدهر فـي أكنافهـا متمـاثلا
كنـــايس نــاطت بــالنجوم كــواهلاً
وعـــادت فـــألقت بــالنجوم كلاكلا
وفيحـاء لـو مـرت صـبا الريـح بينها
لضـــلت فظلــت تســتثير الــدلائلا
مــتى ترهــا خلــت السـماء سـرادقاً
عليهـــا وأعلام النجـــوم تمـــائلا
هــواء كأيــام الهــوى فــرط رقــة
وقــد فقـد العشـاق فيهـا العـواذلا
ومــاء علــى الرضــراض يجـري كـأنه
صــفائح تهــر قــد ســبكن جــداولا
كــأن بهــا مــن شــدة الجـري جنـة
فقـــد ألبســـتهن الريــاح سلاســلا
ولــو أصــبحت داراً لــك الأرض كلهـا
لضــاقت بمــن ينتــاب دارك سـائلا
عقــدت علـى الـدنيا جـداراً فحزتهـا
جميعــاً ولــم نــترك لغيـرك طـايلا
وأغنـى الـورى عـن منـزل مـن بنت له
معــاليه فــوق الشـعر بيـن منـازلا
ولا غــرو أن يسـتحدث الليـث بـالثرى
عرينــاً وأن يســتطرق البحـر سـاحلا
ولـم يعتمـد داراً سـوى حومـة الوغـا
ولا خـــدماً إلا القنــا والقنــابلا
ولا حاجبــــاً إلا حســــاماً مهنـــداً
ولا حــــاملاً إلا ســــناناً وعـــاملا
وواللــه لا أرضـى لـك الـدهر خادمـاً
ولا البـدر منتابـاً ولا البحـر نـائلا
ولا الفلــك الــدوار داراً ولا الـورى
عبيــداً ولا زهــر النجــوم قبــائلا
أحــدت بضــبع الــدهر حـتى دفعتهـا
إلـى غايـة أمسـى بهـا النجـم جاهلا
وإن الـــذي يبنيــه مثلــك خالــد
وســاير مـا يبنـي الأنـام إلـى بلـى
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)