
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غيضــهن عــبرتهن يـوم الـوادي
فـأرحن عـازب أنـس ذاك النـادي
فجنيــن بالأسـماع نـور حـديثنا
وكرعـن فـي الشكوى كروع الصادي
ووصــفن سـقم قلوبنـا بعيونهـا
فشــفين منــا غلــة الأكبــاد
لا غـرو أن يجنيـن من ثمر الهوى
لــي فــي مراقـدهن شـوك قتـاد
فلطالمـا أسـهرنني جنـح الـدجا
وأطلــن ليلـي وانتبهـن رقـادي
لا والــذي جعـل الجفـون عليلـة
وأعــار حـب الـبيض حـب فـؤادي
إنــي لأرحــم مـن أسـرن فـؤاده
ســراً فمـا لفـؤاده مـن فـادي
وأذم أيـــام الفــراق فإنهــا
علــل وإن خفيــت علـى العـواد
قــل للزمـان إذا تنمـر سـاخطاً
وعــدا علــي بـوجه ليـث عـادي
أبـرق وأرعـد ليـس يرتعد الحشى
لــي منــك بــالإبراق والإرعـاد
الصـاحب العـالي الصنائع صاحبي
فــي النائبـات وعـدتي وعتـادي
ورث الـوزارة كـابراً عـن كـابر
موصـــولة الإســـناد بالإســناد
يــروي عــن العبـاس عبـاد وزا
رتــه وإســماعيل عــن عبــاد
شــرف كعقـد الـدر واصـل بعضـه
بعضــاً كـأنبوب القنـا المنـآد
وعلاً كأيــام الســنين ترادفــت
آياتهــــا بمكــــرر ومعـــاد
لا كالــذين إذا ســموا لكريمـة
ضــحكت جــدودهم مــن الأجــداد
أعلـى المكـارم مـا تقادم عهده
والمجــد مــوروث عــن الأمجـاد
لا والــذي جعـل المكـارم كلهـا
لــك والعلا فــي مبـدأ ومعـاد
ورآك أهلاً للرشــــاد وللهـــدى
وكســاك آيــات الإمـام الهـادي
لو كان غير الله يعبد ما انثنت
إلا إليــــك أعنـــة العبـــاد
هـذا الربيـع وأنـت أكرم مجتنى
منــه وأعجبــه إلـى المرتـاد
زارتـك فـي حلـل الريـاض وفوده
وكــأنهن يمســن فــي الأبـراد
ورأت صــنائعك الـتي أزرت بهـا
فغـدت تـذم إليـك صـوب الغادي
وحكـاك وادي الزنـدروز فـأقبلت
أمـــواجه يقـــذفن بالأزبـــاد
مثـل الرمـال تنـاطحت أوعالهـا
فأعـــانهن العيـــن بالإمــداد
يرمــي الســواحل مــده فكـأنه
ملـــك يهــز الأفــق بالإيعــاد
يهـدي المدينـة واديـان تجاورا
وكأنمـــا وردا علــى ميعــاد
مــدان هــذا ليـس ينفـد فيضـه
أبـــداً وهــذا فيضــه لنفــاد
روض يرفــ، ومزنــة تهمـي عـزا
ليهـا، وطيـر في الغصون ينادي
فكـأن ذا يثنيـ، وذا يدعو، وذا
يبـدي الرضـا ويبـوح بالإحمـاد
فاسـعد بـديناً قـد نظمت أمورها
وســـددتها بــالرفق أي ســداد
ورعيــــة أصـــلحتها بتـــألف
وتعطــف مــن بعــد طـول فسـاد
داويـت مـن سـقم النفاق قلوبها
وشــفيت مرضــاها مـن الأحقـاد
فنصــبت للإســلام أكــرم رايــة
وقســمت أهــل الجـبر والإلحـاد
وأفضـت عـدلك فـي البلاد وأهلها
وضــربت دون الظلــم بالأســداد
يــاخير مـن يُـدعى لخطـب فـادح
ويحــل عقــد الحـادث المنـآد
عمَّــت فواضـلك البريـة واغتـدت
طــوع العنـان لحاضـر أو بـادي
ووســائلي مـا قـد علمـت ولايـة
مــذ كنــت أعهـدها وصـفو وداد
ومنقّبـــات فــي البلاد غريبــة
وصــلت ســرى الإتهـام بالإنجـاد
تــروى ولـم يسـمع لهـن بقـائل
تعـزى إليـه سـوى حـداء الحادي
مـن كـل رائقـة المحاسـن حلـوة
ريــا الروايــة غضــة الإنشـاد
لـم يكسـها الإكفـاء في أكفائها
عيبـــاً ولا أزرى بهــا لســناد
هـــذا وحرمــة خدمــة مرعيــة
للأبعــــدين قديمــــة الميلاد
مـا زلـت مـن أبرادهـا متوحشـاً
بمفــوف يزهــى علــى الأبــراد
يـا حليـة الـوزراء حـلّ قصائدي
بمحاســـن الإرفـــاد والإصــفاد
مــالي ظمئت وبحـر جـودك زاخـر
ســهل مشــارعه علــى الـوراد
وريــت زنـاد السـائلين بسـيله
وبفيضــــه وخصصـــت بالإصـــلاد
مـا كـان أجمل في التجمل ملبسي
وأعــف فــي ظـل القناعـة زادي
لــولا زمــان أزمنـت حـالي لـه
نــوب تــراوح تــارة وتغـادي
وأذى فــراخ ضـاق بـي أوكارهـا
وكــذا البغــاث كــثيرة الأولاد
وأذى خـــراج لــو ســرى لأدائه
غــرر الليـالي عـدن وهـي دآدي
أبـدت نجـوم الليـل سـود نجومه
فــي مفرقـي فأنـار بعـد سـواد
حصــة حصـت منـي جـوانب هـامتي
صــفعاً أوافقــه مـن المسـتادي
ووفــود ســوء يـألفون زيـارتي
مــن صــادر أو رائح أو غــادي
ورجالـــة مـــترادفون كأنمــا
غصــت مــدارجهم برجــل جــراد
مـن كـل منتفـش الشـوارب مسـمع
عبــــد لآل ربيعـــة أو عـــاد
صـهب اللحـى سـود الوجوه كأنما
خضـبوا الـرؤوس بيـانع الفرصاد
مــا غــاب عنـي واحـد إلا ويـق
فــو إثــره ثــان وآخـر بـادي
هــذا يــواجه شــاربي متهـدداً
ويقــوم هـذا مـن وراء العـادي
ففرائصــي مــن خـوفهم مملـوءة
أبــداً مــن الإخفــاق والإرعـاد
وإذا أصــادر غـدوة لـم يرتفـع
عنـد المسـاء سـواي فـي الأوراد
مـا فـي يد النقاد من ضربي سوى
ضــربي ودق الجيــد دون جيــاد
يـا حليـة الـوزراء حقـي واجـب
ونــداك صــوبا أنعـم وأيـادي
وقــع بتســويغي خراجــي كلــه
أو لا فعــاودني علــى الإيـراد
وامنـن علـيّ بفضـل جودك واكفني
دار الخــراج وجهمــة الحـداد
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)