
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مررنـا بأكنـاف العقيـق فأعشبت
أباطــح مــن أجفاننـا ومسـايل
وكـادت تناجينـا الـديار صبابة
وتبكـي كما نبكي عليها المنازل
فمـن واقـف في جفنه الدمع واقف
ومـن سـائل فـي خده الدمع سائل
تــأس بيــأس أو تعــز بســلوة
فمالــك فــي أطلال عــزة طـائل
ألـم تـر أيـام الربيـع تبسـمت
أجــارع مــن أنوارهـا وخمـائل
كـأن غصـون النرجـس الغض بينها
نشــاوى كــرىً أعنـاقهن مـوائل
كــأن شــقيق الأبريــن كــواعب
عليهــن مـن صـبغ الجسـاد غلائل
وقـد حملـت سوسـانها في حجورها
رواضـــع إلا أنهـــن حوامـــل
وضــمر خيــل الضـيمران كأنهـا
مـرازب فـوق الهـام منها أكالل
ونــور قضــبان الخلاف فــأبرزت
أصــابع لـم تخلـق لهـن أنامـل
تخــال أزاهيـر الريـاض خلالهـا
مصــابيح ليـل مـا لهـن فتـائل
وقـد شـربت ماء الغمامة فانثنت
كمـا يتثنـى الشـارب المتمايـل
فمــن أقحــوان ثغــره مبتســم
وورد علـى أكنـافه الطـل جـائل
وقـد مـاج وادي الزندروز بفيضه
كمـا ماج للريح النقا المتهايل
كـأن نعـاج الرمـل فـي جنبـاته
يناطــح بعــض بعضــها ويقاتـل
كـأن هـدير المـوج فـوق متـونه
هــدير قــروم هـاجهن الشـوائل
سـرى بيـن أحشاء السرى فتشابهت
أحيــاته تسـري بهـا أم جـداول
إذا مـاج فـوق الأرض أوهاج خلته
خيولـك فـي الهيجـا وهـن صواهل
أيـا ملكـاً فـاق الملـوك وبذهم
فــراح سـناناً والملـوك عوامـل
إذا نحـن أثنينـا عليـه تبادرت
فأثنت كما نثني القنا والقنابل
ينيـر الـدجى من وجهه وهو حالك
وينـدى الـثرى من كفه وهو ماحل
وذو لحظـــات كلهـــن فواضـــل
وذو حركـــات كلهـــن فضـــائل
دهــاء لــديه رأي أكثـم فـائل
وجـود لـديه حـاتم الجـود باخل
وحلــم لـديه ركـن يـذبل ذابـل
وعـزم لـديه فـارس الخطـب راجل
ضـياعي نهـبي قـد تفـرق شـملها
فمـا فـي يـدي منهـن إلا الأنامل
فكـم ضـيعة مـالت لأبـواب مالها
قنـاتي وغيـري منـه نشوان مائل
فحظــي مـن الحظيـن هـم وحسـرة
وحاصـلها أنـي علـى الهـم حاصل
ألا ليـت شـعري هل أرى لي جماعة
تمـد بهـا فـوق الشطور الحواصل
تقاربهــا الأنموذجــات كأنهــا
إذا هـي صـروها الثـدي الحوافل
وهـل أرنـي يومـاً وكيلـي حاضري
أناقشــه طــوراً وطـوراً أسـاهل
ويخـرج باسـمي فـي الأدارج كاتب
حســاباً ويسـتأدي خراجـي عامـل
علـى عـدل مولانـا الأميـر توكلي
فإحسـانه في الشرق والغرب شامل
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)