
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمنجزتــي وعـدي فقـد رحـل الركـب
ولـم تتـأنَّ العيـس أم تقـف الصـحب
خليلَــيَّ لا تســتنكرا طــول عتبهـا
عَلَــيَّ فــإنّ الحــبّ أكــثره عتــب
بنفســي بيضــاء العــوارض أعرضـت
بـوجه كـان الشـرق مـن حسـنه غـرب
وبيــن الإزار المرتـوي حقـف رملـة
وبيـن الوشـاح الملتـوي غصـنٌ رطب
وتحــت لثـام الخـزّ أنفاسـها لظـىً
وفــوق رداء الكــبر أدمعهـا سـكب
تبـدّت مـع الأتـراب تدعو على النوى
وإن لـم يكن في الغانيات لها ترب
تســيل علـى الخـدّ الأسـيل دموعهـا
وصـبٌّ دمـوع العيـن يـروى بـه الصبّ
وقــد وكلـت إحـدى يـديها بقلبهـا
مخافـة أن يرفـضَّ مـن صـدرها القلب
فلمّــا أجــزنَ الجســر قمـن ورائه
كسـرب مـن الغـزلان ليـس لهـا سـرب
وعضــّت بــدرّ الثغــر فضــّة معصـم
يكــاد يثنيــه مـن الـذهب القلـب
وكــادت تحـطّ الرحـل لـولا عزيمـتي
وجيهيـــة قـــب ومهريّـــة نجـــب
وقائلــة أذرت مــع الكحـل دمعهـا
ففـاض ولم يُملًكْ لسائله غرب
إلــى أيّ أرض ترحـل العيـس ظاعنـاً
وخلفــك أفــراخٌ بهــا ظمــأ زغـب
تــقِ اللـه فينـا لا تزدنـا صـبابةً
ببعــد فمـا نلقـاه مـن كثـب حسـب
فقلــت ثقــي بـالله يـا أُمَّ معمـر
فبعـض الصـدى ريّ وبعـض النوى قرب
إذا مـاانخت العيـس بـالريّ سـالماً
فمشـــرعنا عــذب ومرتعنــا خصــب
دعينـي وطيـي نحوهـا البيد بالسرى
يقــع طائرانـا حيـث يلتقـط الحَـبّ
ألـم تعلمـي أنّ الحيـا مـن جنابها
تصـــوب عزاليــه علينــا فينصــب
فقـالت وجـالت فـي نـواحي ردائهـا
دمــوعٌ لهــا فـي كـلّ ناحيـة غـرب
فـتى رسـتم لا تـذكر الـبين باسـمه
فــديناك إنّ الــبين أيســره صـعب
إذا ســار مشــتاقٌ إليــك فــإنّني
برأسـي أخطـو بـل على هامتي أحبو
ومـــا عــاقني إلاّ بنــون كــأنّهم
فراخ الدَّبى في الجو حدثان ما دبوا
وقائلــة مــن بعــد ســبعين حجّـة
شـفيعي إليـك الضـعف والسـنُّ والرب
أتـترك أُمّـاً هـامت اليـوم أو غـداً
يضـيق بهـا مـن بعـدك البلد الرحب
ســأثني بمـا أوليتنـي مـن صـنيعة
عليـك كمـا يثنـي على المطر العشب
وأدررت لـي أضـعاف مـا قـد مريتـه
بشــعري مـن نعمـاك فـامتلأ القعـب
وعــاد إنــائي مـن نوالـك فيهقـا
يبـل الـثرى رشحاً وماانقطع الشخب
وأســـكر أشــعاري نــداك فرنحــت
بشـكرك فـي الـدنيا كما رنح الشرب
وعـــمَّ جهــات الأرض فيــض نــواله
فلــم يخـل واد مـن نـداه ولا شـعب
جــوادٌ لــه فــي كـلّ أُفـق غمامـة
وفــي كــلّ أرض للنـدى مشـرع عـذب
إذا عـدَّ كعـب فـي السـماح أبـت له
يميــنٌ لهــا فـي كـلّ أنملـة كعـب
محمد بن محمد بن الحسين الرُّسْتُمي الأصفهانيأبو سعيد : أكبر شعراء أصفهان في عصره، وهو ثاني من ترجم لهم الثعالبي في يتيمة الدهر في باب شعراء أصفهان (1) قال:محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم من أبناء إصبهان وأهل بيوتها، (2) ومن يقول الشعر في الرتبة العليا، ومن شعراء العصر في الطبقة الكبرى، وهو القائل:إذا نسبوني كنت من آل رستم ولكن شعري من لؤي بن غالبومن نظر في شعره المستوفي أقسام الحسن والبراعة، المستكمل فصاحة البداوة وحلاوة الحضارة، أقبلت عليه الملح تتزاحم، والفقر تتراكم، والدرر تنتاثر، والغرر تتكاثر:كلم هي الأمثال بين الناس إلا أنها أضحت بلا أمثالوكان الصاحب يقول مرة: هو أشعر أهل عصره، وتارة: هو أشعر أهل عصره، ويقدمه على أكثر ندمائه وصنائعه، وينظمه في عقد المختصين به، ... وكان يسد ثلمة حاله، ويدره حلوبة ماله، ويسوغه خراج ضياعه، ولا يخليه من مواد إنعامه وإفضاله، وبلغني أن أبا سعيد لما أسفر له صبح المشيب وعلته أبهة الكبر، أقل من قول الشعر: إما لترفع نفسه، وإما لتراجع طبعهفقرأت فصلاً للصاحب أظنه إلى أبي العباس الضبي في ذكره، واستزادة شعره، وهذه نسخته:كان يعد في جمع أصدقائنا بإصبهان رجل ليس بشديد الاعتدال في خلقه، ولا ببارع الجمال في وجهه، بل كان يروع بمحاسن شعره، وسلامة وده، أما الشعر فقد غاض حتى غاظ، وأما الود ففاض أو فاظ، فإن تذكره مولاي بوصفه وإلا فليسأل عن خاله وعمه، أما العمومة ففي آل رستم، وثم الذروة والغارب، ولواء العجم وغالب، وأما الخؤولة ففي آل جنيد، كما قال شاعرهم في سعد وسعيد، وقد سألت عن خبره وفد نجران، والركب بحبلى نعمان، فلم يذكروا إلا أنه مشغول بخطبة سبطه أبي القاسم بن بحر رحمه الله تعالىلفتاه أعزه الله، وليس في ذلك ما يوجب أن يطوينا طي الرداء، ويلقى عهدنا إلقاء الحذاء، وقد يعود الصلاح فساداً، ويرجع النفاق كساداً:فلعل تيماً أن تلاقي خطة فتروم نصراً من بني العوام(1) قال: (هذا الباب من كتابي هذا، وقرأت ما ينطق به من ذكر شعرائها العصريين وغرر كلامهم، كعبدان الإصبهاني المعروف بالخوزي، وأبي سعيد الرستمي، وأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبي محمد الخازن، وأبي العلاء الأسدي، وأبي الحسن الغويري - حكمت لها بوفور الحظ من أعيان الفضل، وأفراد الدهر، وساعدتني على ما أقدره من حسن آثار طيب هوائها، وصحة ترتبها، وعذوبة مائها، في طباع أهلها، وعقول أنشائها، وأرجع إلى المتن فقد طال الإسناد، ولا يكاد الكلام ينتهي حتى ينتهي عنه.)(2) وانظر نبذة عن نسبه في صفحة القصيدة الفائية التي أولها (كفتك عن عذلي الدموع الوكَّفُ)