
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا كنـت آلـف منزلـي إلا بـه
ولقــد كرهـت الـدار بعـد مصـابه
وكرهــت عيشــي بعــدما فــارقته
ورغبـت فـي الترحال نحو جنابه
أنــف الإقامـة عنـدنا وصـبا إلـى
مـا يرتجيـه مـن بلـوغ ثـوابه
مــاذا أقــل بقـاءه مـا بيننـا
مــترحلاً للــترب عــن أترابــه
حـار الطـبيب بمـا يـداوي داءه
لمــا غـدا والمـوت أكـبر دابـه
مــا كــان فـي خلـدي ولا بتصـوري
أن الحمـــام يحثــه بحرابــه
قـد كنـت آمـل أن أكـون فداءه
أخطــأت فــي أملــي وظـن حسـابه
فــارقته والعيـش فـارق خـاطري
وتفكــري لــم يخـل مـن أسـبابه
أتـراك إسـماعيل تعلـم مـا الذي
فـي القلـب مـن لوعـاته وعذابه
وظننـت أن النـوم باشـر مقلة
لــم تكتحــل غمضــاً ولا تحظـى بـه
أتـبيت إسـماعيل ثـاو فـي الـثرى
مـن بعـد قلـب كنـت مـن حجابه
ورحلـت عـن صـدري وحجـري للبلى
رغمــاً علــي وصـرت رهـن ترابـه
ولقـد أمنـت عليـك نائبـة الـردى
لـم أدر حـتى صـرت فـي أنيابه
مــازال يخـدعني عليـك وإنمـا
أرداك مخلبــــه بطـــول خلابـــه
ضــر الحــوادث ليــس يــؤمن خطبـه
لكننـي مـن بعـض من أغرى به
وحســبت خيــراً بالزمــان وريبـه
فغــدوت أخســر واثـق بحسـابه
المــوت فــرق شــملنا وأضــامنا
والــدهر سـاعده علـى أوصـابه
لــم تســو فرحـة مهجـتي بـولادة
عــادت بموتــك ترحــة بمنـابه
وكــذاك ماســويت عمــارة منـزل
وكمـــاله بفنـــائه وخرابـــه
فلأبكيــن عليــه مــا لاح الضـيا
أو ما اقتضاني القول حسن جوابه
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.