
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تيقنـــوا أن قلـــبي منهـــم يجـــب
فاســتعذبوا مــن عــذابي فـوق مـايجب
وأعرضــــوا ووجــــوه الــــود مقبلـــة
وللمكـــارم قلـــب ليــس ينقلــب
ولــــو قــــدرت لأســـلاني عقـــوقهم
وكــــم عقــــوق ســـلت أم بـــه وأب
إن لــم يكــن ذلــك الإعـراض عـن ملـل
فســوف ترضــيهم العتــبى إذا عتبـوا
وإن تكــــدر صــــاف مـــن مـــودتهم
فالشـــمس تشـــرق أحيانــاً وتحتجــب
لــم تــرض عيــذاب أنــي مســني نســب
مــن أهلهــا وجــرى لـي منهـم تعـب
حـــتى لقيـــت بقــوص لا ســقت أبــداً
أكنــاف قــوص ولا مــن حلهــا السـحب
عوارضــــاً كشــــف المريـــخ صـــفحته
لهـــن والمشـــتري عنهـــن محتجــب
وكــان إعــراض ســيف الــدين أكـبر مـا
لقيــت والبحـر تنسـى عنـده القلـب
أتيــت مــن مــأمني فيــه وفاجـأني
مــا لــم تكــن أعيــن الآمــال ترتقـب
وأرجــف النــاس حــتى قــال قـائلهم
يـــا رائد الحـــي لا مـــاء ولا عشــب
فقلت هل أفقر الوادي أم افتقر النادي
أم انحــــل ذاك الكــــرب والكــــرب
فقيــل بــل جملــة الأحــوال حاليـة
ومعقـــل العــز معمــور القنــا أشــب
وإنمـــا المجلـــس الســـيفي منحـــرف
فــــإن تعـــذر مـــأمول فلا عجـــب
وكيـــف لا تعـــرض الـــدنيا متابعــة
لرأيــه وهــو فــي إقبالهــا السـبب
لــولا شــفاعته الحســنى نـائله الأسـنى
لمـــا أنجـــح المســعى ولا الطلــب
يــا جــامع العــز والتقـوى وبينهمـا
بــون بعيــد المرامــي ليــس يقـترب
قــد بــان لــي منــك أمــر كنـت أجهلـه
وغــامض العلــم بالتدريـج يكتسـب
بأنـــك المـــرء فــي أهــل وفــي وطــن
لكنــه بالســجايا الــبيض مغـترب
صــافي المــروءة لــولا فضــل نخـوته
ودينـــه أدرك الواشــون مــا طلبــوا
وكيــــف ينفــــق زور عنـــد مجلســـه
والغالبــان عليــه الــدين والحسـب
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.