
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى كم أحوك الشعر في الذم والمدح
وأخلـع برديـه على المنع والمنح
وأفتــح مــن أبــوابه كــل مقفـل
يشـن عليهـا خـاطري غـارة الفتـح
ويشــركني فــي نظمهــا كــل نـاقص
يعـارض بالمصـباح شـارقة الصـبح
يعيـــب دعــي القــوم غــر قصــائدي
وليـس لـه فيـه صريحي ولا صرحي
عصــته زنـاد الشـعر إذ رام قـدحها
فأداه ضعف القدح عنها إلى القدح
تخلــف عــن شــأوي فجمــل نفســه
بنقـد كلامـي وهـو مـن نقـد السرح
فيـا نابـح الجوزاء من هوة الثرى
ترفــق فقـد أتعبـت نفسـك بالنبـح
وابـق علـى قرنيـك مـن نطـح صـخرتي
وإلا فقـد أوهيـت قرنيـك بالنطـح
تــوهمت فكــري مثــل فكرتــك الــتي
لها خاطر دامي القريحة والقرح
وإن أجـــاج القــول مثــل زلالــه
ومـا يسـتوي عـذب المذاقة بالملح
قصـــائد لـــم يقصــدن إلا خليفــة
وإلا وزيـراً عارفـاً قيمـة المـدح
وإلا جـــواداً مثـــل ورد تســـوقها
سـجاياه بـالإكرام والخلـق السحج
مليــك تــرى مــن حلمــه وانتقــامه
حيـاة وموتـاً بالصفيحة والصفح
فــتى نجحــت أيــامه مــن فعـاله
بغــر مســاع صــانهن عــن الشـح
فـدى لـك يـا تـاج الخلافـة كـل مـن
تعـاطى ثنـائي مـن بخيل ومن سمح
فإنــك أفســدت القـوافي علـى الـورى
بجود نهاها أن تعود إلى الصلح
وقلــت لهـا مـن لـم يكرمـك منهـم
فلا تنظريـــه رأس مــال ولا ربــح
فكيــف بـذاك الوعـد لـو كـان حاصـلاً
فإنـك مقـرون المواعيـد بالنجح
إذا أغمضــت عمــن سـواك جفونهـا
صـدوداً ولـم تسـمح لغيـرك باللمـح
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.