
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــادت عليــك أهلــة الأعيـاد
ببلــوغ آمــال ونيــل مـراد
ورأت بــك الأيـام مـا تختـار مـن
عـز إلـى يوم المعاد معاد
يهنـي أميـر المؤمنين مواسم
أوقــاتهن إلـى اللقـاء صـوادي
نظمـت علـى جيد الزمان جواهراً
إن الجــواهر حليــة الأجيـاد
مــا العيـد إلا أن تـراك نـواظر
لـولاك ما اكتحلت بطيب رقاد
وتنيـر تحـت التـاج غرتك التي
تجلـو صـدى المرتاب والمرتاد
وتـزور مجلسـك المقـدس بالهنـا
أمــم تـراوح لثمـه وتغـادي
وتلـوح فـي ظـل المظلة طالعاً
كالبــدر أو كـالكوكب الوقـاد
وكأنهــا فلــك ووجهــك شمسـه
لـولا اعتمـاد رتاجهـا بعمـاد
حسـدت بسـاط الأرض فيـك وما درت
أن السـماء لهـا مـن الحساد
نشـر المـدير بها عليك غمامة
ذهبيــة ليســت بــذات عهــاد
فغـدا الورى يتعجبون وقد بدا
مـن تحتهـا الجـودي فـوق جواد
قـد قلـت إذا علت المظلة فوق من
يعلـو محـل الأنجـم الأفـراد
لــم تعـل إلا خدمـة وصـيانة
وكـذا السـيوف تصـان في الأغماد
والقلــب أشــرف والضــلوع تحـوطه
والعين يحجب نورها بسواد
لمــا بـرزت إلـى المصـلى لابسـاً
ثـوب الخشـوع وهيبـة الآساد
جلــت الخلافــة عزهــا فـي مـوكب
يكسو ضياء الصبح ثوب حداد
ســتر القتــام جيادهـا فكأنهـا
مكنـون سـر فـي مصـون فؤاد
متلاطـــم كـــالموج إلا أنــه
متتـــابع الأمــواج والأزبــاد
حــتى إذا وافيــت ســاحة مجمــع
متضـايق العرصـات بالأشهاد
قــابلت محــراب الصـلاة وللهـدى
قبـس علـى قسـمات وجهك باد
وقضـيت نافلـة السـجود ولـم تزل
للــه أفضــل قــانت سـجاد
وصـعدت ذورة منـبر أبقيـت في
شــرفاته شــرفاً علـى الأعـواد
ونطقـت مـن فصل الخطاب بخطبة
عــون الإلـه لهـا مـن الأمـداد
ذرفـت دموع الخلق عند سماعها
واســتنجدت بمــدامع الأكبــاد
ذكـرت ناسـية القلـوب وإنمـا
نـادى رشـادك أهـل ذاك النادي
ونحــوت متبعــاً لسـنة مـن مضـى
مـن سـالف الآبـاء والأجـداد
وعلــى شــريعة جــدكم ووصــيه
صــلى وضــحى أهــل كـل بلاد
وتخــاير الوفــد الحجيـج ضـيافة
أعـددتموها للقـرى والزاد
فاسـلم وقـل للمشرفية والقنا
ينحــرن كــل مخــالف ومعــاد
واحكـم علـى جـور الزمـان بعـادل
ورث الكفالة عن كفيل هادر
فاســتوهب النصـر العزيـز بناصـر
صـلحت بـه الأيام بعد فساد
ملــك يصــرف كــل صــرف نـازل
بأعنــة الإصــدار والإيــراد
لــولا عزائمــه وشــد رأســه
أضـحت قـوى الإسـلام غيـر شـداد
شـمخت أنـوف عـداته واقتادهـا
صـعب الإبـاء علـى يد المقتاد
لمــا تجـاوز غايـة الأمـد الـذي
فـات الملوك وفت في الأعضاد
قـالت منـاقبه لحاسـد مجـده
هــون عليـك فلسـت مـن أضـدادي
وانظـر لنفسـك مـن يليـق بشكلها
واعرف إذا عاديت كيف تعادي
وامنـع قناتـك أن تميل فإنني
أخشــى عليــك مثقــف الميـاد
واصــدق فمـا تخفـى طويـة صـادق
ممـن أسـر الجمـر تحت رماد
فــإذا وفــى لـك صـاحب وغـدرته
فاعلم بأن الله في المرصاد
وحــذار مــن نهشـات صـل أرقـط
ظـام ومـن بطشـات ليـث عـاد
فبأســفل الهضــبات شــبل عرينـة
وبملتقـى العقدات حية واد
منعــت بنــو رزيـك سـاحة عزهـم
إلا علــى الـرواد والـوراد
قــوم تخيــرت الــورى فوجـدتهم
أندى الملوك يداً وأكرم ناد
شــرفت منــاقب مجـدهم فكـأنني
أتلـو بهـا القـرآن بالإنشاد
مـن كـان يسـند عـن سـماع فضـيلة
فعن العيان لفضلهم إسنادي
وأبـو الشـجاع إذا أردت مـديحهم
بيـت القصـيد وقبلة القصاد
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.