
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـقم الحـاظ الحسـان الخـرد
صــحة أهــدت ســقام الجســد
حبــذا طــل جفـون أنبتـت
حمـرة الـورد علـى الخـد الندي
لحظــات لــم تـزل أسـهمها
يتــــولعن بقلــــب الأســــد
ظبيــة شــرط ظباهـا أنهـا
فـي الهـوى مـن قتلتـه لا تـدي
يحكــم المطـل علـى ميعادهـا
بغــد بالمطـل عـن بعـد غـد
أنـا مـن وجـدي بهـا فـي كبد
وحيــاة قــد أذابــت كبـدي
زاد فــي لوعــة وجـدي أنهـا
أســقمتني وأتــت فـي عـودي
كلمـا ضـل الهـوى فـي فرعهـا
فعلـى بـرق الثنايـا يهتـدي
حـرم الميـل علـى مقلتهـا
كحــــل أزرى بكحـــل الأثمـــد
غـادة فـي لحظهـا بـل لفظها
نفثـــة تحســن حــل العقــد
مزجـت بـرد اللمى والراح لي
فــي ثنايــا خلقـت مـن بـرد
ناولتنيهــا فلـم أدر إلـى
أي شــمس منهمــا طــالت يـدي
غيـر أنـي صـدت همـاً طالمـا
فرخـــت بيضــته فــي خلــدي
نـــبرات حركـــت ســـاكنها
نقـــرات مـــن غــزال غــرد
يــا ليــالي أســلفتني أرقـاً
أنـت في جاه الليالي الجدد
قـــد وهبنــاك لأيــام بهــا
قبـض العـدل بنـات المعتـدي
ووجـدنا مـدح سـيف الدين إذ
خــانت الأيــام أقـوى العـدد
ملـــك مـــن آل أيــوب لــه
كــرم الفـرع وطيـب المحتـد
يعــرف الــزائر فــي غرتـه
رونــق البشـر ومحـض السـؤدد
خيـر مـن جـرد فـي يوم الوغى
بارقـاً علـى متـن بـرق اجرد
يتغنــى فـي الطلـى صـارمه
بلحــون لــم تكــن عـن معبـد
شـعلة تقـدح مـن زند الوغى
شــرراً مــا كمنـت فـي الزبـد
ونصـــول فــي قنــا ظاميــة
ريهــا مــاء غــدير الـزرد
كلســان الصـل أو كـالنجم فـي
ليـل نقـع طـالع فـي أملـد
ضـمنت أسـيافه بـذل القـرى
مــن عــداه لبنــات الفدفــد
وبنــات الريـش يحملـن إلـى
قلــب أعــدائك ســن الأســود
لــك مــن نفســك لا مـن قومهـا
حســب أمسـى كـثير الحسـد
حســـنات تبتلـــي حاســدها
مــن علاهـا بـالمقيم المقعـد
أنــت إن عــدوك شخصـاً واحـداً
فكـذا الواحـد أصـل العـدد
شـــرف قــد أصــبحت همتــه
تســحب الأذيـال فـوق الفرقـد
وقــف الفضـل علـى أفعالهـا
أي فضــل فـي فـتى لـم يحسـد
إنمــا يمتـاز عـن أشـباهه
ســـيد يمــدح وســط المشــهد
لا تلومــوه علـى بـذل النـدى
فهـو طبـع خـامس فـي المولد
وانتقــال الطبـع شـيء معـوز
مثـل مـا أعـوز ليـن الجلمد
قـل لنـا كيـف اختصرت المرتقى
وتنــاولت المعـالي باليـد
وتوصـــلت إلــى أبعادهــا
بقريـــب الســعي أو بالأبعــد
يـا فريـد المجـد لم لا تشتكي
فـي المعـالي وحشـة المنفرد
جمعـت فيـك خصـال لـم يبـت
مثلهـــا مجتمعــاً فــي أحــد
اليميـن السـبط في يوم الندى
والجبين الطلق في يوم الداد
ووفــــاء بعقـــود أخـــبرت
عــن يميــن ظـاهر المعتقـد
يـا أبـا بكر بن أيوب استمع
جــوهراً شــف عــن المنتقــد
صــاغه فيـك خـبير لـم يـزل
حاذقــاً فــي نظــم در بــدد
ينصــب الأشــراك مـن ألفـاظه
طالبـاً صـيد المعـاني الشرد
صــنتها عـن كـل فـدم جاهـل
يحســب الجيــد جهلاً كــالردي
صــدئت مرآتــه عــن نورهــا
فـرأى المصـقول منها كالصدي
لــم أجــالس قـط إلا ملكـاً
رافعـاً لـي عـن مقـام المنشـد
طالمــا نلـت الأمـاني بعـدها
نــزه الرحمــن وجهـي ويـدي
غيـر أن الشـمس لمـا طلعـت
فــي ليــاليكم وأحمــت جسـدي
زرتكــم زورة حــر لا يــرى
عــزة الجــدوى بـذل المجتـدي
أنـا فـي أصـفاد غـرم فادح
وعليكــــم فكهـــا بالصـــفد
النميـر العـذب مـن أفـواهكم
وفمــي يمتــص مــص الربــد
ولقــوم زبـدة الـوطب الـذي
لــم أفـز منـه بغيـر الزبـد
قـد وردنـا مـن أبـي بكر إلى
واســع الجمـة عـذب المـورد
ومــدحناه بشــعر جــل بـل
دق عـــن نهــج الكلام العقــد
راضــه فارســه حــتى أتـى
ســلس الأعطــاف ســهل المقـود
لــم أدنســه بقصــدي أحــداً
بعــد قصـدي للعزيـز الأوحـد
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.